ناجح إبراهيم لـ الجريدة•: العنف سيؤدي إلى تقسيم مصر

نشر في 15-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 15-02-2013 | 00:01
No Image Caption
«إهدار دم المعارضة شذوذ ودول الربيع ترهلت... وعلى الإخوان إدراك أن مصر أكبر منهم»

حذر القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم، منذ نحو ستة أشهر، من انتشار اغتيالات ممنهجة ضد قوى المعارضة في مصر، فاتهمه الإسلاميون بفتح أبواب الهجوم عليهم، والمدنيون بإرهابهم. وأكد إبراهيم، في حوار مع «الجريدة»، أنه يتمنى عدم انتقال عدوى الاغتيالات السياسية إلى مصر، محذراً من أن استمرار العنف في الشارع لن ينتهي إلا بتقسيم مصر، وفي ما يلي التفاصيل:

•  كيف ترى الوضع السياسي الراهن في مصر؟

- الوضع متأزم، ويبعث على القلق، خصوصا أن كل جماعة وتيار سياسي يبحث عن مآربه الشخصية، وليس مصالح الوطن العليا، بما في ذلك الحزب الحاكم وأنصاره، والتيارات المدنية، فالإسلاميون يخونون المعارضة، والمعارضة لا تثق بحكم الإسلاميين.

•  ما الحل برأيك؟

- التفاف جميع القوى السياسية الإسلامية والمدنية حول مشروع وطني، وقد يتمثل هذا المشروع في نهضة اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، المهم هو اجتماع كل القوى الوطنية عليه.

•  لكن الحزب الحاكم يرفض وجود حكومة ائتلافية؟

- لابد أن تدرك جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، أن مصر أكبر منهم، وأكبر من أن يتحملها فصيل واحد بعينه، ولابد لها من إشراك جميع القوى السياسية في ذلك.

•  ماذا تتوقع للحوار الوطني؟

- لا أتوقع نجاحه، لأن كل فريق يريد إملاء شروطه على الآخر قبل الدخول في الحوار، ومؤسسة الرئاسة لم تعد ضمانة كافية لنجاح الحوار، لكن هناك مؤسسات بديلة، كالأزهر، تتمتع بالحيادية، كما كان للأزهر دور فعال في الفترة الانتقالية في تجميع شتات القوى المعارضة.

•  لِمَ لا يكون الضامن هو الجيش؟

- أفضل أن تبتعد القوات المسلحة عن اللعبة السياسية، حتى لا تتورط في أن تكون طرفاً على حساب الآخر، وحتى يتفرغ الجيش لمهمته الأساسية وهي الدفاع عن الأمن القومي.

•  حذرت منذ أشهر من اغتيالات سياسية، ورغم ذلك تعرضت للهجوم، فكيف ترى الآن حقيقة ما توقعته؟

- نعم حذرت، وهاجمتني قيادات في التيارين الإسلامي والمدني، على اعتبار أن هذه التصريحات تحدث نوعاً من الاضطراب السياسي والفتنة، كما أن القوى المدنية اتهمتني بمحاولة إرهابها، ولقد تنبأت بهذا الوضع العنيف من منطلق أن الوضع بعد ثورات الربيع العربي عموماً لم يكن مطمئنا، خاصة مع تفشي العنف السياسي، وانتشار السلاح، وظهور جماعات تتبنى العنف مثل «بلاك بلوك»، إضافة إلى ثقافة عدم تقبل الآخر، فقد اصبحت دول الربيع العربي بعد ثوراتها مترهلة وضعيفة، ولا تستطيع حتى تطبيق القانون.

•  وأي الشخصيات برأيك أكثر عرضة لهذه الاغتيالات؟

- بعد أن يحل العنف محل الحوار سيكون الجميع في دائرة الاستهداف، السياسي والمتظاهر وحتى الرجل العادي غير المحسوب على أي فصيل.

•  كيف بدأت تتحقق الارهاصات الأولى لتلك الاغتيالات؟

- منذ ان تم الاعتداء على القيادي بجماعة الإخوان صبحي صالح، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية أبوالعز الحريري، وعضو مجلس الشعب السابق محمد أبوحامد.

•  إلى أي مدى يمكن حدوث صدام مسلح بين التيارات المدنية والإسلامية؟

- هذا أمر محتمل، وهناك إرهاصات لذلك، وإن كنت لا أتمنى حدوثها، لأن استمرار العنف وحمل السلاح في الشارع لن تكون نهايته الا تقسيم مصر، والسلاح منتشر بكثرة الآن، مع ظهور جماعات من الاتجاهين تتبنى العنف صراحة وبشكل معلن.

•  كيف ترى حادث اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد؟

- بالطبع اغتيال سياسي وجريمة بشعة، ولابد أن تبذل الجهات الأمنية في تونس جهودها للوصول إلى مرتكب الحادث، لمنع تفاقم الأمور.

•  هل تتوقع نقل عدوى الاغتيالات من تونس إلى مصر؟

- أتمنى ألا يحدث ذلك، وأن نجتمع على كلمة سواء، للخروج من تلك الأزمة التي لا تحل كما أسلفت إلا بوجود مشروع وطني تلتف حوله كل القوى المدنية والإسلامية.

•  كيف ترى فتوى إهدار دماء قيادات جبهة الإنقاذ؟

- فتوى شاذة لا تمت للإسلام بصلة، وتأتي في وقت خطير، وعلى التيار الإسلامي التبرؤ منها، حتى لا تستخدم ضده في ما بعد، كما يجب على مؤسسة الرئاسة أن تتبرأ هي الأخرى من تلك الفتاوى، حتى لا يُظن أنها تعطي لها غطاء شرعيا بالسكوت عنها.

back to top