رئيس «منتدى الوسطية» في المغرب

نشر في 31-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 31-07-2013 | 00:02
د. محمد طلابي: التيار الإسلامي سينجح رغم أنف العلمانية المتطرفة

أكد المفكر الإسلامي المغربي د. محمد طلابي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة «فاس» ورئيس «منتدى الوسطية» في المغرب، ألا خوف من غلو الحركات الإسلامية، لأن التاريخ علمنا أن الغلو والتشدد إلى زوال، ومثلما نطالب الإسلاميين بوأد التطرف علينا أن نطالب العلمانيين بنبذ المغالاة في العلمانية، لأن لها خطر الإسلام المتطرف نفسه.
ويؤمن طلابي بأن القاعدة الشعبية مع الحركات الإسلامية، وأن من يقول غير ذلك مخطئ، مؤكداً، في حوار أجرته معه «الجريدة» أثناء زيارته الأخيرة إلى القاهرة، أن المعارضين للتيار الإسلامي يتخبطون اليوم مثل الدجاجة المذبوحة.
كيف ترى تزايد هجمة بعض المحسوبين على الدين الإسلامي وقولهم إن ثمة رابطاً واضحاً بين الإسلام والتطرف؟

تزايد حدة الاتهامات الموجهة ضد الإسلام بأنه دين التطرف والعنف هو نوع من تداعيات موجة جديدة من موجات تشويه صورة الإسلام الذي يقوم على الوسطية والاعتدال، وتعمد الخلط بين هذا الدين الحنيف ومبادئه السمحة، وبين الحركات والاتجاهات الإسلامية.

 سواء كانت تلك الحركات على حق أم لا، فلا يجوز الربط بين ما تفعله سياسياً والإسلام، بل إن الوقت مبكر للحكم على تجربة التيارات الإسلامية في العمل السياسي، بخاصة بعد وصولها إلى السلطة في بعض دول الربيع العربي، لأن المنتمين إليها لم يأخذوا حتى الآن الفرصة الكاملة لنحكم على أدائهم بالفشل، فيجب أن نعطيهم ولاية كاملة قبل الحكم عليهم، ونستطيع أن نحدد في النهاية نسبة النجاح ونسبة الفشل، لكن، عموماً، البداية كانت إيجابية، ونستطيع  القول إنهم نجحوا في البدء في بناء الدولة الديمقراطية التي نسمع فيها صوت المعارضة يعلو بشدة، ودون أدنى قلق أو خوف، ولم تعد هناك حصانة لأي مسؤول، مهما كان منصبه، وهذا مهم جداً ويعدّ مكسباً مهماً للغاية، إذ يبدو واضحاً تنمية روح العزة والكرامة عند الشعوب.

تراجع في الغلو

ولكن ثمة من يتخوف من الغلو الديني لدى الجماعات والتيارات السياسية التي تعمل بمرجعية دينية

أخالفك الرأي في هذا الأمر، فمن الواضح أن نغمة الغلو في تراجع مستمر، حتى التيار السلفي الذي يعدّ الأكثر تشدداً في التيارات يتراجع يوماً بعد الآخر عن تشدده وغلوّه. بعدما كان يكفر الديمقراطية وظل عقوداً طويلة يرفض تلك التجربة، عاد اليوم يقول إن الديمقراطية حلال ويشارك فيها، وبعدما كان يقول إن الحزب حرام والنقابة حرام أصبح يؤسس إضراباً ويشارك في العمل النقابي، وتراجع السلفيون عن تبني الفكر التكفيري، وهذا نجاح كبير للغاية وثمرة يجب أن ننميها ونحافظ عليها، كي لا يتراجع هؤلاء عن تلك الأفكار البناءة التي قلصت ساحة الغلو الإسلامي.

 

ثمة من يرى أن الغلو العلماني خطر يهدد المجتمعات العربية والإسلامية، في ظل وصول الإسلاميين إلى الحكم، فهل تؤيد هذا الرأي؟

هذا أمر بديهي، لكنني متفائل بأن الغلو العلماني سيتراجع آجلاً أو عاجلاً، على سبيل المثال لا يوجد تيار علماني اليوم يستطيع أن يجاهر برغبته في استئصال التيارات الإسلامية أو يطالب بإقصائها عن العمل السياسي أو يعلن رفضه للبرامج الإسلامية، ولا بد من أن نعترف أن على الجميع التوقف عن الغلو الفكري، سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين.

