المدينة الفاضلة

نشر في 17-08-2013
آخر تحديث 17-08-2013 | 00:01
 عفاف فؤاد البدر    هي المدينة التي يُبنى أساسها على الأخلاق والقيم الفاضلة كالإيمان والصدق والأمانة والجود والإحسان الذي يقود إلى الإتقان في عمل أي شيء، فقد عشنا في الأيام الماضية خصوصاً في العشر الأواخر من رمضان طاعة من أسمى الطاعات ألا وهي "صلاة القيام" حيث كان التزامنا بتلك الشعيرة ليس فرضاً بل من باب التقرب إلى الله ومن باب تطبيق سنّة من سنّن نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، حث عليها ورغّبَنا في الأجور مقابل صبرنا وجدنا ومثابرتنا.

فهذه نوع، وهناك نوع آخر من العبادة درَّب آخرون أنفسهم عليها ألا وهي الصدقة التي بها تتزكى النفوس فتنقى من الشح والبخل، وتسمو في درجات عالية لتنال الجنة الغالية... فخروجنا عن عاداتنا غير المألوفة واستبدالها بعادة جديدة هو درس التغيير الذي نتعلمه من رمضان "لعلكم تتقون" إضافة إلى المنفعة من وراء أداء تلك العبادات... فماذا بعد؟!

فكيف بنا لو استمررنا على هذا النحو في مخالفة النفس واتباع سنّة المصطفى وتخلقنا بأخلاقه التي قالت فيه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن.

ليس ذلك مستحيلاً بل يحتاج إلى تطويع للنفس ومخالفتها، ومراقبتها المراقبة الذاتية والداخلية في أداء وظائفها على أكمل وجه، ومحاسبتها عند التقصير حتى في السنّن والنوافل والمعاملات والأخلاق؛ فلو كان كل شخص يراقب نفسه ويحاسبها أولاً بأول... فلا شك أن حال المجتمع برمته سينصلح حتماً، حينها يستحق إطلاق عليها لقب المدينة الفاضلة.

كلنا نستطيع، فليسأل كل منّا نفسه لماذا عندما نزور البلاد الغربية نجد أنفسنا تلقائيا نطبق قوانينها دون تنبيه أو تحذير، ودون تسليط رقيب علينا؟ والجواب لأن تلك الدول قد فرضت هيبتها بسن قوانينها مما جعل كل مواطن فيها يحترم ذاته في عدم التعرض لأي إهانة أو غرامة في كسره للقوانين وتجنب العواقب الوخيمة التي تقع عليه.

لذا نقول لكل فرد محب لنبيه صلى الله عليه وسلم ومحب لدينه ولربه: التزم غرسك، وتتبع الطاعة بطاعة تنجو، ولا تكن كالتي قال عنها المولى عز وجل: "وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثا" فتهدم ما بنيته وما دربت نفسك عليه من خلق أو تعامل، فلنحيِ معاً في أنفسنا التطلع إلى عيش حياة رغيدة تحت ظل شرع الله ونهج نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، لنرقى كما ارتقت الدولة الإسلامية السابقة بقيادة أعظم قائد عليه الصلاة والسلام، ولنعشْ ضمن المبادئ والأخلاق لنخلقَ تلك المدينة الفاضلة في نفوسنا ثم على أرض الواقع.

back to top