شيرين هنائي: «نيكروفيليا» تكشف زيف الواقع العربي

نشر في 14-06-2013 | 00:02
آخر تحديث 14-06-2013 | 00:02
{صندوق الدمي، الموت يوماً آخر، عجين القمر، نيكروفيليا}... عناوين روايات ومجموعات قصصية صدرت للأديبة المصرية شيرين هنائي، تتسم بالغرابة والغموض. وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه فإن الكاتبة أيضاً تحمل كثيراً من ملامح ومضامين أعمالها.
حول كتابتها ومسيرتها ورؤيتها للواقع الأدبي كان هذا الحوار.
أعمالك، خصوصاً روايتك الأخيرة {نيكروفيليا}، مليئة بعالم غريب من الانحرافات النفسية والرعب، لماذا؟

لا أكتب ما يسمى أدب الرعب، ولكن عالمي مليء بالغرابة والاندهاش. أعتقد أن وظيفة الأدب إدهاش القارئ، و{نيكروفيليا} ليست روايتي الأخيرة بل الأولى، وهي فعلاً مليئة بالانحرافات الجنسية، لكنها ليست مرعبة على الإطلاق. بمعنى أدق، لم أتعمد وضعها في إطار مرعب. أما لماذا، فلا أجد إجابة عن ذلك السؤال، فقد أطلت الرواية من عقلي وألحت في حقها في الظهور وقد حققت مبيعات كبيرة، وربما كسرت أيضاً إطارات الأدب النسوي مع تحفظي على تصنيف الأدب إلى ذكوري ونسوي، في الشرق فقط تتكلم الأديبات عن النساء، حيث لا تجد المرأة نفسها في الأدب الذكوري بشكل محايد أو جيد، بينما يناقش الأدب الأنثوي في الغرب جميع القضايا وبلا حدود.

هل أنت مع تصنيف الأدب أم ضده؟

ضد التصنيف، لكن حدث وإن تم التقسيم فعلاً بناء على اتجاهات الكاتبات الشرقيات، فلا بد لتغيير ذلك التقسيم من أن نقتحم جميع أنواع ومجالات الأدب ثم بعدها نطالب بحذف تصنيف الأدب النسوي والذكوري.

صدرت لك رواية «صندوق الدمي» و{الموت يوما آخر» (قصص مصورة) و{عجين القمر»، كيف تقيمين تلك الأعمال، وما أقربها إليك؟

رواياتي لها إسقاطات اجتماعية وسياسية، من الصعب تصنيفها كروايات رعب فحسب. أما أقربها إلى قلبي حتى الآن فهي {نيكروفيليا}.

هل يمكن اعتبارها نقلاً للواقع المجتمعي الحالي بشكل خيال علمي؟

الخيال العلمي هو بناء رواية استناداً إلى فرضية علمية كرواية {الرجل الخفي} مثلا أو {رحلة إلى مركز الأرض} وغيرهما. أما ما أكتبه فيستند إلى واقع اجتماعي أو سياسي أو تاريخي بهدف الإصلاح أو المناقشة الحرة.

ماذا تمثل لك كتابة الرواية؟ وما رأيك في مقولة إننا نعيش زمن الرواية؟

فعلاً نعيش زمن الرواية، وتندمج اليوم أجواء الروايات مع كتب العلم والتاريخ والسياسة وغيرها، وأرى ذلك تطوراً لفن الرواية. أما الكتابة فأجدها أولاً علاجاً نفسياً لي! ثم مشاركة لمن حولي في أفكاري وليس فرضها عليهم، كما يظن البعض.

يرى البعض أن مزاج القارئ العربي أصبح سياسياً أكثر منه أدبياً بسبب تلك الثورات، كيف ترين ذلك؟

تختلف الأمزجة من زمن إلى آخر، لكني أرى في الرواية القدرة على مزج أي اهتمامات أو توجهات أخرى في داخلها، فنرى الآن الرواية السياسية والتي تلبي احتياج القاري للسياسة واهتمامه بها، على سبيل المثال.

هل ترين أن عبارة الربيع العربي سقطت بعد النتائج التي ألت إليها هذه الثورات؟

أرى أننا تسرعنا في وصف الربيع العربي بالربيع، تسرعنا في تقييم الوضع مبكراً جدا. لكن الربيع العربي سيأتي في ميعاده لا محالة. علينا التأني والنظر أين تطأ أقدامنا.

كيف ترين سقف الحرية بعد الثورة، وماذا عن التابوهات الثلاثة في الكتابة (الدين والجنس والسياسة)، وتأثيرها على كتاباتك؟

لا أنكر أن ثمة مساحة من الحرية بعد الثورة على رغم صيحات الرجعيّة التي تريد أن تشدنا إلى الخلف، ولا ندري إن كانت ستستمر أم لا؟ فلا تنس نحن في مرحلة انتقالية. أما عن التابوهات، فلن تكون مهمة إذا لم تكن موجودة أصلاً في جماجمنا. وعن هذا الثالوث المقدس، الدين والسياسة والجنس، فأرى أننا يمكن أن نتجاوزه بأقلامنا الواعية وثقافتنا الواسعة التي بها تلجم أفواه من نصبوا أنفسهم أوصياء علينا. وبالنسبة إلي، منذ عانقت الكتابة أمارسها بلا قيود ولا خوف من التابوهات الوضعية، بل أكتب ما يترجمني كما أنا.

إلى أي حد تشبهك كتابتك الأدبية؟

 

تشبه رواياتي وجهات نظري الحياتية وبعضاً من تجارب عشتها أو رأيتها، لكني أسعى إلى اعتناق وجهات نظر بعيدة عن قناعاتي «أدبيا فحسب»، كي أستطيع أن أكتب بشكل محايد أكثر وعلى نطاق واسع.

بمن تأثرت في كتاباتك؟

تأثرت بالتأكيد بـ د. أحمد خالد توفيق، إبراهيم الكوني، جي كي رولينغ، تشاك بولانيك، ستيفن كينغ، ميشائيل إنده، باتريك سوزكيند، وايتالو كالفينو.

برأيك، ما هي أهم المشاكل التي تواجة الثقافة العربية والأديب العربي؟

الدعم المعنوي والمادي هو ما ينقص الكاتب والقارئ على حد سواء... التوعية بالأدب هي ما نحتاج إليه.

ما هو جديدك في الفترة المقبلة؟

أكتب رواية جديدة، لكن لم أستقر على عنوانها بعد.

back to top