طفلك والمائدة... كوني خير مثال

نشر في 21-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-03-2013 | 00:01
No Image Caption
أظهرت دارسة جديدة رابطًا بين التصلب المتعدد والسمنة، ما يمنحك سببًا إضافيًّا لتصري على عادات تناول الطعام الجيدة عندما يكون أولادك صغار السن.
كشفت دراسات عدة أن نظرة الأولاد إلى خسارة الوزن، ممارسة الرياضة، وتناول الطعام تتبع مسارًا محددًا يختلف باختلاف الحاسة الأقوى لديهم. من الواضح أن العادات التي تتبعها العائلة لها تأثير كبير. لكن طريقة نقل هذه العادات إلى الولد قد تزيد من حماسته أو تدفعه إلى الرفض والمقاومة.

يميل الولد، صاحب حاسة اللمس القوية، إلى اتباع العادات كلها أو رفضها جميعها. كذلك يفضل الكمية على النوعية. يحب المأكولات السريعة أو على الأقل التي تؤكل بسرعة. قد يرفض ولدك التمرن بمفرده، لكن عندما يمارس الرياضة ضمن مجموعة، يطلق العنان لطاقته. لذلك تشكّل مشاركته في نشاطات جماعية الطريقة الأسهل لتساعديه في الحفاظ على وزن سليم. لا تعلقي أهمية كبيرة على خسارة الوزن أو تخصصي له مأكولات محددة. يكفي أن تتناول كل العائلة غذاء صحيًّا. ضعي بعض القواعد العامة التي يتبعها كل أفراد العائلة (يحب هذا النوع من الأولاد القواعد)، مثل تناول السلطة أولاً في كل وجبة والحلوى بعد القيام بنشاط عائلي، مثل السير إلى متجر المثلجات أو لعب الكرة. احرصي على أن يتمرن كامل أفراد العائلة معًا إن أمكن، أو أشركي ولدك في فريق رياضي للعب كرة القدم أو السلة.

يميل الولد، الذي يملك حاسة نظر قوية، إلى تقليد الناس من حوله. لذلك إن كنت ممتلئة الجسم قليلاً، فربما آن الأوان كي تفكري في المثال الذي ترسمينه لأولادك. لا داعي لأن تخسري كمية كبيرة من الوزن. المهم أن تكون حياتك صحية. يجب أن يكون جسمك سليمًا، لا نحيلاً. واحرصي على أن يتحلى المشاهير الذين تفضلينهم، مثل الشخصيات العامة أو الممثلين أو الرياضيين، بوزن صحي. عندما يكبر الأولاد، الذي يتمتعون بحاسة نظر قوية، يميلون إلى التركيز على النحافة، لا الصحة، علمًا أنهما مختلفتان تمامًا رغم تشابههما أحيانًا. لذلك من الضروري معالجة المشكلة في سن مبكرة كي لا يفرط الولد في التركيز على المظهر. من المهم أيضًا رسم نموذج للسلوك الصحي بصريًّا. على سبيل المثال، يترك استخدام آلة المشي في المنزل انطباعًا أكبر في الولد من التوجه إلى النادي الرياضي، لأنه يستطيع أن يراك وأنت تتمرنين. كذلك يتأثر برؤيتك تختارين حصة حلوى صغيرة أكثر مما لو رفضت تناول المأكولات السريعة.

في حالة الولد الذي يملك حاسة سمع قوية، عليك التنبه لكل ما تقولينه ولطريقة تكلمك مع الآخرين عن وزن أولادك. من الضروري أن تتحدثي عن المسألة كما لو أنها عملية تدريجية، لا حاجة مطلقة. يجب ألا تقولي إن ولدك «يعاني زيادة في الوزن»، بل إنكما تحاولان «تعلّم كيفية التحكم في جسمكما بشكل أفضل»، «تعلّم كيفية الإصغاء إلى الجسم»، «الاستماع إلى ما يحتاج إليه الجسم من تمارين»، و{ترك الجسم يعبّر عما يفرحه». أوضحي لولدك أن جسمنا لا يفصح أحيانًا عما يريده ويعطينا إشارات متضاربة. لذلك من الضروري الإصغاء إليه بصبر. أخبريه أننا عندما نتناول طعامًا صحيًّا نسمع جسمنا بشكل أفضل. ولا شك في أنك باستعمال كلمات وتشابيه ترتبط بالسمع تنجحين في نقل الأفكار التي تريدينها إلى الولد، تساعدينه في تطبيقها على تجربته مع جسمه بطريقة محبة ورقيقة، وتشجعينه على تناول طعام صحي وممارسة الرياضة.

يميل الولد، الذي تكون حاسة الذوق أو الشم لديه الأقوى إلى ربط الطعام بالعواطف، وذلك لأن منطقة الشم والذوق في الدماغ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة العاطفية. لذلك من الطبيعي أن ينكب على تناول الشوكولا عندما يشعر بالحزن، أو يرغب في تناول كعكة مميزة حين يكون سعيدًا. نتيجة لذلك، من الأهمية بمكان ربط الطعام الصحي والتمارين بالعواطف، خصوصًا إن كان الولد يمرّ بمرحلة عاطفية جدًّا. فمن الممكن الاحتفال بعيد ميلاده بالقيام بنزهة ممتعة، فضلاً عن الحلوى. وتستطيع الجدة أن تحضر معها سلة من الفاكهة والخضار اللذيذة بدل الكعك والحلوى. ويمكن الاستمتاع أيضًا بتحويل الأطباق الصحية إلى شخصيات مضحكة، مثل يسروع من العنب، أو سندويتش من زبدة الفستق على شكل نجمة، أو طبق من الفاكهة على شكل وجه ضاحك.

back to top