الجريمة من علامات تطور المجتمع

نشر في 26-01-2013
آخر تحديث 26-01-2013 | 00:01
 عبدالله ضعيان العنزي تعد الجريمة سلوكا فرديا، فلا يجوز نسبتها لغير مرتكبها ولا يجوز أيضا أخذ الغير بجريرة مرتكبها انطلاقا من قوله تعالى "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، وكذلك في الدستور الكويتي تنص المادة 33 "العقوبة شخصية"، وتعتبر الجريمة هي ذلك السلوك المشوب الذي تستهجنه الجماعة والمقرر له جزاء وعقوبة على مرتكب السلوك لمخالفته القواعد القانونية التي اعتاد الناس وأفراد المجتمع على اتباعها وعدم القفز عليها.

وبذلك تكون الجريمة هي الحالة أو السلوك المسجل لدى السلطات المعنية في الدولة بخرق القانون أي السلوك الذي تم اكتشافه، أما السلوكيات التي تعد مخالفة للقانون ولم يتم تسجيلها أو إحصاؤها فلا تعتبر جريمة بالمعنى الدقيق لأنها غير مسجلة، ولم يتم اكتشافها من المعنيين بالأمر، فإذا ما حدثت جريمة قتل وتم طمس معالمها وإخفاء كل المتعلقات بها ولا يعلم بها أحد، فنحن لا نكون بصدد جريمة؛ خصوصا إذا كان شخص المجني عليه غير معروف ولا يوجد له أي صلة قربى بالذين يفتقدونه ويقومون بالإبلاغ عن فقدانه.

 وكذلك إذا حدث تزييف الحقائق وإثبات حدث مغاير للحقيقة فلا نكون بصدد جريمة لعدم معرفة أحد ما بما حدث، وإن كانت تلك الأفعال الخفية التي تشكل اختراقا للقانون، ولم يتم تسجيلها تسمى بجرائم الرقم الأسود لأنها جرائم لم تكتشف أصلاً وليس لأن فاعلها لم يكتشف بل الواقعة كلها مجهولة، وبالتالي يعتبر اكتشاف الجريمة وتسجيلها والبحث عن فاعلها وتعقب مرتكبيها لتقديمهم للمحاكمة من الأمور التي تحسب لتقدم المجتمع وتطور البلد.

 فكثير من البلدان تحدث فيها الجرائم دون أن يعرف بذلك أحد مثل أن يختفي شخص ويغيب عن عائلته في الدول ذات المساحات الشاسعة، ولم يعرفوا أنه قد قضى بجريمة قتل، إذن الأمر المحمود هو اكتشاف الجريمة وتسجيلها، لأنها تكشف عن مواطن الشذوذ في شخصيات بعض الأفراد وتبين مواضع الخلل في المجتمع، للبحث في أسبابه.

 وتعد الأمور المادية مثل العوز والفاقة وكذلك البطالة من الأسباب الرئيسة التي تدفع لارتكاب بعض الجرائم، ويلزم معالجتها في أي مجتمع وعلى السلطة التدخل الفوري لحل الأسباب الدافعة لارتكاب الجريمة بداية، وتفادي الوصول إلى الانفلات الأمني وفق خطط مدروسة مقيدة بفترة زمنية، دون التسرع بقرارات ردة الفعل، وضرورة التوعية الإعلامية حتى تحقق العقوبة المقررة الردع والزجر لمن تسول له نفسه اقتراف السلوك، علما أن الجريمة ظاهرة حتمية بدأت مع الخلق الأول ولن تتوقف ما بقي الإنسان على ظهر الأرض.

back to top