«عين عذاري»!

نشر في 02-03-2013
آخر تحديث 02-03-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب    كلما تحدث النواب أو الكُتَّاب أو أي شخص في المجتمع عن الوضع الصحي في البلد، يرد المسؤولون في الوزارة بقرارات هي الدليل القاطع على إصرارهم على إذلال المواطن في بلده، ودليل على حبهم الشديد للواسطة في أتفه الأمور!

هذا الكلام لم يأت من فراغ، فما نشاهده ونتعرض له في المستوصفات والمستشفيات، هو أكبر دليل على ما سبق، وما يحدث هناك ليس مصادفات عابرة، بل أصبح روتيناً يومياً.

إن الخدمة الصحية يكفلها الدستور، وما يحدث في مستشفياتنا والعيادات الخاصة لأمر قد نجزم على أنه يخالف الدستور، وإلا فهل يعقل أن ينتظر المواطن وابن البلد في الدور للدخول على العيادات أكثر من ساعتين، ويأتي الأجنبي بحكم علاقته مع ممرض أو ممرضة أو طبيب أو اختصاصي ليتجاوز الكل ويدخل قبل الكل العيادة!

عندما طالب الكثيرون بتخصيص العيادات الخارجية في الفترة الصباحية للكويتيين، كان طلباً في محله، والأجدر أن تكون في الفترة المسائية بدل الصباحية وبكل التخصصات والأقسام وطاقتها الطبية والفنية والإدارية، ولكن مجلس الوكلاء في الوزارة... "ما عجبهم الوضع"، والحجة أن الوزارة لا تنظر إلى جنسية المرضى والتمييز بينهم.

تساؤلات نوجهها إلى كل المسؤولين في الوزارة من الوزير إلى الوكيل إلى الوكلاء المساعدين إلى المديرين إلى رؤساء الأقسام إلى كل موظف في وزارة الصحة، عندما تعاني أنت أو أي شخص من أهلك، فهل تقبل أن تجلس في الدور أكثر من ساعتين؟

أو أن تقبل أن يكون موعد دخولك للعيادة الخارجية بعد أكثر من شهر؟

أو تقبل أن ترى الأجنبي يدخل على جميع العيادات قبلك، لأن له علاقة مع من يعملون في المستشفى؟

للعلم...

لو كان "الدور" و"المواعيد المتأخرة" مطبقاً على الجميع (كويتي وغير كويتي) لرضينا، ونقول هذا قانون على الجميع، ومع ذلك... من حقنا كمواطنين أن تكون لنا نحن الأولوية قبل أي جنسية أخرى، نحن نعيش على أرض الكويت وليس على سطح كوكب آخر، أم انكم تحبون أن تكون الوزارة والخدمة فيها... "عين عذاري"؟!

back to top