طوني أبي كرم: لا عداوة مع رامي عياش وهو ضحية

نشر في 28-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-02-2013 | 00:01
بعدما وقّع أكثر من 600 أغنية كلاماً ولحناً بصوت نجوم كبار، يستعد طوني أبي كرم لإطلاق أول ديو غنائي يجمع راغب علامة ونانسي عجرم بعد نجاح أغنيته «يا مجنونة» لكارلوس عازار.
عن مشاريعه وأعماله ورأيه بالوسط الفني تحدث إلى «الجريدة».
أخبرنا عن الديو الغنائي بين راغب علامة ونانسي عجرم.

أتوقع أن يكون بمثابة «سكوب 2013». أنهيت وراغب علامة فكرة الأغنية كلاماً ولحناً بعد اجتماعات عدّة، على أن نبدأ مرحلتي التوزيع والتسجيل لاحقاً بسبب انشغال راغب ونانسي بـ «آراب أيدول».

لحّن علامة الأغنية فيما توليت أنت كتابتها، هل هذه خطة عمل تعتمدانها على الدوام؟

بالطبع. اعتدنا منذ 12 عاماً أن نجتمع مطوّلا قبل إطلاق أي عمل لجوجلة الأفكار وتبادل الآراء لبلوغ نتيجة مثمرة، تماماً كما حصل في أغاني «جني جني يا عيوني» و{حبيب قلبي يا غالي» و{اشتقتلك أنا».

إلى أي مدى تسّهل مهنية الفنان مهمتك التأليفية؟

عموماً يصعب التعامل مع الفنان لحصول سوء تفاهم في التصور المشترك غالباً، فقد يطلب نوعاً لا يليق بصوته عند تحضيره لألبوم كل سنة أو كل سنة ونصف السنة يضم ثماني أغان، فيما أؤلف في هذه المدة 50 أغنية متنوعة، لذلك أعرف ما يليق به وما يجب تقديمه لتلبية حاجات السوق. بالإضافة إلى أنه يضيع بين مئات الأغاني المعروضة عليه، ما يؤدي إلى خيارات خاطئة ونجاح أغنية أو اثنتين في الألبوم فحسب. من هنا عليه الإصغاء إلى فريق عمله الذي يثق به ويتبادل معه الأفكار، مثلما يفعل علامة، لأن ذلك ينعكس نتيجة مثمرة وناجحة.

ما رأيك بنانسي عجرم؟

فنانة رائعة، تشكل مع راغب علامة الثنائي الأهم في الوسط الفني لتمتعهما بخفة ظل، فضلاً عن أن فنهما يحظى بإجماع شعبي. أتوقع للديو النجاح، خصوصاً أن فكرته فريدة وهي بمثابة حوار بين شاب وفتاة.

هل حددتم موعداً لإطلاقه؟

ينتظر علامة مناسبة معيّنة لإطلاقه لذلك لم نحدد موعداً بعد.

ماذا تحضر من أعمال أخرى؟

تسود مرحلة ركود في الوسط الفني بسبب الأوضاع العامة في لبنان وغيره من بلاد العالم العربي، لذلك أفضّل عدم الإعلان عن عمل قبل البت فيه نهائياً. أحضر مبدئياً أغاني مع كارول سماحة ومريام فارس وعاصي الحلاني وهاني العمري.

كيف تقيّم الأصداء حول كليب «يا مجنونة»؟

إيجابية جداً وتلقينا عروضاً لحفلات في لبنان والخارج.

هل استوحيت الأغنية من شخصية كارلوس عازار؟

في فترة التحضير، استمعنا إلى أغنيات كثيرة ولكننا اخترنا هذه الأغنية بالذات  لأنها تتحدث عن شاب يغرم بفتاة مجنونة بمعنى خفة الدم. وقد نجحت المخرجة ليال راجحة في تصوير حبيبين منسجمين في الكليب، وأظنّ أنه كان من الصعب أداء ممثلة غير جويل داغر لدور الحبيبة لأنها شاركت كارلوس أدواراً درامية وهما متفاهمان في الواقع، ما انعكس أداء عفوياً وطبيعياً في الكليب.

