الحجرف ينفض «التربية»... تقاعد وكلاء ومديري مناطق وإحالة الموجهين العامين إلى التقاعد

نشر في 30-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 30-06-2013 | 00:01
على خلفية حوادث تسريب الاختبارات والغش الجماعي في الثانوية العامة
بينما أحال وزير التربية وزير التعليم العالي موجهي العموم للمواد الدراسية الأساسية إلى التقاعد الذين لوّح بعضهم بمقاضاة الوزير، تقدم وكيل قطاع التعليم العام محمد الكندري ومدير عام منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر باستقالتهما ووضعاها تحت تصرف الوزير تحملاً منهما للمسؤولية الأدبية بعد حوادث تسريب الاختبارات في كنترول الأدبي والغش الجماعي في إحدى المدارس التابعة للعاصمة التعليمية.
تأكيداً لما نشرته «الجريدة» في عددها أمس من عزم وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف اتخاذ عقوبات حازمة في موضوع التساهل والإهمال الذي وقع خلال اختبارات الثانوية العامة من تسريب للإجابات النموذجية ووجود ادلة على عمليات غش جماعي قام بها بعض الطلبة، أحال الوزير الحجرف موجهي العموم للمواد الدراسية الأساسية إلى التقاعد، في حين تقدم وكيل قطاع التعليم العام محمد الكندري ومدير عام منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر باستقالتهما تحملاً منهما للمسؤولية.

وقال الحجرف في مؤتمر صحافي عقب اجتماعات مطولة مع قياديي «التربية» صباح أمس، إن الأسبوع الأول لاختبارات الثانوية العامة كان حافلا، وبكل أسف، بحوادث سلبية من تسريب اختبارات وغش جماعي يعكس اهمالا تراكميا في «التربية» على مدى سنوات، مشددا على أنه لن يسمح بحدوث مثل هذه الامور في المنظومة التربوية.

وأضاف: «والكل يعرف أن عمل وزارة التربية يتعلق بكل اطياف المجتمع الكويتي، لذلك نحرص على أن تكون كل الخطوات والقرارات التي تتخذها الوزارة واضحة ويتم ايصالها بكل شفافية، ولهذا تم انشاء المركز الاعلامي في الكنترول كدليل على شفافية التربية في التواصل مع المجتمع»، لافتا إلى أن «ما وقع من حوادث مؤسفة رغم تأكيدنا مرارا وتكرارا على عدم السماح بها ولم يكن أمامنا سوى التعامل معها من منطلق المسؤولية والشفافية».

وأوضح الحجرف أنه بعد إجراء تحقيقات في الحوادث التي حدثت تم فصل موظفتين كويتيتين مع حرمانهما من مستحقاتهما، وإنهاء خدمات 4 معلمين وافدين، اضافة إلى وقف مديرين مساعدين عن العمل واحالة مدير مدرسة أحمد البشر الرومي إلى التقاعد نتيجة الاهمال في العمل، مشددا على أنه لن يتساهل في مثل هذه الملفات.

رسائل

ووجه الحجرف ثلاث رسائل اعتذار قائلا: «قبل كل شيء أود أن أوجه رسالة اعتذار لأهل الكويت جميعا على ما حصل، والاعتذار الثاني أوجه باسمي شخصيا والقيادات لكل معلم ومعلمة أخلصوا في عملهم ويتفانون في أداء رسالتهم السامية، وأوكد لهم أن ما حدث لن يؤثر على مكانتهم المتميزة في المجتمع، ويتحمل مسؤوليته الاشخاص المباشرون الذين لا يمثلون (التربية)، ومن لا يقدر شرف الانتماء لمهنة التعليم، ولن نسمح لأي حدث أن يشوه قيمة ومقدار المعلم».

 وأضاف «والاعتذار الثالث نوجهه لأبنائنا الطلبة المجتهدين الذين يثابرون لتحصيل العلم والذين كرسوا أوقاتهم للدراسة والانتظام في فصولهم الدراسية، والذين رأيناهم في التسجيل المذكور منهمكون في اجاباتهم، بينما البعض يثير الشغب والازعاج داخل لجان الامتحانات، ونقول لهم أنتم من نفخر بكم يا أبناءنا المجتهدين، وأنتم المعنيون بالدرجة الاولى، الذين نسعى لتوفير البيئة المريحة والهادئة لأداء اختباراتكم واحتضان مواهبكم».

