انظروا إلى من هم أسفل منكم

   من أكثر الأمور الملاحظة في الكويت انتشار الحسد بين كثير من الناس على الرغم من كثرة النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا.

ولا شك أن الحسد داء خطير له أضرار كثيرة على المجتمعات، بل إنه يؤذي صاحبه قبل أن يؤذي غيره، فالإنسان الحاسد ليس مرتاحاً في حياته لأنه يتألم كلما رأى غيره في نعمة، ويتمنى زوال تلك النعمة من غيره، كما أن الحسد ينشر الكراهية والبغضاء بين الناس ويفكك المجتمعات، وأتذكر في هذا قول الشاعر:

لله در الحسد ما أعدله

بدأ بصاحبه فقتله

ولهذا فقد اجتهد كثير من المختصين والباحثين في إيجاد علاجات لمشكلة الحسد والقضاء على هذا الداء الفتاك، وتحدثوا عن كثير من الطرق والسلوكيات التي من الممكن أن تخلص الإنسان من داء الحسد. إلا أن هناك طريقة مثالية أكاد أجزم أنه لو اتبعها كل شخص فينا لانتهى الحسد فيما بيننا تماماً، تلك الطريقة موجودة في ديننا الإسلامي وتتلخص في قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "انظروا إلى من هم أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هم فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم" رواه البخاري ومسلم.

هذا الحديث النبوي الشريف هو بحق العلاج الأمثل والأفضل للتخلص من صفة الحسد، وذلك لأن أهم مسببات الحسد هو نظر الإنسان دائماً إلى من هم أعلى منه في المستوى المعيشي أو المكانة الاجتماعية دون أن يستشعر النعم الكثيرة التي يمتلكها هو، ولهذا فإن استمرار هذا الإنسان في النظر إلى من هم أعلى منه سيجعله يستصغر النعم التي عنده ويحتقرها ولا يؤدي شكر الله عليها فتزول منه سريعاً.

وعلى العكس تماماً هي حال من ينظر دائماً إلى من هم أقل منه في المستوى والمكانة المعيشية، فهذا الإنسان سيقدر نعم الله عليه ويعرف تماماً أن حاله أفضل من غيره، وأنه يمتلك نعماً يتمنى كثيرون أن يحصلوا عليها، وهو بذلك سيشكر الله تعالى على نعمه، وبالتالي سيبارك له الله فيها ويزيدها مصداقاً لقوله تعالى "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم".