باسم مغنية: ابتعدت عن شخصية الـ «دون جوان»!

نشر في 06-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-03-2013 | 00:01
ممثل في الدرجة الأولى، مغنٍّ لـ «فشّ الخلق»، مخرج كليبات وإعلانات... إنه باختصار باسم مغنية الذي يغيب أحيانًا عن الشاشة اللبنانية لكنه حاضر عبر الشاشات العربية في مسلسلات وأفلام سينمائية.
بعدما أنهى تصوير الفيلم السينمائي «شهب من نور» يستعد مغنية لتصوير المسلسل المصري «نمرود» فضلا عن تصوير المسلسل اللبناني «قيامة البنادق»، وإخراج كليب لفنان سوري. معه اللقاء التالي.
أخبرنا عن «قيامة البنادق»، و{النمرود».

 يتمحور مسلسل «قيامة البنادق» حول أبطال لبنانيين إبان الاحتلال التركي والانتداب الفرنسي أي بين عامي 1916 و1927، فيما يتحدث «نمرود» عن الملك نمرود الذي كان يعاني جنون العظمة ويفتك بالأرض قتلا وظلمًا.

المسلسل من تأليف الكاتب أشرف شتيوي، إخراج محمد زهير رجب، وإنتاج شركة «سفنكس»،  يشارك في البطولة: عابد فهد، صابرين ويوسف شعبان ونخبة من الممثلين، وتصل الموازنة إلى 20 مليون دولار. سنبدأ تصويره قريبًا بين القاهرة ودبي.

كيف تقيّم دورك في «قيامة البنادق»؟

مميز وأفتخر به. يتمنّى ممثلون لبنانيون كثر أداءه، إذ أجسد فيه شخصية أدهم خنجر، شاب قاوم الاحتلال التركي (اشتهر عام 1912)، وأعدمه الفرنسيون بعدما حاول اغتيال الجنرال غورو.

وفي «نمرود»؟

دور جميل أؤدي فيه شخصيتين، ابن متمرد على تصرفات والده الملك نمرود، ومغرم بفتاة فقيرة يسعى نمرود إلى التخلص منها ومن والدها، فيحاول الشاب حمايتهما، وفي إحدى المرات يصادف في البراري شابًا يشبهه كثيرًا، فيستبدل ثيابه معه ويرسله إلى الإمارة ليحكمها بدلا منه ويتمكن هو من العيش مع حبيبته بسلام.

ماذا عن «شهب من نور»؟

الفيلم من انتاج إيراني- لبناني يتناول حرب تموز في لبنان، أؤدي فيه دور مصوّر يحضّر مع صديقه المخرج (الممثل الإيراني النجم أمين زيدكاني) تقريرًا عن هذه الحرب بطريقة تظهر مفاعيلها على لبنان. سيعرض مبدئيًا بعد أشهر في لبنان وفي دول عربية.

ما ميزة هذا الفيلم؟

إنتاجه ضخم ويُصوَّر بتأنٍ ودقّة، فضلا عن استخدام خبرات تقنية متطورة في التنفيذ، لذلك استفدت شخصيًا كمخرج من هذه التجربة.

نُفّذت أعمالك العربية بإنتاج ضخم يتخطى ما يُصرف على الإنتاج المحلي، فهل ينعكس ذلك على النوعية؟

من خلال تجربتي في هذا المجال، أرى أن الإنتاج وحده غير كافٍ لتقديم نوعية جيدة، لأن التمثيل الجميل والإخراج الجيّد يمكن أن يحصدا جماهرية أسرع من الأعمال التي كلّفت إنتاجًا ضخمًا، فالتسويق بنظري أهم من الإنتاج الذي يسهّل عمل المخرج ويفسح في المجال أمامه لتنفيذ العمل بدقة وحرفية أكبر.

