البثور... لماذا تظهر عند البعض؟

نشر في 20-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-08-2013 | 00:01
No Image Caption
تعيش الجراثيم التي تسبب حب الشباب على البشرة بأنواعها كافة، لكن شخصاً من أصل خمسة يكون محظوظاً بما يكفي، فتظهر لديه بثرة من وقت إلى آخر خلال فترة من حياته. ما سر هؤلاء الأشخاص؟
لحسن حظ المراهقين في كل مكان، اكتشفت دراسة من إعداد جامعة كاليفورنيا – لوس أنجليس، بالتعاون مع باحثين من جامعة واشنطن في سانت لويس ومعهد لوس أنجليس لأبحاث الطب الحيوي، أن جراثيم حبّ الشباب تضمّ سلالات «سيئة» مرتبطة بالبثور وسلالات «جيدة» قد تحمي البشرة.

قد تؤدي النتائج التي نُشرت في «مجلة الأمراض الجلدية» إلى ظهور علاجات جديدة لهذا الاضطراب الجلدي القبيح.

أوضح مُعدّ الدراسة الأساسي هوينغ لي، أستاذ مساعد في علم الصيدلة الجزيئية والطبية في كلية ديفيد جيفن للطب في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجليس: «علمنا أن جراثيم حبّ الشباب لا تتسبب كلها بظهور البثور، بل ثمة سلالة واحدة يمكن أن تحافظ على صحة البشرة. نأمل أن نطبّق النتائج لتطوير استراتيجيات جديدة تعيق تلك العيوب قبل ظهورها، وتُمكّن اختصاصي الجلد من تعديل العلاج وفق خليط جراثيم البشرة عند كل مريض».

دقق العلماء بجرثومة صغيرة لها اسم طويل: «بكتيريا البروبيونية العدية»، وهي جرثومة تتكاثر في الأعماق الدهنية لمسام البشرة. حين تتفاقم حالة الجراثيم في جهاز المناعة، تسبب تورماً ونتوءات حمراء مرتبطة بحب الشباب.

من خلال استعمال شرائط تنظيف المسام، استخرج باحثون في معهد لوس أنجليس لأبحاث الطب الحيوي وجامعة كاليفورنيا – لوس أنجليس بكتيريا البروبيونية العدية المسببة لحبّ الشباب من أنوف 49 متطوعاً لديهم بثور و52 متطوعاً لديهم بشرة نظيفة. بعد استئصال الحمض النووي الميكروبي من الشرائط، يتعقب مختبر لي مؤشراً جينياً لتحديد السلالات الجرثومية في مسام كل متطوع ورصد ظهور حب الشباب عند الأشخاص.

في المرحلة اللاحقة، زرع مختبر لي الجراثيم المستخرجة من الشرائط لعزل أكثر من ألف سلالة. قسّم علماء من جامعة واشنطن خرائط الجينوم الخاصة بـ66 سلالة مرتبطة بحب الشباب الناجم عن بكتيريا البروبيونية العدية، ما مكّن معدّة الدراسة الأولى شوتا توميدا من التركيز على الجينات الفريدة من نوعها في كل سلالة.

قال أحد معدي الدراسة، نواه كرافت، اختصاصي جلد ومدير مركز أبحاث العلاجات المناعية في معهد لوس أنجليس لأبحاث الطب الحيوي في مركز هاربور الطبي التابع لجامعة كاليفورنيا: «كان من المثير للاهتمام أن نعلم أن سلالات الجراثيم تبدو مختلفة عند استخراجها من بشرة مريض مقارنةً بالبشرة السليمة. ظهرت سلالتان فريدتان من حبّ الشباب عند متطوع من أصل خمسة لديهم حبّ شباب، ونادراً ما تم رصدها عند أصحاب البشرة النظيفة».

لكنّ الاكتشاف الأكبر لم يكن قد ظهر بعد.

قال لي الذي يعمل في معهد كرامب للتصوير الجزيئي أيضاً: «شعرنا بحماسة شديدة حين اكتشفنا سلالة ثالثة من حب الشباب، وهي شائعة في البشرة الصحية لكنها نادرة عند وجود حب الشباب. نشتبه بأن هذه السلالة تحتوي على آلية دفاعية طبيعية تمكّنها من التعرف إلى المعتدين وتدميرهم قبل أن يصلوا إلى خلايا الجراثيم».

أمل جديد

يقدم الباحثون أملاً جديداً إلى المصابين بحب الشباب وهم يظنون أن زيادة عدد السلالات الحميدة التي تشمل بكتيريا البروبيونية العدية المسبِّبة لحبّ الشباب في الجسم، عبر استعمال كريم أو مستحضر بسيط، قد تساهم في تهدئة البشرة التي تظهر عليها البقع.

أوضح لي: «قد تحمي سلالة بكتيريا البروبيونية العدية المسبِّبة لحبّ الشباب البشرة مثلما تساهم الجراثيم الحيّة في اللبن في الدفاع عن الأمعاء ضد الحشرات الضارة. تقضي الخطوة التالية معرفة ما إذا كانت كريمات المحفزات الحيوية تستطيع منع الجراثيم السيئة من غزو الجلد ومنع البثور قبل ظهورها».

ستركز دراسات إضافية على اكتشاف أدوية جديدة تقضي على السلالات السيئة من بكتيريا البروبيونية العدية المسببة لحبّ الشباب تزامناً مع الحفاظ على السلالات الجيدة، واستعمال الفيروسات للقضاء على الجراثيم المرتبطة بحبّ الشباب، وإجراء اختبار جلدي بسيط لتوقع مدى قابلية الشخص على تطوير حبّ شباب عدائي مستقبلاً.

قال أحد معدي الدراسة، جورج وينستوك، مدير معهد الجينوم وأستاذ في علم الوراثة في جامعة واشنطن- سانت لويس: «تشدد أبحاثنا على أهمية تحليل مستوى السلالات في عالم الميكروبات البشرية لتحديد دور الجراثيم في الصحة والأمراض. يتسم هذا النوع من التحليلات بدقة عالية أكثر من الدراسات السابقة التي كانت تتكل على زرع الجراثيم أو تكتفي بالتمييز بين أنواعها».

يصيب حب الشباب 80% من الأميركيين في مرحلة معينة من حياتهم، لكن لا يعرف العلماء الكثير عن أسباب ذلك الاضطراب، وقد أحرزوا تقدماً محدوداً في مجال تطوير استراتيجيات جديدة لمعالجة الحالة. لم تتسع ترسانة اختصاصيي الجلد على مستوى الأدوات التي تكافح حبّ الشباب (بيروكسيد البنزويل والمضادات الحيوية وأكوتاني (إيزوتريتينوين)) منذ عقود، ولا يتجاوب معظم الحالات الحادة من حبّ الشباب مع المضادات الحيوية، ويمكن أن يسبب دواء «أكوتاني» آثاراً جانبية خطيرة.

back to top