«محبوبي أنا»... الهواة يصنعون برنامجاً

نشر في 18-10-2013 | 00:02
آخر تحديث 18-10-2013 | 00:02
ما الذي يجعل محطة مثل «أم بي سي»، تستغل نجاح برنامجي الهواة «أراب ايدول» و The Voiceفي برنامجها الجديد {محبوبي أنا}، هل رغبة منها في خدمة الأصوات الجديدة، أم خدمة للفنانين الذين يعانون أزمة لشح الحفلات وتوقف سوق الألبومات، لا سيما أن أحداً منهم لا يرفض طلب محطة معروفة بسخائها تجاه الفنانين؟
{محبوبي أنا} عبارة عن حوار فني يدور بين أحد الهواة الذين نجحوا في برامج اكتشاف المواهب الجديدة مثل The Voice ، {أراب أيدول}... وبين أحد النجوم في عالم الغناء، يركز على المشوار الفني للنجم والنصائح التي يقدمها لمحاوره صاحب الصوت الواعد، عدا عن الأغنيات المشتركة التي يؤديها الاثنان على شكل ديو، والأغنيات المنفردة لكل منهما على حدة.

لا شك في أن البرنامج خطوة ذكية من قناة {أم بي سي}، فهي تستثمر نجاح The Voice و{أراب أيدول» في هذا البرنامج الذي يقدم نجوم الصف الأول في العالم العربي، بعدما أصبح معظمهم من أسرة «أم بي سي» كونهم أعضاء لجان تحكيم دائمين في المحطة .

 يصب نجاح البرنامج في مصلحة الهواة أكثر منه في مصلحة النجوم، فالنجوم الذين تكرر ظهورهم على الشاشة لأسباب مادية بحتة، نظراً إلى قلة الحفلات والنشاطات الفنية في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن العربي، لا منفذ لديهم سوى البرامج المدفوعة الأجر خصوصاً إذا أعدتها مؤسسة سخية مع ضيوفها.

سكة فنية جديدة

اعطى الفنان كاظم الساهر فرصة ذهبية للمشتركة يسرا محنوش عندما جمعهما البرنامج سوياً. صحيح أن يسرا كانت من ضمن فريق كاظم الساهر في برنامج The Voice ، ومن الطبيعي أن يشجعها، لكن معروف أن الساهر يدرس إطلالاته التلفزيونية ولم يمضِ على ظهوره وقت طويل عبر {أم بي سي} في برنامج {بحلم بيك}، ومعروف أن يسرا محنوش سبق أن شاركت في برنامج {سوبر ستار} ووصلت إلى النهائيات من دون أن تفوز باللقب، كما حصل في برنامج The Voice. يسرا صاحبة صوت جميل لكن يبدو أن الكاريزما التي تقتقدها تحول دون تحقيق حلمها في الفوز باللقب.

 في المقابل ظهرت كارمن سليمان، ابنة الـ {أم بي سي} والفائزة ببرنامج {أراب أيدول} في دورته الأولى، إلى جانب انغام، ورغم جمال صوت كارمن ونعومتها وإطلالتها البريئة، إلا أنها ما زالت مشروع نجمة، رغم الدعم الذي تحظى به من الـ {أم بي سي} التي أنتجت لها أغنية، والجلسات الخليجية التي سجلتها. ففي الحلقة التي جمعتها بأنغام شعر معظم المشاهدين بالحاجة إلى الاستماع إلى أنغام التي نادراً ما تظهر في حوارات تلفزيونية، فجاءت الحلقة لصالح انغام بالمقاييس كافة.

 أما الحلقة اللبنانية التي جمعت زياد خوري، مشترك {أراب أيدول}، وعاصي الحلاني فبيّن زياد أنه موهبة بحاجة إلى من يدعمها، فالشاب مشروع مطرب جيد، لكن يبدو أنه لم يجد، حتى الآن، من يمسك بيده ويقدم له الأغنية التي يمكن أن تضعه على السكة الفنية الصحيحة.

 أما مثله الأعلى عاصي الحلاني فكان كلامه تكراراً لما نسمعه منه في الآونة الأخيرة حول أعماله الخيرية والوطنية واهتمامه بالقضايا الاجتماعية. كانت الحلقة بلا شك لصالح زياد الذي جعلنا نشعر مدى حاجة الوسط الفني اللبناني إلى صوت مثل صوته.