ما الذي يميز كارلوس عازار؟

تحتاج السوق الفنية إلى فنان مثله لأن النوعية المتوافرة راهناً للأغنية اللبنانية ليست على المستوى المطلوب. أراه مستقبلا متوجهاً نحو مكانة راغب علامة وعاصي الحلاني ووائل كفوري، لأنه يتمتع بصوت جميل ويحمل إجازة في الموسيقى فضلا عن شخصيته القريبة من القلب ونجوميته في التمثيل. الأهم من ذلك هو فنان مثقف، وكم نفتقد لمثل هذه النوعية في الوسط الغنائي، ونجل الفنان القدير جوزف عازار الذي أعطى الكثير للأغنية اللبنانية، بالتالي نشأ وتثقف على مبادئ معينة نعمل على صقلها وتقديمها للناس. وما نجاحه في «يا مجنونة» سوى دليل على سيرنا بخطى ثابتة وتقديمنا الأغنية الصحيحة.

ما جديدكما على هذا الصعيد؟

أغنية من كلماتي وألحان رواد رعد سنسجلها بعد شهر ونصف الشهر تقريباً.

تعاونت مع فنانين مخضرمين وآخرين في بداية مسيرتهم، هل تختلف نوعية الأغنية التي تقدمها لكل منهم؟

عندما أبدأ تلحين أغنية من كلماتي، أراها صورة متكاملة في ذهني، عندها أدرك مدى ملاءمتها لفنان معيّن فأعرضها عليه. عندما ألّفت أول أغنية لمريام فارس رأيتها فتاة صغيرة خفيفة الظل ترقص وتغني، فقدمت لها «أنا والشوق» التي تشبهها.

هل تأليف الأغنية كلاماً ولحناً من مؤلف واحد يزيدها رونقاً؟

بالطبع لأنها تأتي عفوية أكثر وأقرب إلى الناس. شخصياً، ألحن بعناصر ثلاثة: قلبي وروحي وأذنيّ. وعندما أجلس مع الموزّع أرندح بإحساس عفويّ ليتبعني موسيقياً.

كيف تفسر التشابه بين عنوان أغنية رامي عياش الأخيرة «ما بدي شي» وعنوان أغنيتك التي قدمتها لريان عام 2010؟

لا أريد الحكم على النوايا، إنما تشكل عبارة «ما بدي شي» موضوعاً بحد ذاته فتم التركيز عليها في مطلع أغنية رامي عياش والبناء عليها، مع أنني سبق أن قدمت أغنية «ما بدي شي» لريان من إنتاج «روتانا» وهي مسجلة في «ساسيم». لا أريد العداوة مع صديقي رامي عياش لأننا حققنا معاً نجاحات عدّة، وهو ضحية، وأتحاشى الدخول في دعاوى قضائية. إنما أردت الإضاءة على حقيّ المعنوي، إذ لا يجوز، بكل بساطة، استخدام عنوان أغنيتي في أغنية ثانية.

ما موقف ساسيم؟

عندما استشرتها ردّت أن الأغنية الجديدة غير شرعية ولا يمكن تسجيلها ما دامت  أغنية أخرى مسجلة سابقاً تحمل العنوان نفسه. فضلا عن ذلك خطأ فادح استخدام كلمة «شي» للإنسان بدلا من «حدا»، لذلك كان الأجدى بالكاتب القول «ما بدي حدا» بدلا من «ما بدي شي».

من المسؤول عن التردي على الساحة الفنية؟

المغني، فهو المسؤول الأول والأخير عن انتقاء أغانيه. في هذا الإطار، يجب الالتفات إلى ثقافته وبيئته ومجتمعه ومستوى تخصصه الدراسي أولا، لأن ذلك يفسّر النوعية التي اختارها في مسيرته.

هل من تعاون جديد على الصعيد العربي؟

قليلون هم الفنانون العرب الذين يغنون باللهجة اللبنانية. قدمت أخيراً أغنيتين للفنانة وعد، فضلا عن أنني أركّز في مؤلفاتي على لهجتي الأم وأقدم اللهجة البيضاء القريبة من الخليجية، وأستخدم مفردات لبنانية يفهمها العرب وليس كلمات محلية مناطقية.

