عام اعتقالات «البدون»

نشر في 05-01-2013
آخر تحديث 05-01-2013 | 00:01
 نواف فهد البدر عام 2012 لم يكن مغايراً عمّا حدث للكويتيين من عنف واضطرابات سياسية عموما، بل كان أشد سوءاً مع الكويتيين "البدون".

في مطلع العام الماضي كانت اعتصامات "البدون" السلمية مستمرة حتى سمحت وزارة الداخلية لنا بتنظيم ثلاثة اعتصامات سلمية كبيرة، وكنا ننظمها وننهيها في ساعتين بشكل سلمي وراق، وكانت الأعداد تزيد وتتصاعد في كل اعتصام حتى وصل إلى عشرة آلاف من "البدون" في "ساحة الحرية" في تيماء.

بعدها اختارت وزارة الداخلية طريق العنف مع "البدون"، وبدأت باستخدام القمع والعنف الشديد في اعتصام 13/ 1/ 2012، وأيضا اليوم الذي تلاه كان عنيفاً في تيماء والصليبية والأحمدي، واعتُقل العشرات من الشبان "البدون" حتى بلغوا 61 معتقلاً.

وفي تاريخ 29/ 1/ 2012 طُلب أبرز الناشطين للجنائية، وكان عددنا 13 شخصا، وقمنا بتسليم أنفسنا وتم حبسنا جميعا لقرابة أربعين يوماً! وأفرج عنّا لاحقاً في 8/ 3/ 2012، وحُرمنا من حريتنا وأهلنا وأعمالنا وكأنهم يريدون أن يجعلونا عبرة للآخرين!

وبعد الخروج بأسبوعين عادت أيضا تظاهرات "البدون" واعتصاماتهم من جديد، ولا غرابة في ذلك فهي ليست أمراً طارئاً جديداً أو مشكلة جديدة بل معاناة وألم وقهر يعانونه منذ عقود، ومن الطبيعي ألا تتوقف الاحتجاجات، وتم اعتقال العشرات من الشباب في مظاهرات عدة بعدها حتى أصبح الاعتقال شيئاً طبيعياً وبديهياً مع "البدون"، وأصبح أعداد من اعتقل منذ بداية تظاهرات "البدون" بالمئات حتى الآن.

وأصبح أمراً روتينياً أن تعتقل مجموعة ويتم الإفراج عنهم بكفالات عالية جداً، ورغم كل هذه الأحداث للأسف لم نجد استجابة من الحكومة في حل القضية أو إقناع "البدون" بأنهم جادون في حل القضية، ولم تُقنع الحكومة حتى أنصارها بأنها جادة في حل القضية.

واستمرت احتجاجات "البدون" السلمية والقبضة الأمنية والاعتقالات حتى في شهر رمضان، وانتهينا باعتصام بعد صلاة العيد مباشرة، وفي 2/ 10/ 2012، في اليوم العالمي للاعنف، خرج "البدون" أيضا وبأعداد كبيرة للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، وللأسف قامت وزارة الداخلية بجعله "كرنفالاً للعنف"، وأصبح العنف روتينياً في تظاهرات "البدون" واعتصاماتهم السلمية، وفي هذا الاعتصام فقد أحد "البدون" البصر، وهو عبداللطيف النبهان، بسبب رصاصة مطاطية أطلقت عليه من القوات الخاصة، واعتُقلت مجموعة من الناشطين والحقوقيين ومراقبي حقوق الإنسان، وأيضاً تم اعتقالي مدة عشرة أيام مع أحمد التميمي وعلي العنزي ومجموعة من الناشطين، ولم ينتهِ العام عند هذا الحد بل في اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10/ 12/ 2012 كذلك خرج "البدون" وردت "الداخلية" بالعنف المعتاد والاعتقالات العشوائية.

هذا العام لـ"البدون" من الناحية المعيشية لم يتغير شيء فيه، ولكن تم اعتقال المئات وتوجيه قضايا ضدهم وكفالات عالية.

وانتهى العام وهناك في السجون معتقلان من الكويتيين "البدون"، وهما عبدالحكيم وعبدالناصر الفضلي بسبب مطالبتهما بحقوقهما المشروعة... أتمنى أن يكون العام الجديد 2013 عام خير وأمان واستقرار للكويت ولشعبها، وأن نشهد بداية حل لقضية "البدون".

back to top