خزعة البروستات... ماذا تتوقع؟

نشر في 12-01-2013
آخر تحديث 12-01-2013 | 00:01
نعرض في ما يلي لفوائد الإجراء التشخيصي الوحيد الذي يمكن أن يعلم من خلاله الطبيب إصابة الرجل بسرطان البروستات وأخطاره وحالات الشكّ التي ترافقه.
يرمي فحص سرطان البروستات من خلال اختبار المستضد النوعي للبروستات (PSA) إلى الكشف عن وجود سرطان قبل بدء تطور أعراضه. في هذه المرحلة المبكرة، تأكد أن العلاج قد يكون أكثر فاعلية رغم صعوبة إثبات هذا الأمر. إلا أن نتائج اختبار الـ PSA لم تكن يومًا أكيدة: فالقيمة العالية لا تثبت وجود السرطان لأن أمورًا أخرى قد تؤثر على النتيجة بالإضافة إلى السرطان.

وحدها خزعة البروستات تؤكد وجود السرطان من عدمه، وتتطلب في العادة استئصال قصاصة من نسيج البروستات بإبرة وفحصها للتأكد من وجود خلايا سرطانية عبر المجهر. وإذ تبدو هذه الخزعة أمرًا روتينيًا إلا أنها لا تزال إجراءً يتطلب جراحةً ويحمل الكثير من الأخطار. تمرّ إبرة الخزعة عبر جدار المستقيم للوصول إلى البروستات، وقد تحمل هذه الإبرة في طريقها إلى غدة البروستات أو عبر مجرى الدمّ بعض الجراثيم أو مرضًا معينًا. ومن الأخطار الإضافية التي قد نتحدث عنها في هذا الصدد نذكر الألم واضطرابات في الانتصاب أو في الجهاز البولي.

قبل الموافقة على إجراء هذه الخزعة، لا بدّ من أن تقف عند حقيقة ما يجب توقعه وما يمكن أن يتبع هذه الخزعة، ذلك وفقًا للنتائج. د. مارك غارنيك اختصاصي في سرطان البروستات في جامعة مركز «بيت إسرائيل ديكونيس» الطبي التابع لجامعة هارفارد، يقول في هذا المجال: «في حال قررت إجراء اختبار الـ PSA في المقام الأول الذي قد يؤدي بالتالي إلى الخزعة، لا بدّ من أن تعلم أن الخزعة قد تؤكد وجود السرطان. ستساعدك نتائج هذه الخزعة على فهم حالتك في شكلٍ أفضل وسترشدك إلى الخيارات الصائبة. ولا بدّ من الإشارة إلى أن نتائج الخزعة أحد أهم العوامل التي قد يحتاج إليها المرضى لاتخاذ القرار المناسب عند التأكد من الإصابة بسرطان البروستات».

كيف يتمّ إجراء الخزعة؟

 

يشرح لك طبيبك الطريقة المعتمدة للتحضير للخزعة بما في ذلك الحقنة الشرجية، ذلك في اليوم المحدد لإجراء العملية. يدخل الطبيب مجسًا صوتيًا عبر المستقيم لالتقاط صورة لغدة البروستات التي تقع عند الجهة الأخرى من جدار المستقيم. يستأصل خزعةً من البروستات متخذًا من هذه الصورة دليلا ومستعملا لهذه الغاية مسدس الخزعة. تطلق هذه الأداة إبرةً عبر جدار المستقيم إلى البروستات لتلتقط عيّنات دائرية صغيرة من خلايا البروستات. يستأصل الطبيب في العادة عبر الخزعة النموذجية حوالى 10 أو 12 عيّنة (خمس أو ست من كلّ جانب من جانبي غدة البروستات). وقد يجري بعض الأطباء خزعات إشباع لجمع ما يتراوح بين 20 و30 عيّنة.

اللجوء إلى حقنة تخدير داخل البروستات قبل إجراء الخزعة لن يزيل الألم كليًا، بل ستشعر بوخز الإبرة عند وصولها إلى الغدة وعند جمعها العيّنات. يشعر معظم الرجال عادة بألمٍ خفيف إلى متوسط، رغم أن البعض منهم يؤكد أن هذه الخزعة تبقى تجربةً عسيرة لن يعمدوا إطلاقًا إلى تكرارها في المستقبل.

تتطلب العملية كاملةً حوالى 20 دقيقة. بعد الخزعة، قد ينصحك الطبيب بتناول دواء مضاد للالتهابات لتجنّب الأمراض أيًا كان نوعها.