في أي عصر فني نعيش برأيك؟

نعيش عصر مخلفات الحرب التي انعكست غياباً على صعيدي الثقافة الموسيقية في المدارس وتآلف أولادنا مع الآلات الموسيقية، لأنه لو توافرت هذه الأمور، لرفض المجتمع الأفكار المتدنية في الأغاني المتفشية راهناً.

هل ثمة جوّ عام معجب بهذه الأفكار؟

ثمة من يستمع إلى الأغاني برجليه وآخر يحب هذا النوع، فيما تروّج الإذاعات التجارية لهذه الأعمال بهدف الكسب المادي. أما لو قدمنا نوعية جيدة وعوّدنا الجمهور على الاستماع إليها لرفض أي أغنية هابطة.

ألا يعكس هذا الانحدار الكلامي في الأغاني انحدار المجتمع؟

طبعاً، فضلاً عن أن هذا النوع الهابط ليس معياراً للنجومية لأنه يتوجه إلى نوعية معينة من الناس فحسب، والدليل أن الفنانين النجوم أمثال راغب علامة ووائل كفوري لم يقدموا هذا النوع لتحقيق نجوميتهم، بل حافظوا على موقعهم طيلة مسيرتهم الفنية.

هل ينسحب هذا الانحدار على العالم العربي أيضاً؟

أرى انحداراً موسيقياً عالمياً، بسبب عملية التسويق التي باتت أسهل من السابق مع غياب القاعدة التي تُبنى عليها الثقافة الموسيقية. بالتالي، يتوجب على المؤلف الموسيقي أن يقرر بنفسه أي نوع يريد. شخصياً، لا أؤلف أغاني «الطبل والزمر» لأنها بعيدة عن ثقافتي الموسيقية.

ما رأيك بمن يقدم هذا النوع؟

عندما نجح فارس كرم حاول كثيرون تقليده، فباعوا ماشيتهم في الجبل لشراء أغنيات معينة، ولكن ما إن انتهى دعمها في الإذاعات حتى أصبحت في مكبّ النفايات. ظن هؤلاء المقلدون أنهم يستطيعون من خلال أغنية ما التشبه بفارس كرم وتحقيق نجومية مثله، لكن هذه النجومية بعيدة عن تصوراتهم الشخصية.

ما رأيك بإطلاق بعضهم صفة «شاعر أغنية» على نفسه؟

تنطبق صفة «شاعر» على المتنبي وزهير أبي سلمى ونزار قباني وسعيد عقل، وليس على من يكتب سطري أغنية فيسوّق نفسه شاعراً، فيما هو لا يشعر بشيء أساساً.

هل يشكل لبنان أرضاً خصبة لكل من يرغب في الغناء وهو غير أهل له؟

بالطبع، لأن لا مراقبة أو محاسبة، فجل ما يفكر به هؤلاء الكسب المادي عبر تسويق أغنية في علب الليل وإحياء حفلات، لكنهم سرعان ما يخسرون أموالهم ويعودون إلى منازلهم.

اقترحت إنشاء لجنة مراقبة فنية، فأين أصبح هذا المشروع؟

توجهت في أحد البرامج التلفزيونية إلى وزير الثقافة غابي ليون طالباً إنشاء لجنة وزارية لمراقبة النصوص الغنائية قبل تسجيلها وطرحها، فعاود الاتصال بي طالباً تقديم مشروع في هذا الإطار وإشراك وزير الاعلام وليد الداعوق به، بشكل لا يحدّ من الحريات العامة وإنما يضبط المستوى الفني. أجلت الأوضاع اللبنانية آنذاك مشروعي، لكنني سأتفرغ له هذا العام.

صرّح الموسيقار ملحم بركات بأنه آخر عنقود العمالقة في الفن، ما رأيك؟

بركات حر في اعتبار نفسه ما يشاء. غالباً ما ينتظر الفنانون ما سيعلن عنه للتسلية لأنه «يطلع على باله» أحياناً التفوّه ببعض الأمور.

back to top