القضاء على الخط الأحمر

نشر في 29-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 29-12-2012 | 00:01
No Image Caption
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الجمعية العامة للأم المتحدة في سبتمبر من السنة الجارية، أن ايران ستكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية بحلول صيف 2013، ماذا اقترح في هذا الشأن؟ The Economist تابعت الموضوع.
جعل بنيامين نتنياهو من صيف 2013 «خطاً أحمر» يمثل تدخلاً إسرائيلياً عسكرياً للتصدي للبرنامج النووي الإيراني. ولكن من المرجح أن تتجنبَ إسرائيل توجيه ضربتها الحاسمة ضد ايران خلال عام 2013 لأنها ستكون بحاجة إلى المساعدة والدعم الأميركي لتحقيق ذلك، والولايات المتحدة لا تزال ترغب بكسب بعض الوقت.

لا يكمن الخطر الحقيقي خلال عام 2013 في الحرب العسكرية بل في العمليات التخريبية التي تلجأ إليها الدول المعارضة لإيران من خلال الحرب الإلكترونية (فيروس الكمبيوتر ستكسنت) والاغتيالات (تمّ اغتيال أربعة علماء نوويين إيرانيين منذ عام 2010) التي ستستمر، في محاولةٍ لتأخير البرنامج النووي الإيراني وتخريبه.

أما العقوبات الدولية الخانقة فقد تؤدي إلى حرب اقتصادية. يشير بعض التوقعات إلى انخفاض إنتاج النفط، الذي يشكل الركيزة الأساسية للاقتصاد الايراني في عام 2013 ليصل إلى مليون برميل يومياً مقارنةً مع عام 2012، وإلى تراجع قيمة الريال الإيراني بشكل ملحوظ.

كذلك تجدر الإشارة إلى تقلّص واردات السلع الأساسية في إيران، ومن بينها الأغذية والأدوية بنسبة 50% مقارنةً مع العام المنصرم. في حين تأمل الولايات المتحدة الأميركية بأن تجبر هذه الحروب الاستنزافية إيران على الانكسار والموافقة على تعليق تخصيب اليورانيوم، فضلاً عن السماح بتفتيش المواقع النووية الإيرانية والتخلي عن موقفها بعدم التفاوض لأجل إيجاد حل لهذه القضية.

هذا الأمر ليس وارداً. فالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي الخامنئي، صاحب الكلمة الفاصلة في قضية الملف النووي الإيراني، يعاني أزمة ثقة في الداخل والرضوخ للضغوط الأميركية سيؤثر سلباً على مصداقيته ومصداقية نظامه، ما لم يتنازل عن شروطه خفية.

في هذه الحالة، قد تكون الانتخابات الرئاسية المتوقعة في يونيو من عام 2013 الفرصة المنتظرة للمرشد الأعلى الذي نأى بنفسه حتى الآن عن الرئيس المحرّض محمود أحمدي نجاد، وحوّله إلى كبش محرقة في ظل المشاكل والصعوبات الاقتصادية التي تعانيها الجمهورية الإسلامية. كذلك من المتوقع أن يمهد الخامنئي الطريق لأحد المقربين منه لاعتلاء سدة الرئاسة. وفي حال أُبعد أحمدي نجاد في مرحلة مبكرة، فقد يعلن الخامنئي حالة الطوارئ.

من بين المرشحين المحتملين للرئاسة المسؤول عن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي، رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، بالإضافة إلى أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد الرؤساء السابقين الذي يطالب بحكومة «وحدة وطنية». يبعد هؤلاء المرشحون بما فيه الكفاية عن أحمدي نجاد (من كبار النقاد لسوء إدارته الاقتصادية) لإجراء مفاوضات جديدة ذات مصداقية مع الولايات المتحدة. في هذه الحال يمكن تجميد سياسة حافة الهاوية النووية. 

back to top