 لا يقل أحمد جمال حظاً عن زميله زياد خوري، فجمال كان أحد المرشحين بقوة للفوز بلقب {أراب أيدول} أمام محمد عساف، وقد راهن كثيرون على فوز أحمد جمال، واليوم يراهنون على قدرته على بناء نجوميته بعيداً عن {أم بي سي}، خصوصاً أنه يحظى بدعم من الموزع الموسيقي المعروف حسن الشافعي، وهو في الأساس أستاذ في الموسيقى، ويدرك كيف يختار أغنياته. لم يتنظر فرصة من {أم بي سي}، بل بدأ بالفعل تحضير أغنيات خاصة به لإطلاقها في الأسواق، كان محبوبه صابر الرباعي الذي طغت أخباره وزوجته إخلاص واشتراكها في آخر كليب صوره وانتظارهما حدثاً سعيداً، على أخباره الفنية، لذلك كانت الحلقة حلقة أحمد جمال.

تحديات النجومية

 الحلقة الأكثر إثارة للجدل لغاية الآن هي التي جمعت محمد عساف، حامل لقب برنامج {أراب أيدول} هذا العام، وشيرين عبد الوهاب. ربما كانت نوعاً من الفضفضة بين صوتين صنعهما الحرمان، عنوانها: سر الإبداع يأتي من الحرمان.

 لا شك في أن كاريزما محمد عساف تعادل كاريزما شيرين عبد الوهاب، لكن شيرين مرتاحة كونها مطربة حققت أحلامها وقلبت الشهرة حياتها، رأساً على عقب، فيما محمد عساف في بداية الطريق، ومحاصر بألقاب تتجاوز، بمراحل، عمره الصغير، فهو سفير للنوايا الحسنة وحامل لجواز دبلوماسي ويقيم في منزل فاخر في دبي ويستعد لإطلاق ألبوم تحت إشراف راشد الماجد، لكن لم يظهر محمد عساف أنه سيكون نجماً من الصف الأول من خلال أي عمل فني.

 البعض يقول: {علينا الانتظار ليظهر محمد عساف في أغنيات خاصة لنحكم بالفعل على نجوميته، لا سيما أن كثراً أحبوه لأنه آت من أرض فلسطين الحبيبة ووحّد الفلسطينيين بفوزه، ولكن هذا التعاطف خفّ يوماً بعد يوم إلى أن اختفى بشكل شبه نهائي، ولم يعد أمام محمد عساف، اليوم، سوى إثبات أنه فنان حقيقي يستحق اللقب الذي ناله. هنا يكمن التحدي الحقيقي له كصاحب لقب سعد به وشجعه العالم العربي بأسره}.

 يرى الناقد الفني أشرف شرف أن محطة {أم بي سي} شعرت ربما أنها تستطيع استغلال المواهب الجديدة والنجوم الكبار في آن، وأن الفرصة متاحة لتقديم برنامج يجمعهما سوياً ولكن بصيغة مختلفة.

يتساءل: هل يرغب الجمهور بمشاهدة هؤلاء النجوم، سواء كانوا من الكبار أو ما زالوا في بداية الطريق؟ ويضيف: {لا أعتقد ذلك لأن إطلالة النجوم تكررت كثيراً والجميع يلبي طلب المحطات، سواء كانت {أم بي سي} أوغيرها، طالما أن ثمة من يدفع مبالغ ويعوض مادياً عن قلة الحفلات، وأنا على يقين بأن معظم هؤلاء النجوم ربما رفضوا الاشتراك في هذا البرنامج، لو كان الوضع في الوطن العربي طبيعياً والحفلات الفنية في أوجها}.

في السياق نفسه يلفت إلى أن الفنانين لطالما أغدقوا وعوداً على الأصوات  المنضمة إلى فريقهم، فمنهم من وعد بتبنيها فنياً ومنهم من وعد بإشراكها في معظم حفلاته، وغيرها من الوعود التي لم يف الفنانون سوى بالنذر اليسير منها.

back to top