آخر السنة... موسم ذهبي للعرافين وعلماء الفلك

نشر في 02-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 02-01-2013 | 00:01
No Image Caption
ميشال حايك، ماغي فرح، ليلى عبد اللطيف، سمير طنب، سمير زعيتر، كارمن شماس، وفاء الزين وغيرهم من العرافين وعلماء الفلك في العالم العربي، هم نجوم الشهر الأخير من كل عام والأكثر جذباً للقراء والمستمعين والمشاهدين الذين يتابعون توقعاتهم بشغف.
ميشال حايك في طليعة من ينتظرهم اللبنانيون، يملك سحراً خاصاً نظراً إلى حالة الغموض التي يفتعلها حول شخصه وتوقعاته. حتى الطريقة التي  يعتمدها في الإفصاح عن تلك التوقعات لا تخلو من غموض مغلف بهدوء وروية وكثير من الثقة، فيظن من يستمع إليه أن ما يقوله هو واقع لا محالة، عكس ليلى عبد اللطبف التي، رغم تركيزها على مسألة الإلهام، إلا أن المستمع إليها يشعر بأن ما تتفوّه به عادي، وغالباً ما تتغنى بما سبق أن تنبأت وتذكّر المشاهدين به، كذلك الأمر بالنسبة إلى سمير طنب الذي تحققت نبوءته عندما قال إن النائب وليد عيدو سيلقى حتفه وقد حذره عبر إحدى وسائل الإعلام المقروءة.

تنافس

يركز كل من ميشال حايك وسمير طنب و ليلى عبد اللطيف على الوضع السياسي في لبنان بشكل أساسي، ومن ثم ينتقلون إلى العالم العربي والعالم، وهنا يأتي التنافس بين ليلى عبد اللطيف وميشال حايك، فقد تنبأ كلاهما بحصول كوارث وأمراض حصلت فعلا في بلدان عدة، ولكن أسلوب كل واحد منهما يجعل المشاهد ينجذب نحو هذا أو ذاك.

الوحيد الذي خسر الكثير من مصداقيته هو مايك فغالي نظراً إلى مواقفه السياسية المتحيزة لجهة معينة، والطريقة التي يتنبأ بها من خلال سماع صوت هذا المتصل أو ذاك، وفي الآونة الأخيرة ظهر أكثر من مرة على قناة «الدنيا» السورية ليقول إن الرئيس الأسد باق لا محالة.

ويركز معظم العرافين عندما يتحدثون عن لبنان على الاغتيالات السياسية فيختلط التحليل السياسي بالنبوءة وتضيع البوصلة ويكون الجواب حاضراً لديهم: «النبوءة التي أقولها ليست صالحة لهذا العام فقط إنما للأعوام المقبلة».  

ماذا يقول الفلك؟

يختلف المتنبئون أو العرافون عن علماء الفلك الذين يرصدون حركة الأبراج ويقرأون الطالع بحسب حركة الكواكب وتأثيرها بالأبراج، ومن أشهر هؤلاء ماغي فرح التي تذيل كل عام كتابها بما صح من توقعات لها في العام المنصرم، وتضع على جديدها عنواناً يتناسب مع أهم ما اكتشفته في رحلة البحث في الكواكب وحركتها، وعنوان هذا العام «الكواكب تتنافر والعالم يستنفر»، ويبدو أن غالبية الأبراج هذا العام عند ماغي فرح لديها فسحة أمل واسعة.

أما كارمن شماس فعنونت كتابها «حذر ونقمة مستمرة»، ذلك أن غالبية الأبراج لديها تكون في فترة صعود وهبوط كما هي حال أي شخص، فيما أكد محمد فرعون، أحد أشهر العرافين في مصر، أن 2013 عام برج الحمل وشارك ماغي فرح في القول إن معظم الأبراج سيمرّ بأوقات ازدهار لا بأس بها.

الدكتور قاهر يصف نفسه بأنه أحد أشهر العرافين في العالم ويدّعي بأنه أول من تنبأ بفوز الرئيس محمد مرسي بالرئاسة في مصر، وأن الأخيرة ستدخل في فوضى وفي حرب أهلية، وهذا ما توقعته ليلى عبد اللطيف أيضاً وحذرت مرسي منه...

