Admission... اختبار تينا فاي على الشاشة الفضية
تقول تايلور سويفت إن تينا فاي ستذهب إلى الجحيم، وتودّ سارة بالين إرسالها إلى هناك. وقد أشارت فاي إلى بعض مصوري هوليوود المتطفلين أنهم يقومون بأعمال تشريحية، إن لم تكن جهنمية بتعريفها، فهي بالتأكيد مستحيلة. ولكن لحظة! ألا يحب الجميع تينا فاي؟ سنعرف ذلك مع فيلم Admission للمخرج بول ويتز (Little Fokkers).
تؤدي تينا فاي في فيلم Admission دور مسؤولة عن قبول الطلاب في جامعة برنستون تشك في أن شاباً غريب الأطوار تقدم بطلب لدخول الجامعة هو ابنها الذي أعطته للتبني. فتبذل بورشا ناثان (فاي) قصارى جهدها لتساعد جيريمايا (نات ولف) للانضمام إلى هذه الجامعة، منتهكة بذلك مبادئها كافة.خلال هذه العملية تكتشف عالماً من الرومانسية ومعرفة الذات. لكن ذلك لا يعني أن فاي المميزة تشارك في فيلم رومانسي فكاهي تقليدي عن الوقوف على مفترق طرق، صحوة الضمير، والعثور على الدرب نحو الحب الحقيقي. فهذا الفيلم بعيد كل البعد عن هذا الإطار.
فاي ممثلة مميزة، برزت كشخصية غريبة محبوبة وجذابة جدّاً في عالم الشبكات التلفزيونية. وتُعتبر هذه الممثلة والكاتبة المحبوبة شخصية مهمة (نجمة c،30 Rock أبرز كتّاب Saturday Night Live بين عامَي 1997 و2006، مقدمة Weekend Update، وأنجح مَن قلدوا ساره بالين، وفق جون كاري) لأنها جزيرة من الذكاء وسط بحر هائج من الغباء. فعلى غرار كثير من الاختراعات، سدت فاي حاجة لم يكن الناس يعرفون أنهم يملكونها، الحاجة إلى صوت معتدل، ذكي، ناقد، حتى معتد بالنفس يقر بمدى سخف الثقافة الشعبية، تدني معايير القيادة السياسية، وواقع أن العالم ظالم ومضحك في آن.تقليدلا داعي لتسليط الضوء على مسيرة أنتجت Baby Mama وDate Night، لكن فاي تنتمي إلى تقليد يشمل مارك توين وويل روجرز. ولا شك في أن مقارنتها بمجموعة لا تضمن إلا الرجال معبّرة أيضاً.إذا تمكن فيلم Admission، الذي يشارك فيه إلى جانب فاي بول رود، ليلي توملن، ومايكل شين، من جذب المشاهدين، فسيعزز مسيرة فاي التي تعمل على نقل ذاتها الجميلة من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الفضية. ولمَ تسع إلى تحقيق هدف مماثل؟ لأنه لا يُقاوم، على ما يبدو، ولأن الجميع يواصلون التقدم إلى المستوى الذي يناسب مهاراتهم، حسبما أشار مبدأ بيتر قبل نحو 40 سنة. إن كان الناس الأغبياء يعتبرون واشنطن هوليوود، فالتلفزيون هو هوليوود لأصحاب المهارات الذين لا يحتاجون إلى جذب العدد الأكبر من المشاهدين من خلال القدر الأقل من المواد. لا شك في أن أفضل الأفلام تُعرض على التلفزيون. فعندما يُسمح للكوميديا بالانطلاق في حقول قنوات الكابل المشمسة بعيداً عن قلم الرقابة، تزدهر على شاشة التلفزيون لأنها بمنأى عن طريقة تفكير هوليوود المقززة. ولا شك في أن جاذبية فاي تعود في جزء منها إلى أنها ليست سريعة الغضب ولا مثيرة للضحك، بل تحتل مكاناً وسطاً بين المضحك والممتع، وتكتمل جاذبيتها هذه بتواضع رقيق ووجه حسن بالتأكيد، إلا أنه لا يشكّل خطرًَا يهدد أحداً.عندما تتخطى تقليدها لبالين، الذي فرضه التشابه الجسدي بينهما وسلوك بالين، تلاحظ أن فاي استهدفت البعض بأسلوب ناقد لاذع، منتقدة الشخصيات الهزلية في R30 Rock بطريقة لطيفة، فجاءت فكاهتها هادفة من دون أن تكون جارحة. ولا شك في أن تفاعل سويفت بنفور مع تقليد فاي وآيمي بولر لها في جوائز الغولدن غلوبز يكشف كثيراً عن حساسية سويفت المفرطة، لا عن «هجمات» ناعمة تعرضت لها الحياة العاطفية المتقلبة لهذه المغنية.وماذا عن بالين؟ من المبرر أن تغتاظ من فاي. لكن فاي عموماً لطيفة وخفيفة الظل. يعتبر البعض أن نجاحها الأكبر على الشاشة الفضية، على الصعيدين المالي والتمثيلي، يبقى Mean Girls، الذي ساهم في تعزيز شهرة ليندسي لوهان السابقة وقد قدّم الوسيلة الفضلى لفاي لتعرض أفكارها، هي المراقبة الصارمة للتقاليد والفوضى في المجتمع. ويُعتبر نصها أفضل تصوير لحياة المراهقات المتطرفة منذ فيلم آني هيكرلينغ Clueless. فقد أضفت شيئاً من حقيقة النضوج المرة على تطرف سن المراهقة، مؤدية دور المدرّسة نوربيري.هكذا عبّر دورها على الشاشة عن شخصيتها في الواقع، فبدت أشبه بمن ينتقد بفكاهة مرحلة المراهقة المضطربة في المجتمع الأميركي. لكن نجمة الأفلام هذه تبدو غير ملائمة أو حتى غير وفية للجمهور الذي يراها كذبابة في عطر الثقافة. من الغريب طرح تشبيه مماثل، إلا أن فاي تشبه الناشر المدمن الذي يؤدي إدموند أوبرين دوره في فيلم The Man Who Shot Liberty Valance، ذلك الناشر الذي صُعق حين علم أنه مرشح للكونغرس.أوبرين: «يا أهل شينبون الأخيار، أنا... أنا... أنا ضميركم. أنا الصوت الصغير الذي يصيح ليلاً. أنا كلب الحراس الذي ينبح في وجه الذئاب. أنا... أنا الأب الذي تعترفون له. أنا... أنا... ماذا بعد؟».جون واين: «سكير البلدة»تمثل تينا فاي صوت البلدة، الذي لا يصيح ويصرخ، بل يرفع حاجباً برقة مستهجناً سخافات الحياة العصرية. فهل نريد أن يمتص النظام مورداً مماثلاً؟ يا أهل شينبون، هل تريدون أن تصبح تينا فاي نجمة أفلام؟ قيّموا خياراتكم وصوتوا وفق ما ترونه مناسباً.