الشركات تواجه أخطر احتمالات الفشل حين تبلغ القمة... وقد تصيبها لعنة الهيمنة على السوق!

نشر في 09-02-2013 | 00:10
آخر تحديث 09-02-2013 | 00:10
No Image Caption
وجد الباحثون أن النجاح فترة طويلة والبقاء على القمة يتطلبان «ثقافة الابتكار» والرغبة في المجازفة والتوق إلى مكافأة التفكير الجديد والتركيز على المستقبل وليس على الماضي.
يحفل عالم قطاع الأعمال بقادة سابقين بدا أن بعضهم لا يمكن قهره. ويشرح كتاب جديد مواطن الخطأ التي وقعوا بها وكيف يستطيع آخرون تفادي المصير ذاته.

وبغض النظر عن اسم ماركة الهاتف الذكي أو آلة التصوير الرقمية التي تستخدمها الآن، هل تعرف من الذي اخترع كل التقنية الموجودة فيها؟ لقد ابتكر العلماء آلات التصوير الرقمية عام 1975 ثم استمروا في إنتاج أكثر من 1000 ابتكار رقمي بما في ذلك أول جهاز استشعار ميغابيكسل من أكثر من 1.4 مليون بيكسل وأول صفيحة تصفية ألوان وأول طريقة ضغط صور وصلت الى قياسات JPEG standards جي بي اي جي. ما اسم تلك الشركة؟

اذا قلت إنها سوني أو سامسونغ أو أبل أو نوكيا أو ريسيرش ان موشن – التي تعرف الآن باسم بلاك بيري – أو أي شركة تقنية عملاقة في الوقت الراهن عليك أن تخمن من جديد. تلك الشركة كانت كوداك التي هيمنت في وقت ما على 90 في المئة من سوق الأفلام في الولايات المتحدة، وقد تجمدت أنشطة تلك الشركة فيما نشط مبتكرون آخرون أصغر حجماً في مجال التصوير الرقمي وسيطروا على حصتها. ونتيجة لذلك فقدت كوداك 87 في المئة من قيمتها في أكثر من عقد من الزمن ثم ما لبثت أن أشهرت افلاسها في السنة الماضية.

ويقول جيرارد جي تيليس الذي يقوم بتدريس مناهج الادارة في كلية مارشال التجارية في جامعة جنوب كاليفورنيا، مدير مركز الابتكار العالمي هناك إن «الشركات تواجه أشد أخطار الفشل عندما تكون في ذروة نجاحها. وقد تكون الهيمنة على السوق لعنة تعمي الشركات عن الاختراع الكبير التالي الذي يلوح في الأفق».

ويشرح كتابه الجديد بعنوان «الابتكار الذي لا يلين» كيف حدث ذلك على وجه التحديد. وقد قام تيليس وزملاؤه بدراسة أوضاع 770 شركة في 15 دولة شملت شركات مثل هيولت – باكارد وسوني وجنرال موتورز التي اجتذب نضالها العناوين الرئيسية. ووجد الباحثون أن النجاح لفترة طويلة ليس مسألة حجم أو عدد براءات الاختراع أو المبالغ المخصصة لاستثمارات البحث والتطوير بل ان البقاء على القمة يتطلب «ثقافة الابتكار» بما في الرغبة في المجازفة والتوق الى مكافأة التفكير الجديد والتركيز على المستقبل وليس على الماضي.

وطبعاً هذا شيء يسهل قوله وليس فعله، ويقوم تيليس بفحص كل العقبات بالتفصيل. غير أن الكتاب يوضح بجلاء كيف أن خلق ثقافة تهدف الى تعزيز المنتجات الحالية الناجحة هي السبيل الوحيد للعمل. ومحاولة شراء ذلك النوع من الثقافة لا تنجح في العادة لأنه الى أن يحين الوقت الذي تقرر شركة ما فيه الاستحواذ الاستراتيجي فإن الهدف يكون – كما يقول تيليس – إما مبالغ في سعره وتجاوز ذروته أو مختلف جداً لغرض التكامل والدمج بربحية.  وقد تفحص تيليس وفريقه من الباحثين أسعار أسهم الاستحواذ كما حدث مع «اي بي» على سبيل المثال التي أفضى استحواذها العاثر على سكايب في سنة 2005 الى خفض موجودات بقيمة 1.4 مليار دولار بعد سنتين – واكتشف الفريق ان شراء الشركات من أجل ابتكاراتها يفضي الى نتيجة سلبية في سعر سهم الشركة المستحوذة، فيما كان العكس صحيحاً بالنسبة الى أسهم الشركات التي عمدت الى تنمية ابتكاراتها الخاصة داخل مراكزها «ويكافئ السوق الابتكار العضوي الداخلي ويعاقب الاستحواذ الخارجي».

ما يضفي التشويق على كتاب «الابتكار الذي لايلين» هو العشرات من الدراسات الحيوية القصيرة التي ساقها تيليس فيه. وقد أشار الى «ثقافة الجمود» لدى شركة كوداك في ذروة مجدها والتي أسهمت في «تغذية نمو بيروقراطية مرعبة وحيث تم التقيد تماماً بقواعد عمل الشركة وكانت الاجتماعات تعقد لمناقشة القضايا وتفادي المواجهة التي كانت تعتبر غير ذات صلة بكوداك».  وفي ضوء نظرة  تيليس اذا كان ذلك يبدو مألوفا فإن شركتك عرضة للمتاعب، لاسيما اذا كان كل شيء جيداً فيها الآن.  

* (سي إن إن موني)

back to top