اندلاع أعمال عنف جديدة ضد المسلمين في بورما

اندلعت أعمال عنف دينية أمس، لليوم الثاني على التوالي، في مدينة بشمال شرق بورما، رغم الدعوات إلى الهدوء التي وجهتها الحكومة التي تحاول احتواء المشاعر المعادية للإسلام التي تتسع نطاقا في البلاد.

وأفاد مصدر طبي بأن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح، لكن بدون توضيح طبيعة إصابتهم، وشاهد فريق وكالة «فرانس برس» في المكان منزلين يحترقان في لاشيو عاصمة ولاية شان.

وقال أحد السكان المسلمين، رافضا الكشف عن اسمه: «أصدقائي يختبئون في مكان آمن، حياتنا في خطر»، مضيفا: «نحن بحاجة إلى مزيد من العسكريين لضبط الوضع، لا نجرؤ على الخروج ونبقى في المنازل».

وبدأت أعمال الشغب أمس الأول، فقد أوقف مسلم في الثامنة والأربعين من العمر، بعدما تسبب في حروق بالغة لبوذية في الرابعة والعشرين من العمر في ظروف لم تتضح بعد.

وبحسب عدة إفادات فإن رهبانا بوذيين وسكانا من المدينة طالبوا الشرطة بتسليم المعتدي لكن دون جدوى، فقاموا بإحراق مبان ومتاجر ومسجد ودار أيتام، لكن لم يصب احد بجروح، وفرض حظر تجول، وأعلنت السلطات سريعا أنها تسيطر على الوضع بفضل تدخل الجيش وقوات الشرطة.

واعتبر الناطق باسم الرئيس ثان سين، يي هتوت، في صفحته على «فيسبوك»، أن مثل هذه الأحداث «يجب ألا تقع في مجتمع ديمقراطي مثل الذي نحاول بناءه»، مضيفا: «أود أن أطلب من كل الناس ضبط النفس وعدم تكرار ما حصل في لاشيو وفي مناطق أخرى».

وأُدخلت الضحية إلى المستشفى إثر إصابتها بحروق في الصدر والظهر والذراعين، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنها ليست في خطر. وقال مسؤول، رفض الكشف عن اسمه، «لم نكن نتصور ما سيحصل بدون حظر التجول»، مضيفا: «لقد تم إحراق دار أيتام للمسلمين ومسجد».

وافاد مسلم من المدينة، لوكالة فرانس برس، رافضا الكشف عن اسمه، بأنه تم إخلاء دار الأيتام قبل تدميرها، مضيفا: «ليس هناك الكثير من الناس في الشوارع، الناس يخافون الخروج من منازلهم لأن هناك شائعات عن احتمال حصول هجمات»، متابعا: «لم نشهد أبدا مثل هذه الأمور، لا نشعر بأمان ولا نعرف كيف سنمضي الليل».

يذكر أنه في عام 2012 أوقعت مواجهات بين بوذيين من إتنية الراخين والمسلمين من أقلية الروهينغا في غرب البلاد نحو 200 قتيل، وتسببت في نزوح 140 ألف شخص.

(رانغون - أ ف ب، رويترز)