«الصبر زين»

نشر في 16-03-2013
آخر تحديث 16-03-2013 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي حين أكون واقفاً بسيارتي أمام إشارة المرور فإنها ما إن تضيء باللون الأخضر حتى تتعالى أصوات "هرنات" السيارات وتزداد مطالبة طوابير السيارات بالتحرك السريع.

وحين أكون جالساً في وزارة من الوزارات منتظراً دوري لإنهاء معاملة ما، فإنني سرعان ما أرى كثيراً من الذين يجلسون معي وهم يتذمرون ويتأففون من طول فترة الانتظار وبعضهم يبدأ برفع صوته محتجاً على هذا الوضع بالرغم من أنني أشاهد الموظفين أمامي وهم يعملون "بإيدهم ورجولهم" لتخليص معاملات المراجعين.

تلك هي بعض المشاهد اليومية التي نعيشها جميعاً التي تدل على نفاد الصبر عند كثير من الناس وتخليهم عن هذه الصفة العظيمة. ولم يعد للصبر وجود عند الكثيرين، وهو ما ينعكس سلباً على حياتهم وتصرفاتهم مع الناس، فالشخص عديم الصبر ستكون حياته مليئة بالهموم والمشاكل ولن يكون قادراً على تحمل متاعب الحياة الكثيرة ومسؤولياتها.

خذ على سبيل المثال مشكلة الطلاق في الكويت، فلا شك أن للطلاق أسباباً عديدة، ولكن أحد أهم تلك الأسباب هو قلة الصبر لدى الزوجين أو أحدهما على تحمل المشاكل البسيطة بينهما، فلا الزوج قادر على تحمل أخطاء زوجته ولا الزوجة قادرة أيضاً على تحمل أخطاء زوجها فتكبر المشاكل بينهما حتى تصل إلى الطلاق.

والأدهى والأمر من ذلك حين يصل نفاد الصبر عند الإنسان إلى حد يجعله يرتكب جرائم ضد غيره قد تصل إلى القتل، عافانا الله وإياكم، والصحف اليومية تشهد على ذلك.

إن الصبر خلق عظيم ذكره الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وحث عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو أساس كل فضيلة، فالحلم والأناة ما هما إلا صبر على الغضب، وكذلك العفة والوقار ما هما إلا صبر على انفلات الأخلاق وراء أهواء النفس. ولهذا من يفقد الصبر فسيفقد كل فضيلة في حياته وسيظهر مكانها مساوئ الأخلاق التي تؤدي به إلى مشاكل لا حصر لها. ولذلك ينبغي على الإنسان الحرص على التحلي بالصبر حتى يستطيع أن يعيش حياة مستقرة بعيدة عن الهموم والاضطرابات والمشاكل، فكما قيل سابقاً "الصبر زين".

back to top