صورة لها تاريخ: محمد زيد الحربش يحمل أول ملف للأيتام... وهو أول خريج كويتي من الإسكندرية وسفير في اليابان عام 1965

نشر في 05-07-2013
آخر تحديث 05-07-2013 | 00:03
No Image Caption
شقّ طريقه بنجاح كبير بفضل الله تعالى وعونه، وأصبح سفيراً للكويت في عدد من الدول، رغم أنه فقد والده وعمره 11 سنة ثم توفيت والدته بعد ذلك بسنتين. ولد محمد زيد ثامر الحربش -رحمه الله- في فريج المطران بمدينة الكويت عام 1930 لأسرة من البرزان من قبيلة مطير، وتعلم المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة والحساب في المدرسة المباركية، ثم سافر إلى مصر عام 1944 مع مجموعة من الطلبة الكويتيين منهم فيصل الصالح المطوع، وسليمان العبدالجليل، وحمد يوسف العيسى، وداود مساعد الصالح، وغيرهم للدراسة. التحق بمدرسة خليل أغا في العباسية وأنهى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية الآداب- جامعة الإسكندرية. وفي عام 1956، أصبح أول خريج كويتي من هذه الجامعة، وعاد إلى الكويت ليعمل في دائرة الشؤون الاجتماعية التي كان يرأسها الشيخ صباح الأحمد الجابر آنذاك. وكان يعمل جنباً إلى جنب مع مؤسسي هذه الدائرة أمثال حمد الرجيب وعبدالعزيز الصرعاوي وعبدالعزيز محمود وغيرهم. وفي عام 1958 سافر إلى إنكلترا في بعثة، وحصل على دبلوم في القانون الدولي من جامعة ويلز. انتظم أيضاً في دورة في العمل الدبلوماسي في لندن مع مجموعة من أصحابه ومنهم السفير مهلهل المضف، وفي عام 1961 انضم إلى وزارة الخارجية وبدأت رحلته الدبلوماسية الطويلة. وعندما افتتحت أول سفارة في لندن، تم تعيين محمد الحربش فيها بدرجة وزير مفوض، وظل يعمل فيها حتى أواخر عام 1963 عندما عين مديراً لإدارة المراسم بديوان الوزارة. وفي عام 1965، تولى سفارة الكويت في طوكيو كسفير بدرجة سفير مفوض فوق العادة، وأضيفت له ماليزيا وإندونيسيا كسفير غير مقيم، وقام بأداء واجبه خير أداء، وكانت له صداقة مميزة مع رئيس الوزراء الياباني آنذاك ساتو وغيره من السياسيين اليابانيين. في عام 1969 انتقل للعمل سفيراً في روما، وهناك استطاع بمساعيه الحثيثة أن يؤسس أول مركز إسلامي في إيطاليا، بعد أن أقنع بلدية روما أن تتبرع بأرض كبيرة لهذا الغرض، وكان في نفس الوقت سفيراً غير مقيم في يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا. وفي عام 1979 عين سفيرا في الصين، وبعد ثلاث سنوات رجع إلى الكويت مديراً لإدارة المراسم بالوزارة. توفي رحمه الله بتاريخ 19 أبريل عام 1985 في مستشفى جامعة ييل بالولايات المتحدة الأميركية بعد معاناة مع المرض وعمره لم يتجاوز 55 عاماً. ولابد من الإشارة هنا إلى أن المرحوم السفير محمد زيد الحربش هو صاحب أول ملف في دائرة الأيتام (حالياً الهيئة العامة لشؤون القصر)، إذ ترك له والداه بعد وفاتهما بعض الأموال والممتلكات، وتزامن ذلك مع تأسيس هذه الدائرة التي ترأسها الشيخ عبدالله الجابر الصباح -رحمه الله- للمحافظة على أموال القاصرين. وتزوج السفير الحربش من السيدة عواطف العجيل، أطال الله في عمرها وشفاها من مرضها، التي زودتني بهذه المعلومات ولم تبخل عليّ بالصور النادرة، وأنجب منها ولدين هما د. زيد (مواليد 1973)، وهو طبيب أطفال معروف، وثامر (مواليد 1976) ويعمل في إحدى شركات الكمبيوتر الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية. عرف عن محمد الحربش -رحمه الله- شخصيته المحبوبة، وتواصله مع الناس، وحرصه على أداء واجبه الوطني دون مقابل أو ثمن. وكانت له علاقات وطيدة مع عدد من أبناء الأسرة الحاكمة كصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله، والشيخ سالم صباح السالم رحمه الله، إضافة إلى عدد كبير من أهل الكويت ورجالاتها. كما كانت له علاقات عربية وثيقة وصداقات دولية حافظ عليها إلى حين وفاته.
back to top