ماذا عن تسويق الأعمال اللبنانية في العالم العربي؟

 تسويق عمل ما في الدول العربية مهم لضمان نجاحه، سواء كان جيدًا أو عاديًا، والدليل أن الدراما اللبنانية أثبتت حضورها على الخارطة العربية ونافست الأعمال العربية رغم إنتاجها الضعيف مقارنة مع الإنتاج العربي، مثال على ذلك مسلسل «روبي» الذي عرض على شاشة عربية مهمة، فعرّف الجمهور العربي إلى قدرات الممثل اللبناني. لكن ثمة مسلسلات لبنانية أهم من هذا العمل، مع إعجابي به واحترامي للعاملين فيه، سواء على الصعيد التقني أو التمثيلي، لكنها لم تلقَ نجاحه وجماهريته لعدم تسويقها عربيًا.

مع وفرة الأعمال السينمائية اللبنانية، هل تعتبر أننا نسير على السكة الصحيحة؟

نحتاج في لبنان أولا إلى أن نؤمن بنجاحنا دراميًا وسينمائيًا قبل أن يؤمن الغير بنا. أصبح الجمهور اللبناني متفهمًا ومثقفًا أكثر ويرفض العمل السيئ، ما يحثّ المنتجين والممثلين على العمل بجهد لإرضائه. فضلا عن ذلك نلاحظ أن أي عمل لبناني يحصد نسبة مشاهدة عالية بغض النظر عن نوعيته، وينال ثقة شركات الإعلان. أمّا على صعيد الأعمال السينمائية، فتستمر أشهرًا في الصالات ما يدل على أن الجمهور اللبناني يتابعها، لذلك يمكن القول إن الدراما والسينما ستكونان قدوة للعالم العربي كونهما أعمالا نخبوية وتجارية في آن.

لماذا الاهتمام المبالغ، نوعًا ما، بالأعمال التي تحيي زمن النضال والمقاومة سواء في السينما أو الدراما؟

لأن المقاومة الصحيحة انطلقت من لبنان منذ الحرب العالمية الأولى. بغض النظر عن رأيي الشخصي به، فقد حقق مسلسل «باب الحارة» جماهيرية وأصبح أهم مسلسل عربي، لأن الجمهور يعشق الأعمال التي تُظهر الأصالة والتقاليد والنضال. وهذا الأمر ينطبق على اللبنانيين أيضًا الذين يحبون العودة إلى الجذور، رغم انفتاحهم على الغرب وتقليده في بعض الأحيان، لذلك نجح مسلسل «نورا» (عرض عام 1992) من بطولتي إلى جانب كارول سماحة ونخبة من الممثلين. ثم قدم الأميركيون مئات الأفلام عن حرب فيتنام واستثمروها لصالح السينما فلماذا لا نفعل الأمر نفسه؟  ما دامت هذه الأحداث تجسّد مقاومة شريفة وجميلة، سواء كانت ضد الاحتلال الإسرائيلي أو التركي أو الفرنسي.

ألا تساهم مشاركة ممثلين لبنانيين في أعمال عربية مشتركة، في انتشار أكثر للأعمال اللبنانية؟

ليست مشاركتهم إلى جانب العرب وسيلة انتشار لأعمالنا المحلية، وإنما عرض هذه الأعمال عبر فضائيات عربية من ضمن عملية التسويق التي تحدثت عنها. شخصيًا، حققت شهرة في مصر عندما شاركت في مسلسل «إمرأة من زمن الحب» الذي عرض على شاشات عربية، فلو عُرض على شاشة مصرية محلية صغيرة لما حققت هذا الانتشار، وإن جاءت مشاركتي إلى جانب ممثلين عرب كبار.

كيف تقيّم موقع الدراما اللبنانية على الصعيد العربي؟

ازداد متابعو الدراما اللبنانية عبر الشاشات العربية، مثل مسلسل «أجيال» الذي نال استحسان الجمهور العربي ما أفسح في المجال أمام طلب الممثلين اللبنانيين الشباب للمشاركة في أعمال عربية. برأيي، ابتعد الممثلون الشباب المثقفون عن التصنع وطوّروا أداءهم أكثر من نظرائهم العرب وخرجوا من «الصورة الكليشه» لأداء أدوار معاصرة أكثر.