وأوضح أن الحوادث التي تمت كانت 3 حوادث تم اتخاذ قرارات فيها، الأولى تسريب للورقة الاولى لاختبار اللغة الفرنسية للصف الثاني عشر من قبل موظفتين كويتيتين في الكنترول، وبعد التحقيق تم انهاء خدماتهما، والحادثة الثانية والمؤلمة التي نقلها التسجيل المرئي في مدرسة أحمد البشر الرومي، وكان تسجيلا للفصل الحادي عشر أدبي في اختبار اللغة العربية حيث حصل شغب في احدى اللجان، ولم يتم التعامل معه بشكل جيد من قبل المسؤولين، وجار التحقيق في الموضوع وتم فصل معلمين اثنين ومشرف الجناح ووقف المديرين المساعدين عن العمل، واحالة المدير إلى التقاعد»، لافتا إلى أن «الموضوع لا يختزل في الـ45 ثانية، وإنما هو عبارة عن تراكم لتقصير امتد سنوات ادى إلى مثل هذه التصرفات».

برنامج متكامل

وأشار إلى أن البرنامج المتكامل لتطوير منظومة التعليم الذي طرحته الوزارة تم التركيز فيه على موضوع الغش وعدم السماح به، وكذلك تعزيز جسور الثقة مع المجتمع وولي الامر للقضاء على الثقافة السلبية، وتعزيز القيم الايجابية برفض الغش وممارساته، مضيفا «وما يعنينا هو سلامة نظام تعليمي قائم لأكثر من مائة عام وسمعة هذا النظام وألا تشوه المنظومة التعليمية بهذه التصرفات، مهما كان مصدرها، وبالتالي رؤيتنا وقراءتنا وتعاملنا مع ما حدث لم تكن ردة فعل، وإنما كانت رؤية تأخذ في الحسبان الحفاظ على هذه المنظومة التعليمية من أي تداعيات.

واستطرد قائلا: «نؤكد أن النظام التعليمي في الكويت ليس ما تمت مشاهدته في هذا التسجيل، الذي امتد تأثيره للأسف في كل المنظومة التعليمية، وكل مخلص يشعر بالأسف والحزن، لكن الأهم هو التعامل مع الموضوع، والأكثر أهمية عدم تكرار هذا الأمر، حيث تم فتح تحقيق في الادارة القانونية لاستكمال الاجراءات، ونؤكد أن اي مقصر يجب ألا يستمر في وزارة التربية.

ووجه الحجرف رسالة إلى الوسط التربوي قائلا: «كما أن هناك عقوبات للطلبة في محاولة الغش أو المساعدة به أو الغش فهناك أيضا عقوبات صارمة للمعلمين وموجهة للمشرفين في اللجان والرؤساء والكنترول ولرئيس عام الكنترول ووكيلة الوزارة، لأننا لن نسمح بمثل هذه التصرفات في قاعات الاختبارات، ولن نتردد في اتخاذ اجراءات مماثلة لحماية منظومتنا التعليمية والمحافظة على ثقة المجتمع بوزارة التربية»، متسائلا كيف تراكمت كل هذه الامور لنصل إلى هذه المرحلة؟.

المسؤولية

وقال الحجرف: «مع تقديرنا للجهود التي بذلت، ولكن عندما نصل إلى مرحلة أن يصبح المعلم الذي يفترض فيه أن يكون قدوة ومثالا هو من يسرب الاختبارات ويساعد على الغش فهذا غير مقبول أبدا، وتقع المسؤولية على الادارات المدرسية، وكذلك لجان المقابلات التي سمحت بمثل هذه النوعية من المعلمين بأن يعملوا في وزارة التربية، والمسؤولية تقع كذلك على التواجيه الفنية التي عجزت عن تقييم دقيق وشامل وموضوعي لمثل هذه النوعيات من المعلمين، وبالتالي يجب أن تكون هناك وقفة حازمة للتأكيد على أن من يستحق العمل في وزارة التربية هو من يعمل بشرف واخلاقيات المهنة، ولكن غير ذلك لا نقبل بهم أبدا».

وأوضح أنه اجتمع مع موجهي العموم للمواد الدراسية الأساسية وأبلغهم إحالتهم للتقاعد «لأن القصور تراكمي قد لا يكونون معنيين بهذه الحادثة ولكن هم مسؤولون بشكل مباشر وأساسي في تقييم أداء المعلمين بالتزامن مع التقييم الذي يتم في التعليم العام»

وأعلن الحجرف أنه سيكلف موجهين اوائل ليحلوا محل الموجهين العموم، وسيحرص على عدم وجود أي فراغ أو فجوة قد تربك سير العملية التعليمية، مشددا على أن القوانين ستطبق على الجميع وبكل شفافية، وسيتم الاعلان عن الاجراءات التي تتخذ، مؤكدا وجود قصور والعمل على معالجته من خلال الاجراءات التي جاءت لتحصين لجان الاختبارات، ووقف أي تداعيات لما حدث في الفترة المتبقية في الاختبارات للعام الحالي.

