س ج

نشر في 19-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 19-05-2013 | 00:01
No Image Caption
أنا امرأة في السادسة والأربعين من العمر ولم يسبق أن أُصبت بالتهاب في مجرى البول، لكني أظن أنني أعاني هذه المشكلة الآن. هل أحتاج إلى استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب؟ ما الذي يسبب التهاب مجرى البول؟

التهاب مجرى البول التهاب جرثومي قد يصيب أي جزء من المسالك البولية. تواجه 50% من النساء حول العالم مشكلة التهاب مجرى البول خلال حياتهن. عند معالجة الحالة فوراً، يمكن الشفاء منها. تؤدي المضادات الحيوية دوراً أساسياً في العلاج. نادراً ما يتطور التهاب مجرى البول إلى حالة أكثر خطورة مثل التهاب الكلى أو التهاب مجرى الدم. بما أنك لم تُصابي سابقاً بالتهاب مجرى البول، يجب أن تأخذي موعداً مع الطبيب لمناقشة العوارض.

ينجم التهاب مجرى البول في العادة عن جراثيم تعيش في القولون، وأبرز جرثومة تسببه هي نوع من بكتيريا «إي كولاي». بسبب خصائص جسم المرأة، يرتفع خطر الإصابة بالتهاب مجرى البول لديها لأن الجراثيم تنتقل بسهولة من المستقيم أو المهبل إلى قناة مجرى البول ثم إلى المثانة.

لكن ثمة عوامل أخرى قد تكون السبب في ظهور هذه الحالة. تكون المرأة الناشطة جنسياً أكثر عرضة لالتهاب مجرى البول ويُعتبر النشاط الجنسي السبب الرئيس لهذه المشكلة. قد يرتفع احتمال الإصابة بالتهاب مجرى البول المتكرر بسبب التغييرات المرتبطة بانقطاع الطمث، فيؤدي فقدان الأستروجين إلى تضيّق نسيج مجرى البول وإعاقة مستوى الحموضة في المهبل. حين يحصل ذلك، قد يتغير توازن الجراثيم المهبلية «المفيدة» التي تعيق في العادة نمو الجراثيم غير المرغوب فيها، لا سيما بكتيريا «إي كولاي».

كذلك، يمكن أن يرتفع خطر الإصابة بالتهاب مجرى البول نتيجة خلل في تفريغ المثانة، أو سلس البول، أو عرقلة تدفق البول بسبب حصى الكلى في مجرى البول أو داء السكري أو كبت المناعة. يمكن أن تؤدي القسطرة البولية الدائمة إلى حالة التهاب مجرى البول أيضاً.

تؤثر غالبية حالات التهاب مجرى البول (أو التهاب المثانة) على المثانة والمسالك البولية. تشمل المؤشرات والعوارض التقليدية لالتهابات مجرى البول الشعور المتكرر بالحاجة إلى التبول (حتى لو بكميات صغيرة)، شعور بالحرقة أو الألم أثناء التبول، ألم أو ضغط في البطن، بول لزج أو داكن أو فيه دم، و/أو بول له رائحة كريهة.

مضاعفات

لا يكون معظم حالات التهاب مجرى البول خطيرة. لكن إذا انتقل الالتهاب نحو الجزء العلوي وأثّر على الكلى، يمكن أن تظهر عوارض إضافية. قد تُصابين بالتعب والتوعك والضعف أو حتى الإغماء. تشمل المؤشرات والعوارض الأخرى لالتهاب الكلى ارتفاع الحمى إلى ما فوق 38 درجة، والارتجاف والقشعريرة، وألم في أعلى الظهر والجانبين، والغثيان أو التقيؤ. عند الاشتباه بالتهاب الكلى، لا بد من الحصول على رعاية طبية خاصة لمنع الجراثيم من الوصول إلى مجرى الدم.

للتأكد من إصابتك بالتهاب مجرى البول، قد يحلل الطبيب عيّنة بول للتحقق من خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء أو الجراثيم. لا يُطلَب زرع البول (يشمل زراعة الجراثيم من عينة البول) في حالات كثيرة. قد يساهم زرع البول في تحديد الجرثومة التي تسبب الالتهاب والدواء الذي يستهدفها بفاعلية أكبر. في حال الارتباط بشريك جنسي جديد في الأشهر الأخيرة، يجب إبلاغ الطبيب بذلك. في هذه الحالة، قد يتحقق الطبيب أيضاً من احتمال الأمراض المنقولة جنسياً.

في ما يخص المرأة التي أُصيبت سابقاً بمرض التهاب مجرى البول وتختبر بعض العوارض التقليدية (تبول متكرر أو عاجل أو مؤلم)، يمكنها أن تتصل بالطبيب لطلب مضادات حيوية من دون الحاجة إلى زيارته في عيادته.

ثمة خطوات يمكن اتخاذها لتخفيض خطر التهاب مجرى البول مستقبلاً. ننصح بالإكثار من شرب السوائل، لا سيما الماء، لأجل تذويب البول وإزالة الجراثيم من المسالك البولية قبل ظهور الالتهاب. بعد التبول أو التغوط، يجب تنظيف المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف لمنع الجراثيم في الشرج من الانتشار في المهبل ومجرى البول. أخيراً، يجب تفريغ المثانة بعد العلاقة الجنسية وتجنب استعمال المنتجات النسائية المزعجة مثل رذاذ إزالة الرائحة أو البودرة في المنطقة التناسلية.

 د. بول تاكاهاشي

back to top