بلال الزين: تعاوني مع وردة شرف كبير لي

نشر في 26-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 26-03-2013 | 00:02
بعد النجاح الذي حققته أغانيه «يا ضلي يا روحي» و{غربوك» و{صفحة وطويتها» مع الفنان وائل كفوري، بدأ الملحن والموزع اللبناني بلال الزين التحضير لألبوم وائل كفوري الجديد، وتصدر له قريباً أغنية «إيّام» التي لحنها ووزعها للفنانة الكبيرة وردة الجزائرية قبل رحيلها، فضلا عن أغنيات لربيع بارود وشيرين وجاد نخلة. عن جديده وتقييمه للوسط الفني تحدث إلى «الجريدة».
كيف تقيّم تعاونك مع «الكبيرة» وردة قبيل رحيلها؟

تعاوننا شرف كبير لي، أولاً لأنها صاحبة أرشيف ضخم، وثانياً لأنها من جيل فني محترم ومثقف في مقابل جيل فنيّ جديد جاهل. والأهم أنها غنّت باللهجة اللبنانية.

بعد تعاونك مع شيرين، من هم الفنانون العرب الذين ترغب في تقديم ألحان لهم؟

كاظم الساهر لأنه يقدم لوناً شرقياً رومنسياً يشبه اللون الفني الذي أقدمه، وأظنّ أننا إذا اجتمعنا ستكون النتيجة ممتازة.

كيف تختار الفنان الذي تتعامل معه؟

أحرص على أن يكون خفيف الظل لأن التحضير لأغنية يتطلب تواصلا دائماً لبلوغ النتيجة النهائية، وألا يكون ممن يدعي النجومية. كذلك أولي أهمية إلى صوته وليس إلى مدى نجوميته، لأن الصوت معيار لنجاح الأغنية.

مع من تتعاون من الشعراء؟

أتعاون مع شعراء أغنية كثر من بينهم: منير بو عساف وأحمد ماضي وبيار حايك. أرفض مبدأ الاحتكار وأرى ضرورة أن ينوّع الملحن كما الشاعر.

كيف تقيّم هذا التعاون؟

 ينقلني النص الشعري إلى مكان جديد ويحميني من التكرار، لذا أتعاون مع شعراء حقيقيين وليسوا شعراء أغنية فحسب أو مجرد هواة أو متعدّين على المجال. الأهم من ذلك أنهم يتقبّلون المناقشة وتبادل الأفكار لبلوغ نتيجة أفضل.

ما الذي يجذب المستمع أكثر: الألحان أم الكلمات؟

الألحان أساس الأغنية وعمودها الفقري وأول ما يجذب المستمع، ومثال على ذلك تحقيق أغنيتي «دي دي» و{غانغام ستايل» نجاحاً رغم أن الجمهور لم يفهم معنى كلامهما.

هل ما زال اللون الرومنسي الذي قدمته مع وائل كفوري رائجاً في ظلّ سيطرة الإيقاع السريع واللون الشعبي؟

للون الرومنسي جمهوره الواسع، ثم لا يجوز أن تحتل الأغاني الإيقاعية الإذاعات وحدها، فهي لا تشبع عطش الإنسان إلى الموسيقى التي تعبر عن مشاعره. لكنّ مشكلتنا في الدول العربية أن نجاح أغنية ما، مهما كانت أصولها تركية أم صينية، تدفع الجميع إلى التمثل بها وتقديم ما يشبهها، فيغيب التنويع الموسيقي لتزدهر الأغاني الرائجة.

ما الذي أدى إلى انتشار موجة اللون الشعبي؟

تقاعس شركات الإنتاج، وتحوّل المغني في علب الليل إلى منتج أغانٍ  يؤديها في السهرات لزيادة زبائنه، في المقابل لا يستطيع تقديم أغانٍ رومنسية كونها لا تصبّ في خدمة مصالحه الفنية، لذا توجه إلى هذا النوع الشعبي وقلده الآخرون.

من جهة أخرى يشكّل اللون البلدي موجة عابرة في بلدان معينة، إلا أنه متعلق بجذورنا اللبنانية لذلك لا يزول، إنما يضرب مبدأ التنوع الموسيقي، طالما أن المنتجين يقتصرون على أرباب هذا اللون ويعتبرون الأغنية الرومنسية نوعاً من المخاطرة.

ماذا عن وائل كفوري؟

تمكن بفضل نجوميته أن يعيد كثيرين إلى الرومنسية في زمن انتشار الأغاني الإيقاعية.

