يمدح السوق من يربح فيه

نشر في 27-05-2013
آخر تحديث 27-05-2013 | 00:01
تكرار مقولة ديمقراطية انتخابات مجلس أمة الصوت الواحد بهذه الصورة يدل على أن من يتبنى هذا الرأي ويصر عليه يتبناه لغرض أو لمصلحة شخصية، ولا ينظر إلى مصلحة بلده، ودون أن تكون لديه نظرة واقعية لمصالح 75% من الشعب الكويتي، ودون أن تكون لديه قناعة تامة بأن من لم يصوتوا في الانتخابات الأخيرة لهم الحق بحكم ونظام ديمقراطي.
 بدر سلطان العيسى لم يترك رئيس مجلس الأمة الأستاذ علي الراشد أي مناسبة أو فرصة إلا أكد فيها ديمقراطية الانتخابات الأخيرة، والتي جاءت بمجلس أمة الصوت الواحد، وإن تكرار الإشارة إلى ديمقراطية انتخابات الصوت الواحد بهذا الإصرار وبهذه الصورة المتكررة، بمناسبة وبدون مناسبة، يشير إلى أن رئيس مجلس الأمة في داخل نفسه غير مقتنع بديمقراطية تلك الانتخابات التي أفرزت مجلس أمة الصوت الواحد.

السيد رئيس مجلس الأمة ومن يدور في فلكه يعلمون علم اليقين أن نسبة من شارك في تلك الانتخابات لا يتعدى 24.85% من مجموع أصوات الناخبين البالغ عددهم 422569 حسب آخر إحصاء لعام 2012.

وكما يرى القارئ أن نسبة 24.8% من الناخبين لا يمكن أن تضفي على تلك الانتخابات أي صورة من صور الديمقراطية، ولا كونها تمثل رأي أغلبية الشعب الكويتي.

في كل انتخابات العالم وفي الدول التي تحترم إرادة شعوبها، والتي تدعي أن لديها نظاماً ديمقراطياً، لا تعتبر الانتخابات ديمقراطية ما لم يحصل الناخبون على نسبة لا تقل عن 40% بما فيها انتخابات الرئاسة في تلك الدول التي تحترم الحياة الديمقراطية والمقاييس المتعارف عليها، فالانتخابات لن تكون ديمقراطية والرئيس لن يكون فائزاً ما لم يحصل على أصوات تزيد على 40% من مجموع أصوات الناخبين، فما بالك بمجلس لم يحصل إلا على نسبة 24.85% من مجمل أصوات الكويتيين الذين يحق لهم الانتخاب؟

معنى هذا الكلام أن هناك 75% من المواطنين الكويتيين لم يدلوا بأصواتهم، ورفضوا بصورة واضحة وأصروا على كشف التلاعب الذي حدث في إجراءات وأصول الانتخابات الديمقراطية التي تنص أو تضفي على هكذا مجلس صفة "مجلس ديمقراطي" ما لم يحصل على 40% من مجموع أصوات الناخبين.

 لقد كرر بعض أعضاء مجلس أمة الصوت الواحد مقولة أن انتخابات الصوت الواحد انتخابات ديمقراطية ومعمول بها في جميع دول العالم التي تطبق النظام الديمقراطي، كما ذكروا أن تلك الانتخابات تمت حسب قواعد اللعبة الديمقراطية، وأعطوا رأيهم قياسا على ما يحدث في الدول الأخرى التي تجري فيها انتخابات الصوت الواحد، وذكروا أن ما جرى في الانتخابات الأخيرة يحدث مثله في الدول الديمقراطية ذات النظام الديمقراطي العريق؛ دون ذكر أن تلك الانتخابات ينزل فيها المرشحون كقائمة واحدة تمثل ذلك الحزب مع معرفة الكل ألا وجود للأحزاب في الكويت، وأن العمل بها غير مرحب به إن لم يكن غير مسموح.

 وما دام نظام الأحزاب غير معمول به فالبديل هو انتخابات الأربعة أصوات لكل مرشح، ويفوز من يحصل على أعلى نسبة من أصوات الناخبين في المناطق الخمس.

تكرار مقولة ديمقراطية انتخابات مجلس أمة الصوت الواحد بهذه الصورة يدل على أن من يتبنى هذا الرأي ويصر عليه يتبناه لغرض أو لمصلحة شخصية، ولا ينظر إلى مصلحة بلده، ودون أن تكون لديه نظرة واقعية لمصالح 75% من الشعب الكويتي، ودون أن تكون لديه قناعة تامة بأن نسبة الـ75% من الذين لم يصوتوا في الانتخابات الأخيرة لهم الحق بحكم ونظام ديمقراطي.

back to top