غير صحيح

لكن ثمة أحداثاً شهدتها مصر وتونس، على سبيل المثال، تؤكد تخوفات كثيرين في الداخل والخارج من سيطرة الإسلام السياسي على مقاليد الحكم.

 غير صحيح، وأتهم الحركات العلمانية بممارسة غلوها ضد الإسلاميين، فالمتطرفون علمانياً يستخدمون أبواقهم الإعلامية على المستويات كافة، وكذا الحركات الحقوقية والقانونية، للطعن في أداء الحركات الإسلامية سياسياً، ورغم ذلك نحن واثقون بأن ذلك التخويف لن يؤثر على المجتمع العميق، فالخوف من الحركات الإسلامية وتجربتها يقتصر على المجتمع القشوري، بما فيه من غوغائية وتشويش على الإسلام.

كذلك أؤكد أن التيار الإسلامي سينجح في النهاية رغم أنف العلمانية المتطرفة، وسأعطيك مثالاً، منذ عشر سنوات والإعلام الذي ينتمي إلى العلمانيين يهاجم التجربة الإسلامية بشدة حتى تخيلوا أنهم قضوا عليها، وكانت المفاجأة أن الانتخابات الأخيرة في المغرب جاءت في صالح الأحزاب الإسلامية، هكذا لن يكون لهذا التخوف أثر كبير.

 في رأيي، العلمانية، في مهاجمتها التجربة السياسية الإسلامية اليوم، تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهي مثل دجاجة مذبوحة تضرب بجناحيها هنا وهناك، قبل أن تخمد تماماً. أؤكد أن التيار الإسلامي المتشدد إلى انكماش لأن الأمّة بطبيعتها تعشق الوسطية، وبالتالي الوسطية هي التي ستسود في النهاية.

بماذا تفسر خوف الأقليات غير المسلمة من الإسلام، على رغم أنها تعيش في مجتمعاتنا منذ مئات السنين ولم تتحدث عن خوفها من الإسلام قبل اليوم؟

المشكلة القائمة اليوم أن العرب والمسلمين يخوضون معركتين إحداهما مع النفس‏، والأخرى مع الغرب‏، فقد تصاعدت في السنوات الأخيرة حملة ظالمة تماماً وبعيدة عن العدل والإنصاف، تشوه صورة العرب والمسلمين، وتخلق انطباعاً خاطئاً بأن حضارتهم وثقافتهم نقيضتان للحضارة والثقافة الغربية، والخطأ الذي ترتكبه الأقليات غير المسلمة اليوم هو الربط بين المسلمين والعنف، على رغم أن القتال في الإسلام محكوم بصرامة وبنصوص صريحة تجعله يمارس في أضيق الحدود وفي حالة الضرورة ورد العدوان‏، وأن الإسلام وضع قانوناً للحرب يتفق تماماً بل يزيد على ما يقره هذه الأيام القانون الدولي الإنساني.

 لا بد من أن نوصل رسالة واضحة للأقليات غير المسلمة التي تعيش بيننا، مفادها أن التعاون بين جميع المؤمنين على اختلاف أديانهم أمر ممكن، في ظل القيم المشتركة، وهذا التعاون لا يعني تخلي أحد عن معتقداته وثوابت حضارته، و‏أن الإسلام أكبر وأشمل وأكثر عدلاً وحكمة من تلك الحركات التي تروج للعنف باسمه، فهو دين المحبة والسلام والتعايش ودين «إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، ودين «لا إكراه في الدين».

