«الصوت الواحد»... وماذا بعد «الدستورية»؟!

نشر في 15-06-2013
آخر تحديث 15-06-2013 | 00:01
 محمد خلف الجنفاوي    بعد إجراء أول انتخابات وفق نظام "الصوت الواحد" هل حصل ما هو مأمول منه بسير عجلة التنمية، وتعزيز ثقافة المواطنة، ومكافحة الفساد الإداري، وتضخم الجسم الحكومي وترهله؟!

الإجابة بالطبع لن تكون بالألوان إما "أزرق" وإما "برتقالي"... بل بحوار هادئ يتمتع ببرنامج واضح يقدم حلولاً لتطوير الحياة السياسية في الكويت ويبتعد بها عن ثقافة "المهزوم" و"المنتصر".

فالهدف الأسمى لابد أن يكون انتصار الكويت شعباً ووطناً في ظل سلطة يكون أسمى أهدافها تحقيق الحرية والمساواة، وتطبيق القانون، والتطوير على جميع الصُّعُد.

ومن بين الأخطاء القاتلة سياسياً أن تتعامل الحكومة، أو بالأحرى السلطة، بثقافة المنتصر والعودة إلى ثقافة "السيف والمنسف" التي لم تشيد أوطاناً، بل شيدت مضارب للتخلف والإقصاء، وخلقت بيئة خصبة للفرقة والاختلافات!

فـ"السيف" الوحيد المفترض وجوده في الدولة هو "القانون" الذي يتعين تطبيقه على الجميع، و"المنسف" يكون من نصيب المجتهد والمنجز للكويت في جميع الميادين والأنشطة بما يعزز ثقافة المجتمع للانفتاح والتسامح في عالم يموج من حولنا بفكر إقصائي متطرف.

المهم هنا أن يساهم الجميع في تقديم مشاريع حقيقية للإصلاح السياسي، وأن يتم التركيز والاهتمام بالجادين في الإصلاح وليس بمن يعتاشون على الفساد للابتزاز والمساومة والتربح.

يجب أن نلتفت إلى ضرورة نبذ الفكر الطائفي والقبلي لأنه يطيح أيَّ جهود رامية للإصلاح، بل هو في حقيقة الأمر أحد معاول هدم المجتمعات لا إحيائها. وللتوضيح، فما نقصده هنا أن نخرج من حيز الانتماءات الاجتماعية إلى نطاق أوسع وأشمل بالانتماء تحت مظلة الأحزاب، وليس القصد إقصاء أحد أو انتزاع الفرد من انتماءاته القبلية أو الاجتماعية، فمن أساسيات المجتمع الديمقراطي احترام التنوع، وهي نقطة تميز أي مجتمع متماسك سليم يحترم الاختلافات وينمي ثقافة المواطنة ويعزز الحوار والتعايش.

مشاريع الإصلاح السياسي لها جولات عدة وتحتاج إلى نفس طويل، والأهم توافر برامج واضحة وشاملة لا لفئة بل للوطن كله لتلتف حولها الأغلبية الحقيقية.

وفي الوقت الذي نترقب فيه حكم المحكمة الدستورية غداً، الذي ينبغي على الجميع احترامه أياً كانت نتائجه، يبقى القول إن رهان المعارضة بالخروج إلى الشارع، حتى إن كان بحسن النية رغبة في حشد ضغط سياسي، هو خطوة غير مضمونة العواقب وبلا ضوابط تمنع الانفلات والفوضى.

لابد لنا من الاعتراف بأننا ارتكبنا أخطاء سياسية قادتنا إلى تبني ثقافة "التقوقع" وولدت أطروحات وأفكاراً إقصائية تصعيدية غير مبررة ومرفوضة أصلاً وتتنافى مع أساس بناء مجتمعنا الكويتي الذي ارتكز على الحوار والتسامح، وهذا سر قوته وبقائه في وجه هبات الريح الطارئة التي كثيراً ما مرت علينا.

وتبقى كلمة...

«الحماسة بلا عقل نور بلا ضياء».

back to top