أوّل قصف جوي سوري للبنان

نشر في 19-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 19-03-2013 | 00:02
البلاد تقف على حافة الفتنة بعد الاعتداء على 4 مشايخ سنة

قصفت طائرة حربية سورية بعد ظهر أمس خراج بلدتي خربة يونين ووادي الخيل في منطقة جرود عرسال الحدودية، في أول غارة سورية على الأراضي اللبنانية منذ بدء الثورة السورية قبل سنتين. وتأتي غارة أمس بعد أيام من التحذيرات السورية الرسمية من "ضرب مقاتلي المعارضة المختبئين في لبنان" والتي أثارت جملة من الردود المستنكرة.

وتعتبر عرسال بلدة ذات غالبية سنية، وسكانها متعاطفون مع المعارضة السورية. وهي تملك حدوداً طويلة مع سورية غالباً ما يُنقل عبرها جرحى من الجانب السوري، إضافة إلى تسلل مسلحين إلى سورية أو منها.

وقال تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله حليف نظام الرئيس السوري بشار الأسد إن "الطيران السوري قصف غرفتين يستخدمهما مسلحون في وادي الخيل على الحدود مع لبنان".

ودانت الخارجية الأميركية الغارة السورية على عرسال، معتبرة أنها "انتهاك غير مقبول لسيادة لبنان".

إلى ذلك، وقف لبنان أمس على حافة الفتنة بعد الاعتداء ليل الأحد ــ الاثنين الذي استهدف 4 مشايخ من الطائفة السنية على يد شبان ينتمون إلى الطائفة الشيعية في منطقتي الشياح وخندق الغميق في بيروت. واعتدت مجموعة من الشبان في المنطقتين المنفصلتين على المشايخ بالضرب، ثم حلقت ذقون بعضهم.    

وسارع "حزب الله" وحركة "أمل" إلى شجب الحادث، إلا أن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني قال في كلمة له بعد اجتماع العلماء المسلمين في دار الفتوى أمس إنه على "القيادات الشيعية في حركة أمل وحزب الله، الذين هم إخواننا، رفع الغطاء عن هؤلاء المجرمين"، معتبراً أن "هذه القيادات لا ترضى بهذا الأمر، لأنه يستحيل أن نقول إن أمل وحزب الله يسعيان لفتنة بين السنة والشيعة".

وأعلن وزير الداخلية مروان شربل "توقيف 10 أشخاص حتى الآن بالاعتداء على الشيوخ ويتم التحقيق معهم"، مؤكداً: "قضينا على رأس الأفعى والفتنة التي كانت ستحصل"، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات "مع الطوائف جميعها، وكان الرد بعدم قبول ما جرى ويجري وبخاصة أمل وحزب الله".

وأكد وزير الداخلية في مؤتمر صحافي أنه "يجب أن نعرف الدافع وراء الاعتداء الذي حصل، حزب الله وأمل تعاونوا معنا بإلقاء القبض على المعتدين على المشايخ. نقوم كأجهزة أمنية بواجباتنا، ولكن هناك مسؤولية أيضاً على الخطاب الطائفي وخطاب بعض رجال الدين، وأتمنى أن يخف الخطاب الطائفي ولا نخلط السياسة بالدين".

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان تابع تطورات الاعتداء على المشايخ، وجدد استنكاره "لهذا الاعتداء السافر"، مطالباً "بتحقيق العدالة في هذا الشأن". وطلب سليمان من القضاء المختص "التشدد بإنزال العقوبات الصارمة بحق مرتكبي الاعتداء ومحاسبتهم وفق القوانين المرعية الإجراء حفاظاً على السلم الأهلي".

وأكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس أن "الفتنة الطائفية والمذهبية التي يسعى البعض لإحداثها لن تمر، لأن هناك إرادة وطنية جامعة بحماية لبنان وإفشال المؤامرات التي يعمل البعض على حبكها".

وحذر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في نداء وجهه أمس إلى اللبنانيين "من مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي"، ورأى فيه "وسيلة إلى استدراج لبنان لفتنة كبرى يجب أن نحول دون وقوعها بكل ما نمتلك من جهود وإمكانات".

back to top