لكن أخيراً بدأ المسيحيون العرب يعيشون حالة خوف وقلق فماذا نقول لهم كي يهدأ بالهم؟

لا بد من أن يعي المسيحيون العرب حقيقة أن الإسلام نفسه ركز على المؤمنين كصفة أساسية للمسلمين، كما في قوله تعالى: «لا تقولوا أسلمنا بل قولوا آمنا»، كما أنه دين للمسلم والتسامح مع أهل الكتاب والذين قالوا «إنّا نصارى»، ووصفهم بأنهم أكثر الناس مودة للذين آمنوا، وهذا ما جرى عندما عاش المسلمون والمسيحيون، جنباً إلى جنب، وفق العهدة العمرية الشهيرة وغيرها لأكثر من 14 قرناً، من دون أن يتعرض أحد لهذه اللحمة الحضارية أو لكنائس وأديرة وممتلكات المسيحيين. حتى اليهود عاشوا بسلام وأمان في العهود الإسلامية وفي الأندلس، إلى أن قامت إسرائيل وأوجدت أجواء العداء والكراهية بين أبناء الديانات السماوية.

وما المطلوب من التيارات الإسلامية لوقف التشدد في صفوف المنتمين إليها؟

لا بد من اعتماد الوسطية في كل شيء، واعتبارها المدخل الأساسي لتقديم البدائل الإسلامية لحلّ كل مشكلاتنا، ولا بد من أن ترفع التيارات الإسلامية مبدأ المصالحة الوطنية وتقصي جانباً أي فكر انتقامي، ومن التحاور بين الجميع، مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية والمذهبية، داخل الوطن الواحد.

تتطلب تلك المصالحة الوطنية أن يشارك الجميع في وضع الأساس القوي من أجل نهضة الوطن، وهذه هي الدولة الديمقراطية الحديثة، لذا على جماعة «الإخوان المسلمين» والسلفيين في مصر، مثلاً، أن يعملوا على مصالحة التيار العلماني الوطني، وعدم إقصائه من الساحة، فمشاركة الجميع في بناء دستور توافقي يعبر عن طموح المجتمع المسلم والمسيحي، هي عنوان المصالحة في هذه اللحظة. ولا بد من إشراك كل الطاقات والخبرات، سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، في إدارة شؤون الدولة الجديدة، وذلك يتطلب أن يتم اختيار المسؤول بمعياري الخبرة والثقة، ومعيار الثقة مهم للغاية شرط وجود حد أدنى من الخبرة والعكس مرفوض.

الوسطية والتطرف

الوسطية... كيف نسهم في انتشارها لتمهد الطريق أمام الأمة للتخلص من تغوُّل المتشددين والمتطرفين الذين يستخدم الغرب أفكارهم لتشويه الإسلام؟

لا بد من تثمين عمل وممارسة التيارات الإسلامية المعتدلة، وأنا واثق تمام الثقة بأن الواقع التاريخي الذي نعيشه اليوم سيفرض على الجميع الاعتدال، لأن تاريخ الأمة أثبت أن الأفكار الهدامة المتشددة تمضي بمرور الزمن وتختفي من الساحة وتطويها غياهب النسيان، فالمذهب الخوارجي، على سبيل المثال، كان موجوداً وحاول نشر أفكاره، ولكن الوسطية كانت أقوى فانقرض مذهب الخوارج، لأن الأمة تسير على منهج الوسطية، فقانون التاريخ سيحكم باضمحلال التيارات المتطرفة وهو ما يطمئننا، ولا بد من أن نؤمن بأن التطرف إلى زوال حتماً، ولكن علينا أن نستوعب أصحاب تلك الأفكار الشاذة ونتحاور معهم ونقنعهم بخطأ أفكارهم وخطورتها والتعامل معهم بالحسنى من أجل دفعهم نحو الاعتدال.

ماذا تقول للأصوات الغربية التي تتعالى نبرتها بالتخويف من الإسلام؟

أقول لها إن العداء للإسلام خطأ قاتل وإن محاولاتها لنشر العلمانية المتطرفة في بلادنا ستبوء بالفشل، فالعلمانية نجحت في الغرب لأن المناخ والبيئة كانا مهيأين لذلك، أما في ديار الإسلام فالعلمانية لا مكان لها.