من المسؤول عن التدني في مستوى الأغاني؟

عندما يُفسح في المجال أمام دخول أي كان إلى مجال مهني معيّن، سيؤدي ذلك إلى خراب هذه المهنة، وهو ما حصل في الفن، إذ دخل متطفلون لا علاقة لهم به وما من رقيب أو حسيب، فانعكس ذلك سلباً على الفن عموماً، وبات الدخيل المتموّل يدعم أغانيه في الإذاعات حتى صدّق الجمهور فنّه فيما هو في الأساس لا شيء.

ألا يعكس هذا الواقع الفني ثقافة المجتمع وأخلاقه؟

طبعاً، الفساد الذي نراه في الأغاني انعكاس لحال المجتمع الفاسد، إنما الأضواء المسلطة على الفن أكثر من سواه تساهم في ظهور فساد هذا المجال إلى العلن.

أي مجتمع عربي ولبناني تعكسه في أعمالك؟

أحاول الابتعاد عن المجتمع، لأنه يتوجب على الأغنية أن تسبق المجتمع لتؤدي دور المثقف، عبر طرح موضوع معين أو مشكلة للإضاءة على الحل، لهذا السبب قدمت أغاني طرحت مواضيع متعلقة بالفن والفنان مثل «نمرا حمرا».

هل أنت راضٍ عن الفنانين كافة الذين تعاونت معهم؟

بالطبع، فقد انطلقت في أغنية «لبنان الحلو» مع صديقي الفنان جاد نخلة وكان تعاوناً رائعاً، من ثم عملت فترة طويلة مع فضل شاكر وكان عملنا في قمة الرقيّ، وبعدها مع وائل كفوري وهؤلاء أشخاص مميزون في شخصيتهم وصوتهم.

هل ثمة عمل جديد من روحية أغنية «نمرا حمرا»؟

«نمرا حمرا» أغنية توجيهية سجلت فيها موقفاً. يتحمل الفنان وحده عبء هذه النوعية من الأغاني لأنه لا يجد منتجاً لها ولا وسيلة إعلام تميّز بين الأغنية التجارية وغيرها لإيصال الفكرة إلى الجمهور. لن أستسلم وسأعمل بتأن لتقديم أعمال جديدة في هذا الإطار.

هل يتشاطر الجمهوران العربي واللبناني الذوق الفني نفسه؟

 ثمة أغنيات تحصد نجاحاً في الخليج ومصر لكنها لا تنتشر في لبنان أو العكس، وأخرى تحاكي الأذواق كافة، إنما تبقى لكل شعب خصوصيته على صعيدي الموسيقى وتقييم الفن.

ما رأيك بلجان التحكيم في برامج الهواة؟

استهلاكية موسمية هدفها زيادة نسبة المشاهدين والاعتماد على التصويت من دون الاهتمام بهوية الرابح وتوجيه مسيرته المقبلة، لذلك لا يستمر حامل اللقب في الفن، فيما يبرز من احتل مراتب بعده.

هل الفنانون المشاركون في لجان التحكيم لديهم أهلية لاختيار الأفضل؟

ما دامت هذه البرامج تجارية واستهلاكية، ينطلق اختيار أعضاء لجنة التحكيم من مبدأ شهرة هؤلاء ومدى الاستفادة من جمهورهم الضامن لاستمرار البرنامج، مع أن بعضهم ليس جاهزاً لتقييم الآخرين فنياً.

إلى أي مدى التنويع مهم بالنسبة إلى الملحن؟

لا يمكن أن يقدم الملحن نوعاً معيناً من دون غيره حتى لو نجح فيه، لأنه بذلك يحصر نفسه. من المهم التنويع من ضمن الروحية الموسيقية التي يتميز بها.

ماذا بالنسبة إليك؟

روحية ألحاني شرقية، وبالتالي يمكنني تقديم لحن رومنسي وبلدي من ضمن هذه الروحية.

هل تؤدي الحالة النفسية أو المزاج دوراً في التلحين؟

من الصعب أن يفصل الملحن بين المرحلة النفسية التي يمرّ بها واللحن المطلوب منه. نعيش في جوّ متوّتر، وتقديم أغنية، مهما كان نوعها، في مثل هذه الظروف أمر صعب، لذلك أحاول الجلوس مع الشاعر، والتحدث معه للخروج من الجو السائد والدخول الى جو الأغنية والتلحين.

ما طموحك؟

إيصال ألحاني إلى الناس ومشاركة فكري مع الآخرين. منذ انطلاقتي كموّزع ودخولي مجال التلحين أعتبر نفسي صاحب قضية، لذلك لم أتعاون مع أيّ كان ولم أضيّع يوماً السكة الفنية الصحيحة.

back to top