ماذا بعد مجزرة الحويجة؟

نشر في 27-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 27-04-2013 | 00:01
 د. عماد الدين الجبوري في صبيحة اليوم الخامس من الحصار الجائر على أبناء الحويجة المعتصمين في ساحة الغيرة والشرف، وبعد معاناة الجوع والعطش والمرض، حيث منعت قوات المالكي الطائفية إدخال الطعام والماء والأدوية، وقطعت عنهم الكهرباء والاتصالات، شنّت هجومها الدموي فجر هذا اليوم الثلاثاء الموافق 23- 4- 2013، فقتلت العشرات وجرحت المئات واعتقلت الكثير من بين نحو خمسة آلاف مدني معتصم.

ولقد تمادت قوات المالكي في اختطاف الجرحى من مستشفى كركوك، ونقلتهم إلى جهة مجهولة، نحسبهم شهداء عند الله تعالى. فهذ السلوك المتطرف صار مألوفاً في ميليشيات العراق أو «شبيحة» الأسد في سورية.

ورغم أن وحشية وبربرية قوات المالكي قد ألغت بفعلتها الشنيعة وصول الوفد التابع للأمم المتحدة للإطلاع على أوضاع المعتصمين المسالمين في قضاء الحويجة، وكذلك أبطلت قدوم لجنة من نواب كركوك يرافقهم ضباط من الجيش والشرطة بتفتيش الساحة ليؤكدوا أن المعتصمين ليسوا مسلحين.

وفضلاً عن البيان الصادر من العلامة الدكتور عبدالملك السعدي بحق مجزرة الحويجة، والذي يدعو فيه إلى «الدفاع عن النفس» حيث: «في الوقت الحالي أصبح واجباً شرعياً وقانونياً، فدافعوا عن أنفسكم، ومن قتل دون ماله أو عرضه أو وطنه فهو شهيد».

وما أعلنه الدكتور غازي فيصل الناطق باسم «انتفاضة أحرار العراق» من ترك العمل السلمي والانضمام إلى الشعب وحمل السلاح ضد حكومة المالكي الطائفية.

إلا أن الجواب الحاسم الذي ينتظره أبناء الشعب العراقي الغيارى يأتي من أشاوس المقاومة العراقية الباسلة، فقد أصدر رجال الطريقة النقشبندية، المنضوية تحت لواء القيادة العلياء للجهاد والتحرير، ضمن ثلاثة تشكيلات  قتالية كبرى يقودها المجاهد عزة الدوري، بياناً هذا اليوم جاء في مستهله اعترافاً واضحاً والتزاماً صريحاً، حيث ينص على ما يلي:

«بأننا لم نستهدف أي عراقي أبداً طوال سنوات الجهاد والتحرير الماضية. ولقد تعهدنا بحماية المتظاهرين والمعتصمين من أبناء شعبنا الكريم في ساحات العزة والكرامة».

ثم يتطرق للقول: «وبعد أن قامت الحكومة الطائفية العميلة بمحاصرة ساحة الغيرة والشرف في الحويجة يوم 19 أبريل 2013. أنذرنا تلك الحكومة الطائفية بأن كل الخيارات ستكون مفتوحة أمامنا إذا ما ارتكبت حماقة، وادّعت واعتدت على أبناء شعبنا المعتصمين. واليوم قد طفح الكيل بجرائم تلك الحكومة الطائفية، ولقد بلغ السيل الزبى، بعد أن قامت ميليشياتها القذرة وجيشها الطائفي باقتحام ساحة الغيرة والشرف، وقتل وجرح المئات من المعتصمين المحاصرين العُزّل، والإجهاز على الجرحى والمصابين، ودهسهم بالسيارات».

ويصل البيان إلى التعبئة التالية:

«فقد أصدرنا أوامرنا لكل مجاهدينا في عموم قواطع العمليات بحمل السلاح دفاعاً» عن الدين والوطن والشعب. ويدعو منتسبي الجيش والشرطة وكل الأجهزة الأمنية «ليضنمنوا سلامتهم، ويحقنوا دماءهم» بأن ينفذوا فوراً الأوامر أدناه:

أولاً: أن يغادروا ثكناتهم ومقراتهم الحكومية فوراً وأن يتركوها مفتوحة الأبواب.

ثانياً: أن يترجلوا من عجلاتهم ويتركوها مفتوحة الأبواب.

ثالثاً: أن يلقوا أسلحتهم ويسلموا أنفسهم إلى المقاومة الوطنية المسلحة فوراً.

وإن «مَنْ لم ينفذ هذه الأوامر، فهو هدف لنيران المقاومة المسلحة، وسيتم القصاص العادل منه فوراً، ليكون عبرة لكي معتدٍ أثيم».

ولعل ختام هذه الأوامر بهذه العبارة: «فهذه ساعة الحسم». تعني لنا وللكثيرين أهم ما وصلت إليه قرارات المقاومة العراقية حالياً حيث نرجو من الله تعالى أن يكون هذا العام هو عام الحسم بنصرة الحق وزهق الباطل.

وخلال السنوات العشر الأخيرة وبشهادة ما جرى على أرض الرافدين، لا يوجد أصدق قولاً من أبطال المقاومة العراقية الذين ألحقوا الهزيمة الميدانية بقوات الاحتلال الأميركي، وها هم سيجابهون قوات المالكي الطائفية العميلة، وبعونه تعالى سنرى ونسمع عن ضربات ولسعات وصولات فصائل المقاومة تلك الصور والأخبار التي كانت مقتصرة على قوات الجيش الأميركي التي أجبرته على الهروب قبيل 2011.

فلينتظر المالكي وجلاوزته ومن وراءه في إيران، وينظروا لمَن سيكون العراق مستقبلاً؛ لأهله من كل جوانبه ومكوناته، أم للدخلاء القتلة الحاقدين الذين ظنوا أن مجزرة الحويجة ستكون البداية لغيرها؟... لكن هؤلاء القتلة  خسؤوا وخابوا وستكون نهاية استخفافهم بإرادة الشعب وجهلهم بحركة التاريخ.

back to top