على الجانب الآخر لا بد على الداخل الإسلامي التوقف عن التصريحات العنترية باسم الإسلام لأنها تُخوِّف الناس من الدين الإسلامي، وعلى وسائل الإعلام العربية والإسلامية التأكيد، من جانبها، على نبذ الإسلام للعنف وإيصال رسالة محددة لغير المسلمين في الداخل والخارج، مفادها أنه عند مناقشة أي قضية من القضايا الدينية، خصوصاً قضية العنف والتطرف، ينبغي الحكم على الإسلام، أو غيره من الأديان، بناءً على المبادئ والتعاليم التي ينص عليها هذا الدين، وليس بناءً على تصرفات وأفعال من ينسبون أنفسهم لهذا الدين، وينبغي أن نضع خطاً فاصلاً بين ما ينادي به الإسلام، وبين ما يقوم به بعض من يُسمُون أنفسهم مسلمين، أو يدّعون أنهم يمثلون الإسلام.

 لا بد من أن نؤكد للجميع، مسلمين وغير مسلمين، أن علماء المسلمين ذوي المكانة المرموقة الذين يمتلكون معرفة لازمة لفهم وتفسير التعاليم الإسلامية بشكل صحيح، هم مؤهلون لتوضيح موقف الإسلام إزاء هذه القضايا، وشرح النصوص التي توردها المصادر الإسلامية في هذا الصدد، وليس بعض الناقدين الذين يستترون تحت مسمى الخبراء والذين قد تتأثر آراؤهم وتفسيراتهم والنتائج التي يخلصون إليها بتحيزات مسبقة  أو بالأفكار السائدة في المجتمع.

كيف ترى نظرة الغرب إلى الإسلام بعد ثورات الربيع العربي؟

لا بد من أن نعترف بأن حضارة الغرب زائفة من الأساس وقامت على أركان ومبادئ غير سوية، لهذا فقد انقلب الترحاب الذي قابلت به دول الغرب ثورات الشعوب العربية إلى تخوفات، فور الإعلان عن اختيار هذه الشعوب للمنهج الإسلامي، لأن الغرب  كان يريدنا أن نستعمل نظرياته غير الإنسانية والقائمة على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الذي يقوم على أن السياسة لا تضاهيها الأخلاق، وأن البقاء لا بد من أن يكون دائماً للأقوى. لكننا نقول له إن الدين الإسلامي قدم لنا منهاجاً قوياً في التعامل مع مشكلاتنا، بعيداً عن نظريات الغرب  الهدامة وبعيداً عن تأييده غير العقلاني للكيان الصهيوني الذي يتبنى عقيدة الدمار الشامل القائمة على أن عودة المسيح تقوم على عدة شروط أهمها: عودة اليهود شعب الله المختار إلى فلسطين وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.

تطبيق الشريعة

ما رأيك في من يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية اليوم في دول الربيع العربي؟

هذا الموضوع يتطلب أولاً أن ننشئ نظرية مفهوم الدولة، أو بمعنى آخر الدولة التي نريدها من حيث الشكل أو المضمون مهم جداً، فلابد من تحديد هل نريد الدولة الدينية أم العلمانية أم الدولة الإسلامية، وفي تقديري فإن الدولة المطلوبة اليوم هي الدولة المدنية ذات الخلفية الإسلامية. الدولة العلمانية مرفوضة وكذلك الدولة الدينية لأنها ترفض معطيات المجتمع الحديث، وفي الدولة العلمانية فصل تام بين الدين والسياسة.

أما الدولة الإسلامية فهي تلك الدولة التي تشارك الأمرين، ولذا علينا أن نبني الدولة المدنية، فنحن لا نكره أحداً على الدين، نريد دولة مدنية نحرر فيها السياسة من الفقه، لأن السياسة حكم المتغير، بالتالي تطبيق الشريعة لا يجب أن يكون بالإكراه وإنما يكون بالقابلية، ونترك الأمر للشعوب. فإذا كانت الشعوب تريد تطبيق الشريعة يتم تطبيقها، ونتدرج في تطبيقها ونضع مراحل منظمة لتطبيقها.

