لماذا يدّعي الفنانون أن أولادهم الحقيقيين هم أولاد بالتبني؟

نشر في 20-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-10-2013 | 00:01
حالة من الغموض تسيطر على الحياة الخاصة لفنانين كثيرين، فهم يتزوجون وينجبون أولاداً بسرية تامة ولا يشعر بهم أحد. ما الذي يدفع هؤلاء إلى اعتماد هذه السياسة التي تحيّر الناس الذين لا يجدون لها مبرراً، اللهم، إلا حرص الفنانين على الاحتفاظ بمعجبيهم وعدم إظهار حقيقة أعمارهم؟ ولنا في حنان ترك، غادة عبد الرازق، نادية الجندي، ليلى علوي، نجوى فؤاد، سماح أنور... خير دليل على إنكار أمومتهن واعتبار أولادهن الحقيقيين أولاداً بالتبني. حقيقة موجعة بالفعل.
 كشف النقاب أخيراً عن أن حنان ترك حامل في شهرها الرابع، بعدما تزوجت بسرية تامة من أحد النافذين في جماعة الإخوان المسلمين. ليست المرة الأولى التي تتزوج فيها حنان وتكون حاملا بسرية تامة، فابنها الثالث محمد ولد بعد انتهائها من تصوير مسلسلها {أطفال الشوارع}، أي أنها كانت حاملاً طوال فترة التصوير، من دون أن يلاحظ أحد حملها أو حتى زواجها.

يردد البعض أن زوجها رجل أعمال مقيم في لندن، فيما يؤكد كثر أن حنان كانت متزوجة من الداعية عمرو خالد (منتج منفذ لبرامج)، وبعد الطلاق وولادة الطفل محمد، رفضت الإفصاح عن هوية زوجها الثاني.

 أما بالنسبة إلى الزواج الثالث فأصرّت على نفيه، إلى أن أعلن زوجها الأول خالد خطاب أنه في حال ثبوت حملها من زوجها الثالث، فسيطالب بحضانة ولديه يوسف وآدم، وهما ثمرة زواجه منها، ولن يسكت بعد اليوم على زيجات حنان وتركه أولاده معها.

 تواجه حنان موقفاً صعباً بعدما ثبتت حقيقة خالد خطاب المثلية إثر القبض عليه في منطقة ذهب السياحية، حيث كان يتخفى بثياب امرأة ويحاول إغراء بعض الشبان، وبعد نشر هذه الواقعة عبر وسائل الإعلام، تمنع ولداها عن الذهاب إلى المدرسة، ما دفعها إلى التفكير جدياً بإرسالهما إلى الخارج.

يتردد أن حنان كانت تعرف ميول زوجها المثلية وتغض الطرف عنها، لكن بعدما ارتدت الحجاب باتت الحياة معه شبه مستحيلة، فوقع الطلاق بينهما.

حتى الآن لم تؤكد حنان ما إذا كانت متزوجة وحاملاً وتكتفي بالصمت، وهي كعادتها لا تعترف بحقيقة زواجها أو حملها، إلا عندما تصل إلى مرحلة لا تستطيع معها إخفاءهما.

 أما بالنسبة إلى قضية طليقها وتهديده بطلب حضانة ولديه، فهي خاسرة، إذ بمجرد اطلاع القاضي على محضر الشرطة الذي حرر في ذهب، سيكون الحكم لصالح حنان، خصوصاً أنها اعتزلت الفن وتفرغت لرعاية أولادها والاهتمام بالأعمال الخيرية.

أولاد بالتبني

لطالما ادّعت سماح أنور أن أدهم ابن أحد أقاربها، وقد تبنته بعد وفاة والديه، ولكن بعد سنوات اعترفت بأنها أم أدهم، وهو ثمرة زواج سري بينها وبين أحد الطيارين، إلا أنها رفضت الإعلان عن اسم الأب وملابسات الزواج والطلاق، وتردّد أنه فارق الحياة.

