منظور آخر: هل أنجلينا جولي إنسانة أكثر؟!

نشر في 26-05-2013
آخر تحديث 26-05-2013 | 00:01
 أروى الوقيان أنجلينا جولي اسم غني عن التعريف، النجمة الأغلى سعراً في هوليود والحائزة جائزة الأوسكار، هي رمز للجمال وأيقونة عصرها، استطاعت هذه النجمة أن تكسر القالب المعتاد لنجمة ثرية ومجنونة، كانت معروفة في بدايتها بتصرفاتها المجنونة والغريبة، وأعتقد أن هذا سر حب الكثيرين لها ومنهم أنا، إذ وجدت فيها نموذجاً لإنسانة تملك روحاً حرة، لا تعبأ بأحد سوى نفسها وما تريد أن تفعل، وبعد أن تم تعيينها كسفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة كسرت القالب للمرة الثانية، تحولت النجمة الأكثر ثراء إلى إنسانة لا تعبأ سوى بهذا الآخر المسكين المعذب في هذه الأرض، سافرت إلى العديد من الدول كباكستان وتانزانيا وجيبوتي وسورية وغيرها من دول العالم الثالث التي تعاني الفقر، وتبنت طفلا كمبوديا اسمه مادوكس وكان لا يتجاوز عاما واحداً آنذاك.

• لم تكتف بهذا القدر من الإنسانية بل استمرت في السفر لأماكن اكتسحها الفقر والدمار، وقامت بتبرعات سخية من جيبها الخاص، بالإضافة إلى أنها قامت بالتبني للمرة الثانية لطفلة إثيوبية تدعى زاهرا.

• فاقت تبرعاتها العشرة ملايين دولار ما بين أحد معسكرات اللجوء الأفغاني في باكستان ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة الطفل العالمي، ومنظمة غلوبال إيدز أليانس، ومنكوبي دارفور، وأطفال كمبوديا، وغيرها وغيرها.

• إنسانيتها واضحة ساطعة لم تكن تحتاج لأي شهرة، فهي النجمة الأكثر شهرة على وجه الأرض، واختارت وهي في أوج شهرتها أن تتجه للإنسانية، وهي أمنا الكبيرة التي تستظل أرواحنا تحتها، فتغذي فينا هذا الإنسان المهمل المنسي في دواخلنا، بعضنا قد يتعرف على إنسانيته والآخر قد يعيش عمره متناسياً هذا الجانب الإنساني في داخله منغمساً بهموم يومه.

• حين تجد نجمة أميركية تقوم بهذا الكم اللامحدود من أعمال الخير، تحاول لا إرادياً أن تبحث ماذا فعل العرب؟ أيوجد مثل يحتذى به؟ هل يوجد شخص مشهور قام بتبرع سخي وزار الأماكن المنكوبة بنفسه؟

كل ما نراه تلميع إعلامي مثير للاشمئزاز والحرص على التصوير أثناء توزيع أي مساعدات لم يقم هو حتى بالتبرع بها، تلميع وتصنع وابتذال للعمل الإنساني، حتى إني لا أذكر أن هناك شخصية مشهورة وغنية قامت بأي تدخل إنساني يستحق الاحترام قبل الإشادة.

الإنسانية لا تعرف ديناً أو لوناً، هي في القلب تسقيها من الاحتكاك بهؤلاء المساكين، ونحن هنا لا نجد في العمل الإنساني سوى الإشادات بجودة المؤسسات الإنسانية وجمعيات النفع العام المهتمة بتقديم التبرعات، وتجد رؤساء هذه الجمعيات يحرصون كل الحرص على التصوير وتصدر وسائل الإعلام كنموذج جبار في العمل الإنساني، في حين كل ما قام به هو تقديم تبرع من الدولة لجهة متضررة ليس إلا.

تعطش العرب الدائم للمديح والإشادة دون حتى العمل الجاد لاستحقاق هذا المديح هو ما يحول دون أن يكونوا بإنسانية أفضل، أنجلينا جولي إنسانة أكثر منا جميعاً، واستطاعت أن تكون شمعة مضيئة ويداً حنونة تعطف على كل بائس، أرفع لك القبعة والقلم احتراماً لقلبك النابض بحب الآخرين ومساعدتهم، رغم علمي أن الكلمات لن تصلك ولكن علها تصل إلى من طغى حبهم للظهور على الإنسانية الحقة!

قفلة:

حين ترغب في العمل التطوعي بالكويت سوف تتعرض للتالي: إحباطات، تمييز بسبب جنسك إن كنت أنثى، وأخيراً تطفيش لاسيما من قبل المؤسسات المعنية بالعمل التطوعي نفسها، لذا يجب ألا تيأس وتحاول أنت ومجموعة من المحبين للعمل الإنساني بعمل مشاريعكم الخاصة لأن مؤسسات الدولة الرسمية والتطوعية تفشى فيها الفساد مع كل أسف حتى في الإنسانية!

back to top