سيسألك طبيبك إذا كنت تتناول أدوية مخففة للدم أو الأسبرين. في العادة، قد تحتاج إلى تغيير هذه الأدوية في شكلٍ دوري أو إلى إيقافها في شكلٍ موقت قبل الخضوع للخزعة، ذلك وفقًا لظروفك الخاصة. ومن المهم مناقشة هذه المسألة مع طبيبك.

تتطلب الأمراض التي قد تصيب مجرى البول أو غدة البروستات علاجًا خاصًا يعتمد على مضادات الالتهابات. تعتمد احتمالات الإصابة بأمراض معينة على عوامل فردية، إلا أن 1 إلى 3% من الرجال حول العالم يصابون بأمراض عقب الخضوع لخزعة.

تتجلى علامات الخطر في ارتفاع الحرارة خلال 24 أو 36 ساعة التي تلي الخزعة. في هذه الحالة، لا تتردد بالاتصال بطبيبك فورًا لأنك قد تحتاج إلى علاجٍ طارئ يتطلب في بعض الحالات دخول المستشفى.

نتائج الخزعة

يتطلب تقرير الخزعة حوالى أسبوع ليصدر. تشير الخزعة الإيجابية إلى وجود سرطان في البروستات.

يضمّ تقرير المختبر معلومات تشير إلى خصائص السرطان، مداه (عدد العينات التي استُعمِلت في العملية)، موقع السرطان (يُحدد تبعًا لموقع العينات الإيجابية) ونسبة السرطان المئوية الكلية في كلّ عيّنة. يساعد هذا الأمر الطبيب على تحديد سلوك السرطان المتوقع في المستقبل، فتراه قادرًا على معرفة ما إذا كان سينتشر سريعًا على سبيل المثال، فيحدد بالتالي الخطوات التالية المناسبة بما فيها العلاج.

تعني الخزعة السلبية غياب الخلايا السرطانية في العينات التي تمّ جمعها إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنك غير مصاب بالسرطان. إذ قد يستقر السرطان في منطقة لم يُؤخذ منها أيّ عينات. تُظهر 10% من الخزعات نتائج سلبية خاطئة بمعنى أنها تفشل في كشف السرطان.

قد ينصحك الطبيب بالخضوع لبعض الاختبارات الإضافية في حال بقيت نتائج اختبار المستضد النوعي للبروستات عاليًة رغم ورود نتائج سلبية للخزعة. يلجأ بعض الأطباء إلى اختبار موروثة PCA3 لهذه الغاية. يفحص هذا الاختبار البول للتأكد من وجود واصمات PCA3 وهي جين يسجل نشاطًا أعلى من نشاط الخلايا السرطانية. في حال بقيت نتائج اختبار المستضد النوعي للبروستات بعد الخزعة عالية، كذلك الأمر بالنسبة إلى اختبار موروثة PCA3، سيطلب منك الطبيب إجراء خزعةٍ أخرى للبحث عن السرطان. يلجأ بعض الأطباء أيضًا إلى إجراء اختبار موروثة PCA3 ليقرروا ضرورة إجراء خزعة أخرى رغم أن هذا الاختبار لم يحصل بعد على موافقة إدارة الأدوية والأغذية.

في الحقيقة، يعني إجراء خزعات إضافية تكبد تكاليف جسدية وعاطفية ومادية إضافية. وقد تؤدي الخزعات المتكررة إلى اضطراب الانتصاب وإلى مشاكل  طويلة الأمد في التبوّل كالإجهاد أثناء التبوّل وحاجة متكررة للتبول أثناء الليل.

يجد معظم الرجال في خزعة البروستات فرصة لتأكيد وجود السرطان أو لنفيه، وهو أمرٌ يعجز عنه اختبار الـPSA. لكن إياك أن تنسى أن هذه العملية تحمل أخطارًا وشكوكًا وقرارات جديدة. يقول د. غارنيك: «في حال خضعت لاختبار المستضد النوعي للبروستات ولخزعة أثبتت وجود السرطان، اعلم أنه يتعين عليك اتخاذ سلسلة من القرارات والدراسات قبل أن تحدد وطبيبك الخطوة التالية لمواجهة هذا السرطان».

عواقب ومخاطر

تشكل عواقب الخزعة السلبية التي قد تنتج من خزعة البروستات ما يلي:

• دمّ في البول أو البراز لمدة أسبوع على الأقل.

• نزيف قصير الأجل في المستقيم.

• دم في المني لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع.

• صعوبة في التبول.

• سلس البول (لدى 10% من الرجال).

back to top