 الحال نفسه بالنسبة إلى ليلى علوي التي تردد أنها تبنت خالد، بعدما فقد أهله في حادث سير مروع وهم من أقربائها، وتعامل ليلى خالد كولدها، وهو لم يبلغ عمراً بعد يخوله استيعاب أنها ليست والدته، فيما ابن سماح أنور يبلغ السابعة عشرة من عمره، فكيف سيتلقى خالد خبر أن ليلى علوي ليست والدته، أم سنكون أمام حقيقة تشبه حقيقة سماح أنور؟

لسمير صبري حكاية أيضاً. يعرف الجميع أن له ابناً، وهو متزوج ولديه أولاد، أي أن سمير صبري جدّ كما هي حال نادية الجندي، فلم نرَ يوماً صورة تجمعها بابنها الوحيد الذي رزقت به من زوجها عماد حمدي، وهي اليوم جدة، وهذا لا يعيبها على الإطلاق، إلا أنها ترفض التحدث عن ولدها وعلاقتها به، وتكتفي بالكلام عن زوجها عماد حمدي الذي كان يكبرها بـ 35 عاماً عندما تزوجته.

 عندما تتحدث نجوى فؤاد عن ذكرياتها تقول إنها عندما كانت في عز تألقها تبنت فتاة وعاملتها كابنتها، فيما يردّد كثر أن الفتاة هي ابنة نجوى فؤاد، هنا ترتسم علامة استفهام كبيرة: لماذا تخفي نجوى فؤاد هذه الحقيقة؟

 لم تكشف غادة عبد الرازق يوماً هوية والد ابنتها الوحيدة روتانا، ولم تُنشر صورة له في حفلة زواج ابنته، لكن منذ أسابيع كُشفت صورة لزفاف غادة الأول ظهر فيها والد روتانا. لم تعلق غادة على الصورة مع أنها أصبحت في الآونة الأخيرة ناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت صوراً لها ولحفيدتها وأخرى تظهر عودتها إلى زوجها الإعلامي محمد فودة.

في الماضي، أخفى فنانون كثر صور أولادهم، ربما لخشيتهم من أن تكشف أعمار أولادهم سنهم الحقيقية. كان لمديحة كامل ابنة وحيدة تدعى ميريهان، لم نر لها صورة يوماً، وعندما اعتزلت مديحة وكانت في عز تألقها الفني، تبيّن أن ابنتها طالبة في الجامعة وهي محجبة، وكثيراً ما تعرّضت لمضايقات من زملائها نظراً إلى جرأة الأدوار التي كانت تؤديها والدتها، ما دفعها إلى الطلب إليها مراراً باعتزال الفن.

رأي علم النفس

يعلق أستاذ علم النفس العيادي د. سميح سويدان حول هذه الظاهرة بالقول إن الشخصية التي تسلط عليها الأضواء تكون لديها حساسية تجاه حياتها الخاصة، لا سيما إذا كانت من أهل الفن الذين يعتبرون السن عدواً لدوداً لهم، لذا يفضلون إخفاء أعمار أولادهم عن الجمهور، ثم قد لا تصب زيجاتهم أحياناً في مصلحتهم، كأن تتمّ سرياً أو لا توثّق في الدوائر الرسمية أو الروحية، ما يعتبر تشويهاً لسمعتهم أمام جمهورهم، لذلك يعتمدون الغموض أو السرية، وعدم الاعتراف بأن لديهم أولاداً أو يخفونهم عن أعين وسائل الإعلام.

 يضيف: {الفنان بطبيعته صاحب شخصية نرجسية، يعشق ذاته أكثر من أي أمر آخر، وربما تكون عاطفة الأبوة أو الأمومة عنده أقل منها عند الآباء والأمهات العاديين، لأن فنه والحفاظ على شهرته ونجوميته من الأهمية بمكان، بحيث تضاهي حبه لأولادهم. في المقابل، يعتزل البعض الفن لرعاية أولاده}.

يوضح د. سميح أن ثمة أولاداً يلتمسون الأعذار لأهلهم، خصوصاً إذا شرحوا لهم الظروف التي دفعتهم إلى اتخاذ هذه الخطوة، وفي حال تفهم الأولاد موقف ذويهم فهذا جيد للغاية، لأن عكس ذلك قد يولد عقدة نفسية عند الأبناء، وهي بارزة بوضوح عند أولئك الذين يعيشون في الظل.

back to top