بابا الفاتيكان يفاجئ العالم بنبأ استقالته الوشيكة

نشر في 12-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 12-02-2013 | 00:02
No Image Caption
• بنديكتوس: لم أعد قادراً على القيام بواجباتي • لومباردي: توقُّع بانتخاب حبر أعظم جديد قبل «الفصح»

فوجئ العالم أمس، بإعلان نبأ استقالة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، بعد مرور أقل من ثماني سنوات أمضاها في سدة البابوية خلفاً للراحل يوحنا بولس الثاني. وقد عزا البابا سبب استقالته إلى تقدمه في العمر، وعدم تمكنه جسدياً من القيام بمتطلبات منصبه الرفيع.

في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية المعاصر، أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر، أمس، استقالته في خطاب ألقاه باللاتينية خلال مجمع كرادلة عُقد في الفاتيكان.

وقال الناطق الرسمي باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي إن "البابا أعلن أنه سيتخلى عن مهامه في الساعة 20.00 (19.00 تغ) في 28 فبراير وعندها تبدأ مرحلة: الكرسي الشاغر". وأضاف المتحدث للصحافيين: "نتوقع أن يكون لدينا حبر أعظم جديد قبل عيد الفصح" المصادف 31 مارس، مشيراً إلى أن مجمع الكرادلة سينعقد في الأيام الـ15 إلى العشرين التي تلي الاستقالة.

ومن المرتقب أن يتوجه البابا الذي لن يشارك في مجمع الكرادلة، إلى دير في حرم الفاتيكان بعد الإقامة لفترة في المقر البابوي الصيفي في كاستيل غاندولفو قرب روما.

وأوضح لومباردي أن البابا بنديكتوس السادس عشر "لن يكون له أي دور في مجمع الكرادلة"، وسينصرف بعد مغادرة مهامه "لحياة من الصلوات"، مؤكداً أن قراره "لم يكن فجائياً، وإنما حضر له". وأضاف: "لقد قال عدة مرات إنه يريد أن يكرس وقته للصلاة والتفكير أو حتى الكتابة. ذلك رهن به".

وأقر لومباردي أن "البابا فاجأنا بإعلانه خصوصاً أنه كان يوم عطلة للفاتيكان". وذكر أن البابا "استغل مناسبة وجود عدد كبير من الكرادلة في روما" للمشاركة في أعمال المجمع. وقال لومباردي: "لم يتم إبلاغ معظمهم بالأمر مسبقاً".

وأوضح أن البابا "أدرك بفضل نزاهته ووضوحه حالته. كنا لاحظنا في الآونة الأخيرة أنه متعب. كان هناك انعدام توازن بين قواه والجهود المطلوبة".

خطاب البابا

وقال البابا (85 عاماً) في خطابه: "بعد مراجعة ضميري أمام الله توصلت إلى قناعة بأنني لم أعد قادراً بسبب تقدمي في السن على القيام بواجباتي على أكمل وجه على رأس الكنيسة" الكاثوليكية.

وتابع البابا: "في عالمنا اليوم الذي يشهد تغيرات متسارعة وتساؤلات مهمة متعلقة بالإيمان لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية يجب التمتع بالقوى الجسدية والعقلية اللازمة".

وخلال ولايته البابوية التي استمرت ثماني سنوات، واجه البابا أخطر فضيحة تحرش جنسي بالأطفال التي سببت أزمة في الكنيسة المعاصرة.

وواجه بنديكتوس السادس عشر العام الماضي داخل جدران الفاتيكان، فضيحة تسريب وثائق سرية أدت إلى إدانة كبير خدمه باولو غابرييلي. وكان لخيانة أحد المقربين منه تأثير كبير على جوزف راتزينغر وهو الاسم الأصلي للبابا.

وأقرّ البابا أنه في الأشهر الأخيرة شعر بتعب كبير، لدرجة أنه "بات عليّ الإقرار بعجزي عن القيام بالمهام الموكلة إليّ بشكل جيد". وفي كتاب بعنوان "أضواء العالم" نُشر في عام 2010، أشار البابا إلى إمكانية استقالته في حال شعر أنه لم يعد قادراً على الاستمرار في منصبه.

ردود أفعال

وفي تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، كان سلستين الخامس تخلى عن منصبه قبل تنصيبه حبراً أعظم في عام 1294. وعاش معزولاً حتى تعيينه بابا وشعر أنه غير قادر على تولي هذا المنصب.

وللتعبير عن مفاجأته قال المونسينيور انجيلو سودانو عميد الكرادلة ان إعلان البابا "جاء كالصاعقة في سماء صافية".

كما أعرب رئيس الوزراء الإيطالي المستقيل ماريو مونتي "عن صدمته لهذا النبأ".

واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن قرار البابا الاستقالة "موضع احترام شديد"، وذلك على هامش زيارة لضواحي باريس.

وقال الرئيس الفرنسي أمام الصحافيين: "ليس لديّ تعليق خاص على هذا القرار الذي هو موضع احترام شديد، والذي سيؤدي إلى انتخاب حبر أعظم جديد". وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن "الملايين سيفتقدون البابا كزعيم روحي"، مشيداً بجهوده لترسيخ علاقات بين الفاتيكان وبريطانيا.

وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن "احترامها الكبير" للبابا بنديكتوس السادس عشر.

وأعلن كبير حاخامات إسرائيل الاشكيناز يونا متسغير أن البابا بنديكتوس السادس عشر ساهم في تحسين العلاقات بين المسيحية واليهودية، وأسهم في "خفض الأعمال المعادية للسامية في العالم".

وكان جوزف راتزينغر المولود في 16 أبريل 1927 في أسرة متواضعة في بافاريا، خلف البابا يوحنا بولس الثاني في 19 أبريل 2005 في سن الـ78.

(الفاتيكان ـ أ ف ب، رويترز،

يو بي آي)

back to top