وذكر الحجرف أنه يحرص على تحسين المنظومة التعليمية بالشكل الذي يعكس رؤية الدولة بوجود نظام تعليمي متميز يتماشى والتحديات التي تواجهها، وأن يكون الخريجون قادرين على تحمل مسؤولياتهم وبناء كويت المستقبل، منوها إلى أنه معني بملف غاية في الاهمية ولن يجامل فيه على حساب مصلحة الكويت، ولن يسمح أبدا بالاساءة للمنظومة التعليمية أيا كان هذا الشخص، وسيتخذ مثل هذه الإجراءات دون تردد.

«يلا شباب غشوا»... مرفوض

أكد الحجرف أن مقولة «يلا شباب غشوا» لن تقبل بها التربية اطلاقا وما يعنينا سلامة وسمعة نظام تعليمي قائم منذ اكثر من 100عام وما حدث من قبلنا ليست ردة فعل فقط بل ضمان عدم تكرار ما حدث.

ولفت الى انه تم فتح تحقيق بالواقعة في ادارة الشؤون القانونية لاستكمال الاجراءات حيث تم انهاء خدمات المعلمين المراقبين بالفعل والمشرف على الجناح واحالة المدير الى التقاعد ووقف المديرين المساعدين.

نثمن دور الكندري والعمر

ثمن الحجرف الموقف الشجاع لوكيل التعليم العام محمد الكندري ومدير منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر وتحملهما المسؤولية المهنية والأدبية بتقديم استقالتهما التي تم قبولها صباح اليوم (أمس)، مشيرا إلى ان «الوزارة لن تتهاون مع أحد».

رب ضارة نافعة

قال الوزير الحجرف: «رب ضارة نافعة، اليوم نحن امام مرحلة نحرص على أن نستكمل الاختبارات بسلاسة وسنعمل على مراجعة واعادة النظر في كل آلية الاختبارات والكنترول والعمل البشري دائم يشوبه القصور ولكن سلامة أي منظومة في القدرة على اكتشاف الاخطاء ومعالجتها والاكثر أهمية هي القدرة على عدم تكرار هذه الاخطاء».

واكد ان «هناك اخطاء فردية تحصل في الاختبارات ولكن إذا وصل الامر إلى ما شاهدناه فهذا بحاجة إلى وقفة جادة، وسنعمل على اعادة النظر في كل اللوائح والنظم وآلية الاختبارات وتحديد صلاحيات كل شخص لضبط العملية بشكل أكثر دقة وضمان عدم تكرار هذه الحوادث»

الفروانية وبيع الاختبارات

رفض وزير التربية الافصاح عن حادثة بيع الاختبارات في منطقة الفروانية التعليمية معتبرا أن الموضوع لدى وزارة الداخلية والتربية بانتظار نتائج التحقيق حيث سترسل الداخلية تقريرها لنا وبناء عليه سيتم اتخاذ الاجراءات المناسبة للحالة.

إعادة الاختبارات

سينتقل فريق التحقيق في حادثة الغش في مدرسة احمد البشر الرومي غدا الاثنين وهو آخر يوم اختبارات للطلبة حفاظا على مستقبل الطلبة وعدم اشغالهم وستعمل اللجنة على التحقيق مع الجميع واذا رأى الفريق اعادة الاختبارات فستعاد.

مديرة منطقة الجهراء

تحدث الوزير عن الحادثة الثالثة ضمن تسريبات الاختبارات وقال انها كانت في ثانوية نورية الصبيح في الجهراء التعليمية في اختبار مادة الجيولوجيا للحادي عشر، وبعد التحقيق تبين أن احدى المعلمات الوافدات سربت الاجابة النموذجية لبعض الطالبات خلال  الاختبار والملف لدى الادارة القانونية وتم اتخاذ قرار بانهاء خدمات المعلمة، وقد وصلني تقريرها اليوم. ولفت الى ان ما حصل في الجهراء حادث فردي وقع في فصل واحد بين المعلمة وطالبة، اكتشفنا الموضوع وتم انهاء خدمات المعلمة فورا، على خلاف ما وقع في أحمد البشر الرومي حيث كانت الحادثة أكبر من ذلك ولم يكن الامر محصورا في فصل دراسي أو المدرسة. ولا نعتقد أن الطلبة تولدت لديهم هذه الجرأة ووجود التلفونات التي رأيناها في التسجيل بكثرة لو لم يكن هناك قصور تراكمي منذ سنوات.

الطلبة البدون

رد الوزير الحجرف على سؤال حول ما حصل من اعتصام لطلبة بدون في مدرسة ملا عيسى خلال احد الاختبارات، قائلا ان ما حصل في حادثة مدرسة ملا عيسى كان خارج لجان الامتحانات ونحن كوزارة تربية معنيون بما يحدث داخل اسوار المدرسة وفي لجان الاختبارات تحديدا وهناك تحقيق في المنطقة التعليمية.

back to top