تغييرات

بالنسبة إلى سمير طنب، 2013 هي سنة الأمراض ورحيل القادة. لبنانياً، توقع أن يتخذ رئيس الجمهورية ميشال سليمان (من مواليد برج العقرب) قرارات جريئة، ويتمايز رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل (من مواليد برج الحوت) عن قوى 14 آذار، ولن تكون سنة جيدة بالنسبة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري (مواليد برج الدلو)، وقد تشهد 2013 عودة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري (مواليد برج الحمل) إلى لبنان وسيكون الفوز في الانتخابات النيابية حليفه عكس الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يملك حظوظاً في العودة إلى رئاسة الحكومة. أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع (من مواليد برج العقرب) فسيزداد شأنه بين قوى 14 من آذار، لكنه يتعرض لمحاولة اغتيال ثانية.

بدوره توقع ميشال حايك محاولة لتهريب الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بنقل متفجرات من سورية إلى لبنان، وانفراج الأزمة بين وليد جنبلاط والسعودية واكتشاف خيوط جديدة في عملية اغتيال اللواء وسام الحسن، وتصاعد دخان أسود من القصر الرئاسي السوري ومحاولات للنيل من الشيخ أحمد الأسير.

أكدت ليلى عبد اللطيف من جهتها ألا فتنة شيعية - سنية في لبنان، وأن الانتخابات ستجرى على أساس قانون الستين، وأصرّت كما في كل عام على أن النائب سليمان فرنجية في طريقه إلى الرئاسة ولا خوف على حياة زعيم الدروز وليد جنبلاط الذي سيتحالف في الانتخابات مع «حزب الله» و{حركة أمل»، وأن كوارث طبيعية ستقع في الولايات المتحدة، وفبراير هو شهر الحسم في سورية.

خطوط عامة

إذا تمعنا في التوقعات أو التنبؤات أو الالهامات فسنجدها تتمحور حول خطوط عامة، من منا لا يتوقع اغتيالا سياسياً في لبنان أو وفاة زعيم عربي إما بسبب مرض مفاجئ أو تقدم في السنّ أو ظهور أمراض جديدة... ومع أننا نردد مقولة «كذب المنجمون ولو صدفوا» إلا أننا نتسمر أمام الشاشة بشغف للاستماع إلى هؤلاء.

تعزو المعالجة النفسية ماغي طوق السبب إلى أن الإنسان منذ بدء الخليقة يخشى المجهول ويخاف من الغد، فإذا كشف له أحد بعض ملامح الغد سيشعر بقليل من الأمان، لا سيما في الظروف الحالية.

تضيف أن ثمة تنبؤات مثل إعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أو تكرارالاغتيالات السياسية أو الحالة المضطربة في مصر... تأتي في سياق طبيعي ويمكن أن يكتشفها من يتابع السياسة في لبنان والعالم، «مع ذلك نصغي باهتمام إلى هذه الأقوال الصادرة من العرافين» حسب تعبيرها، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعدّ من الموروثات، «ففي الماضي كان لدى الحكّام عرافون واستمر هذا الأمر لغاية اليوم، لذا يتمتع هؤلاء بالتأثير نفسه الذي كانوا يمارسونه في الماضي، فطالما أن ملوكنا وحكامنا يثقون بالعرافين فكيف لا نثق نحن بهم؟».

توضح أن هذا أمر بديهي في بلدان تفعل كلمة «المجهول» فعلها فيها، ويمارس العرافون طريقة في منتهى الذكاء عندما يقصدون أن يظهروا صادقين كالتنبؤ بكوارث طبيعية في منطقة ما وهم يعرفون أن هذه المنطقة معرضة للزلازل والبراكين، «ونحن أمام هؤلاء نصبح مسلوبي الإرادة، فطالما صدقوا في نبوءة أو اثنتين وربما أكثر يعني ذلك أنهم يستطيعون قراءة الغيب بتفاصيله»... تؤكد أن هذا الموروث لن يزول بسهولة إلا مع تقدم السنوات عندما يراقب المشاهد أو القارئ جيداً ما يقوله هؤلاء، ويقتنع بأنه في لحظة من اللحظات انتابه شعور مماثل أو توقع هذا الحدث أو ذاك».

back to top