«لن يموت شعب لديه غرندايزر»

نشر في 28-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 28-08-2013 | 00:02
اختار فريق الراب اللبناني {أشكمان»، المؤلف من التوأمين محمد وعمر قباني، أن يرسم غرافيتي بعنوان «لن يموت شعب لديه غرندايزر» على أحد جدران بيروت.
{غرندايزر»، تلك الشخصية الشهيرة التي تنتمي إلى الخيال العلمي وابتكرها الياباني جو ناجاي في إطار مسلسل كرتوني قائم على صراع الخير والشر وجوهره المعركة الكبرى للوحوش الآلية الطائرة. أتى «غرندايزر» المعادل البديهي لـ{سوبر مان» الأميركي، كما لو كان الصورة المكتملة النضج لدراما الروبوت، فقد بدأ عرضه على التلفزيون الياباني عام 1975، في سلسلة حلقات كارتونية تنطوي على حبكة درامية عميقة ومنطقية علمية أوقع من سابقتها، إلا أن أهم ما ميَّز حلقات «غرندايزر» أنها أبرزت ملامح الواقع الياباني كافة في تلك المرحلة، وقد نرى أن اللونين الأبيض والأحمر (لونا العلم الياباني) يغلبان على الشكل الخارجي للصحن الذي يحمل «غرندايزر»، كذلك نرى أن التراث الياباني قد ألقى بظلال لا تخفى على أي مشاهد، سواء قصد جو ناجاي ذلك أو لم يقصد، فمظهر البطل الخارجي أشبه بصورة أحد محاربي الساموراي القدامى.

ترجم مسلسل غرندايزر إلى العربية في الثمانينيات، وكانت له شعبية كبيرة لدى الأطفال والمراهقين، وقد أدخلهم في عالم مملوء بالتخيلات وأحياناً الرومانسية.

غرافيتي فريق {أشكمان} الجديد لا تكلله ألوان الطفولة القزحية أو ألوان {غرندايزر} البطل الكرتوني بقرنيه المذهبين، بل رسمه {أشكمان} بالأبيض والأسود والرمادي وبعض الأحمر. يهدف {أشكمان} من الرسم القول: {في منطقة مليئة بالطغاة، الدكتاتوريات، الحروب والفساد، الشعب لا يؤمن بقادته ويبحث دائماً عن الأمل. البطل الوحيد الذي سينقذ هذا الشعب هو {غرندايزر»، بطل الشعب بلا منازع». كأن فريق «أشكمان» عاد إلى رموز طغت على الطفولة في مرحلة من المراحل، ليعيد البهجة إلى الطفولة نفسها، في زمن التضخم السياسي والطغيان والضياع والتشتت.

 وهذه ليست المرة الأولى التي يرسم فيها فريق {أشكمان} شخصية غرندايزر الكرتونية، فسبق أن طبعه على قمصان {تي شيرت} في تصميم خاص وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية أو العربية، كأن الأخوين قباني يعرّبان شخصية الروبوت العملاق من خلال بعض الإضافات كالكوفية وجملة {لم يمت شعب أنجب} وهي محوّرة من جملة {لن تهزم أمة أنجبت...}، والجملة المذكورة {شعبوية} كثيراً ما تقال للقادة والأولياء والصحابة.

 

ذكرى

يأتي غرافيتي غرندايزر لفريق {أشكمان} في وقت يستذكر بعض الصحف الفرنسية ذكرى ظهوره على شاشة التلفزيون الفرنسي، وقد شرعت السلسلة المصورة هذه الأبواب أمام انتشار ثقافة البوب اليابانية في أوروبا، ولم يحسب الأوروبيون أنه يُعد لاجتياح صناعة الترفيه اليابانية الغرب.  

وكثيراً ما يصمم فريق {أشكمان} ويرسم عبارات شعبية وغنائية واجتماعية وبيروتية مع أدوات حداثية وصناعية، وهو بات علامة تجارية خاصة بالفريق، علامة (ماركة) تقدم مجموعة من قمصان تواكب {الموضة} الشبابية المغايرة والمختلفة. وخبرة {أشكمان} في التصميم الغرافيكي، وفي صياغة الشعارات والأغاني، مكّنته من دمج الكتابات العربية والصور الحداثية والرسم، مع {المزاج} العامي والشوارعي اللبناني، ليضعاها جميعها مطبوعة على تي شيرت {أشكمان}.

ومن ابتكارات فريق {أشكمان} اللغوية {إن لم تكن أشكماناً أكلتك البوجيهات} و{كلن عندن سيارات وجدي عندو هامر} (أي سيارة هامر رباعية الدفع بدل الحمار)، و{فريد انطرش} بدل فريد الأطرش في إشارة إلى أحوال الغناء في لبنان، مازجين بذلك بين شغفهما بثقافة الهيب هوب واستثمارهما لاختصاصهما في مجال التصميم الغرافيكي، والفنيات المقتبسة من أفكار ثقافة البوب - آرت التي باتت أيضاً طاغية في الشارع اللبناني. وعلى نحو ما حول آندي وارهول الكولا إلى لوحة معروفة لجأ فريق {أشكمان} إلى ابتكار لوحة {الجوس}، المشروب المحلي اللبناني في لوحة على تي شيرت، الى جانب عبارات مثل {رضاك يا أمي}، و{الشارع لنا}، و{بيروت ما بتموت}.

back to top