وعلى الصعيد اللبناني؟

في السابق كنا متصنعين، لكننا اليوم اقتربنا من الواقع لأن الجمهور اللبناني المثقف والمتابع للأعمال العربية يرفض العمل السيئ، لذلك يفتشّ الكتاب عن مواضيع جديدة، ما يرفع نسبة المنافسة بهدف إبراز الأفضل، وهذا الأمر ينعكس إيجابًا على الدراما اللبنانية.

ما المعايير التي تستند إليها لقبول أي دور يعرض عليك سواء كان لبنانيًا أو عربيًا؟

منذ بدء مسيرتي الفنية، استندت إلى معيار واحد وأصبحت، مع مرور الوقت، أكثر حرصًا عليه وهو قبول العمل الذي أستطيع من خلاله إنجاز جديد بغض النظر عن ماهية الدور، لذلك رفضت في السنوات الأخيرة عروضاً لا تليق بما قدمته سابقًا.

ما الشخصية التي تتفادى تجسيدها؟

ابتعدت عن شخصية الـ «دون جوان» لأنها صبغتني فترة طويلة، واكتشفت ضرورة أن يقدم الممثل أدوارًا أكثر أهمية. صحيح أن المنتجين يرونني بدور الحبيب والعاشق، لكنني عندما أجسد هذه الشخصية تكون مركبة لا عادية، لذلك أصبح توجهي التمثيلي أكبر وأحب نفسي أكثر من السابق لأنني راضٍ عن أدواري وأدائي.

بعد إخراج الكليب، هل تخطط للانتقال إلى الإخراج الدرامي والسينمائي؟

تلقيت عروضًا لإخراج أعمال درامية، لكنني أعتبر نفسي ممثلا في الدراما ولا أحب إخراجها. يكفيني أنني مخرج إعلانات وكليبات.

بعد تقديمك أغنيات عدّة، ألن تحترف الغناء؟

الغناء حلمي، إنما ليس ضروريًا أن ينجح المرء في كل ما يحلم به. لست مطربًا إنما مؤدٍ، لذلك أحببت تجربة الغناء مستعينًا بمحبة الجمهور لي كممثل. قدمت ثلاث أغنيات لائقة أثنى فنانون كثر عليها وعلى كليباتها. ثم  لا أتعمد دعم أغنياتي في السوق لأنني لست مغنيًا، بل «أفشّ خلقي» من فترة إلى أخرى عبر تقديم أغنية جديدة.

هل اكتسبت في الغناء ما لم تحظ به في التمثيل؟

نعم، استطعت تنفيذ كليب خاص بي «فشيّت خلقي» فيه كممثل.

هل يعني ذلك أنك لم تؤدِّ دورًا دراميًا «يفش الخلق» بعد؟

ما من دور يؤديه الممثل يرضى عنه بشكل كامل، بل ثمة دائماً ناحية معينة لا تعجبه سواء في الأداء أو الإخراج أو الكتابة أو الدور بحد ذاته، لكنني بنيت الشخصية في كليبي الخاص بكل كياني وروحي.

هل ينعكس الواقع السياسي والاجتماعي على نوعية الأعمال الفنية وماهيتها؟

بالطبع، لكن النوعية تحسنّت لأن من ينتج الكليب هم من النخبويين بينما الفنانون الذين جازفوا في السابق تراجعوا لتستمرّ النخبة.

أي مستقبل تراه للفن في ظل الثورات العربية والمتغيرات؟

في بداية أي حدث تكون الرهجة كبيرة، إنما سرعان ما يعتاد المواطنون على الوضع، مثلما حصل مع اللبنانيين الذين يعيشون حياتهم بشكل عادي رغم الأحداث التي تواجههم، لأنهم اعتادوا أصوات الرصاص. هكذا يحصل في مصر حيث يتابع المواطنون حياتهم العادية ويستأنفون الإنتاج الفني وتصوير الأعمال رغم الأحداث الجارية.

هل نتأثر نحن بالأحداث المحيطة بنا؟

نقف عند الهاوية. فما إن تتوتر الأجواء في طرابلس أو في صيدا أو في الجنوب أو في بيروت حتى يتجه المنتجون والفنانون إلى أبو ظبي ودبي.

back to top