 وأعود فأؤكد أن العصر الحالي يحتم علينا تطبيق مفهوم الدولة المدنية أما تطبيق الشريعة في التو واللحظة ففيه تجنٍ كبير على الإسلام، لأن التطبيق يتطلب توافر القابلية الشعبية لذلك التطبيق، فإن لم تتوافر القابلية لا يمكن تطبيق الشريعة، وفي عهد الرسول (ص) نزلت الآية التي تنبه المسلمين إلى تحريم الخمر، لكن ذلك جاء بالتدريج، وهذا ما يعرف الآن باسم فقه الواقع، فالأحزاب الدينية الموجودة على الساحة اليوم مطالبة بأن تمتلك فقه النص وفقه الواقع، إذ لا يكفي أن يكون ثمة عالم دين كي يدلنا على النصوص الواجب تطبيقها، بل لا بد من توافر علماء العلوم الأخرى لتنزيل فقه الواقع على الحياة المعاصرة.

التطرف مع النساء

يتحجج الرابطون بين الإسلام والتطرف بأن القرآن أباح ضرب النساء وبهذا فإنه يحض على العنف فكيف تردّ على هؤلاء؟

نقول لهؤلاء إن نبي الإسلام محمد (ص) أمر المؤمنين بحسن معاملة النساء، فيقول (ص): «استوصوا بالنساء خيراً»، وكذا يقول: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر». وقد حرم النبي (ص) توجيه الإهانات اللفظية فقد ورد أن رجلاً سأل النبي (ص): يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت».

أما إذا عصت المرأة زوجها ورفضت أن تؤدي حقوقه، فإن الإسلام أمر باتباع بعض الأساليب التي من شأنها أن تقنع المرأة بالعدول عن سلوكها السيئ، يقول الله عز وجل: «وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً». (النساء: 34).

وقد حرم الإسلام على الزوج أن يضرب زوجته على وجهها، أو أن يضربها بقبضته، أو بشيء في يده أو بأي شكل قد يتسبب في ترك آثار، كما أن الإسلام قد أمر الزوج باللجوء للضرب فقط عندما يكون هو الخيار الأخير، وعندما يجد ألا سبيل هناك غيره، ويشترط أن يكون الضرب خفيفاً، والقصد منه عودة العلاقة بينهما، أما إذا باءت كل تلك الطرق بالفشل، فإن الإسلام يحث الأقارب على التدخل للإصلاح بين الرجل وزوجته، على أن يكون هناك مصلح من طرف الزوج ومصلح من طرف الزوجة لضمان حقوق الطرفين. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: ما ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خادماً له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.

في سطور:

- ولد الطلابي في  10 أكتوبر 1953م، في إقليم خريبكة في المغرب.

- في بداية حياته العملية تأثر بالتيار اليساري إذ كان عضواً في الكتابة الوطنية (المكتب السياسي) لـ «منظمة العمل الديمقراطي الشعبي اليسارية» قبل الاستقالة منها والالتحاق بالحركة الإسلامية  «غشت» عام 1998، ثم عضوا في اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم التي تشكلت عام 1995 في قبة البرلمان قبل إقالتها من طرف رئيس الدولة.

- أحد الأعضاء المؤسسين لـ «المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في المغرب»، وأحد الأعضاء المؤسسين لـ «الجمعية المغربية للبيئة والتنمية»، وعضو سابق في مكتبها الوطني قبل الاستقالة.

- يشغل حالياً، بالإضافة إلى عمله الجامعي، مدير «الفرقان»، مجلة مغربية إسلامية.

- عضو المكتب التنفيذي لـ «حركة التوحيد والإصلاح»، عضو المكتب الدائم لـ «منتدى  الوسطية العالمي» (مقره عمان)، ورئيس «المنتدى المغربي للوسطية»، وعضو مجلس الرئاسة لـ «الاتحاد الوطني للشغل» في المغرب.

- عضو سابق في المكتب التنفيذي لـ «منتدى الكرامة لحقوق  الإنسان» (منظمة حقوقية بمرجعية لإسلامية)، وعضو سابق في الكتابة التنفيذية لـ «مؤسسة المهدي بن عبود للدراسات والأبحاث والإعلام»، وعضو «المؤتمر القومي الإسلامي».

back to top