الرجُل... سبب سنّ اليأس؟

نشر في 19-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 19-06-2013 | 00:01
No Image Caption
تستطيع النساء أن تلوم الرجال على عدد من المظالم التي ارتُكبت بحقهن. وربما تستطيع المرأة اليوم أن تضيف مظلمة إلى هذه اللائحة: سن اليأس.
سن اليأس، الذي يبدأ مع توقف المبيضين عن العمل بطريقة سليمة، عملية محتمة تواجهها كل امرأة. ومع أن التبدلات الجسدية الناجمة عنه واضحة ومفهومة، تبقى أسبابه لغزاً. هدف الحياة من وجهة نظر التطور التكاثر ونقل الجينات، إذاً، لمَ تمرّ النساء كلهن بعملية تجعلهن عقيمات؟

طُرحت نظريات عدة. يعتقد علماء كثر أن سن اليأس يعود بكل بساطة إلى تحسّن متوسط عمر الإنسان. ويظن آخرون أنه ينشأ كي يتيح للمرأة التركيز على تحسين احتمال استمرار ذريتها، أي أولادها وأحفادها. ويؤيد عدد من الباحثين فكرة أن سن اليأس تأثير طبيعي من تأثيرات الشيخوخة. ولكل هذه التخمينات نقاط قوة وضعف، ولا يمكن إثباتها بشكل حاسم.

قدّم علماء الأحياء في جامعة ماكماستر في كندا أخيراً نظرية جديدة في هذا المجال، فقد أكّدوا في مجلة PLoS Computational Biology أن سن اليأس يعود على الأرجح إلى تفضيلات الرجل في التزاوج. ترتكز النظرية إلى فكرة أن الرجال من الأعمار كافة سعوا تاريخيّاً إلى التزاوج مع نساء أصغر سنّاً، ما حدّ من قدرة النساء الأكبر سناً على التزاوج. ومع انخفاض وتيرة التزاوج، تراكمت الطفرات المسيئة إلى خصوبة المرأة وصارت شائعة. يبدو هذا منطقيّاً. فإن لم تتكاثر النساء الأكبر سنّاً كثيراً، إذاً، ما الفائدة من الحفاظ على قدرات تكاثر مكلفة جسديّاً؟

طفرات مؤذية

لتوضيح هذا الطرح، طوّر الباحثون محاكاة بواسطة جهاز الكمبيوتر. أدخلوا عدداً من الطفرات المؤذية إلى مجموعة افتراضية من البشر، وبرهنوا أنه مع اختيار الرجال النساء الأصغر سنّاً للتزاوج، قد تؤدي الطفرات إلى تأثيرات سن اليأس الثابتة من دون خفض عمر المرأة. كذلك أظهرت المحاكاة أنه لولا اختيار الرجال النساء الأصغر سنّاً، لكانت النساء الأكبر سنّاً قد احتفظن بقدراتهن على الإنجاب طوال حياتهن.

قد تكون هذه النظرية مثيرة للاهتمام، إلا أنها ليست مقنعة بالكامل. يشير الباحثون إلى أنها تمتاز بعدم اعتمادها على تراجع مسبق في خصوبة المرأة. لكن سلبياتها تشمل افتراضها القاطع أن الرجال يفضلون دوماً الشابات، فضلاً عن أن المحاكاة بواسطة الكمبيوتر لا تُعتبر من الأساليب الدقيقة لإثبات نظرية ما.

back to top