المجلس وخذلان «البدون»

نشر في 23-03-2013
آخر تحديث 23-03-2013 | 00:01
 نواف فهد البدر توقع العديد من المراقبين و"البدون" أنفسهم أن يقوم مجلس الأمة الحالي بحل بعض القضايا الشعبية حتى يعطي انطباعاً للشارع أنه مجلس إنجاز، خصوصاً بعد أن اتضح للجميع أن المجلس موالٍ تماماً للحكومة، وهذا ما صرح به نواب حاليون عديدون ومن اتجاهات وتيارات سياسية عديدة ومختلفة، حيث أعلن جميعهم صراحة أن المجلس لا يمكنه مواجهة الحكومة، ولنا في تأجيل الاستجوابات خير دليل.

وتوقعنا أن يقر هذا المجلس بعض القوانين ومنها إسقاط فوائد القروض، والمشكلة الإسكانية، وقضية "البدون".

مسألة القروض هناك مؤشرات على قرب حلها، والمشكلة الإسكانية "مكانك راوح"، أما قضية "البدون"، وبكل صراحة، فقد تأمل بعض "البدون" خيراً من هذا المجلس نظراً للتركيبة النيابية التي تميل لمصلحة "البدون"، لكن كما كنت أتوقع أن النواب في هذا المجلس بكل أسف غير قادرين على مواجهة الحكومة من أجل قضية "البدون"، كما في المجالس السابقة، لم نرَ تياراً أو كتلة سياسية مستعدة أن تتصدى للحكومة في سبيل هذه القضية.

وأقر المجلس في المداولة الأولى قانون تجنيس أربعة آلاف منهم، وحدث هرج ومرج فيها، وأمرت الوزيرة رولا دشتي بعض النواب بالانسحاب، وخرجوا فوراً استجابة لها، وتم رفع الجلسة مؤقتاً، وهاج النائبان ناصر المري ومشاري الحسيني غضباً لأنهما لا يريدان أن يكون قانون التجنيس لـ"البدون" فقط!

وبعد الاتفاق عاد المجلس للانعقاد ووافقوا على المشروع على أن يتم تعديله قبل المداولة الثانية، ومن المؤسف جداً أن يطالب النائب ناصر المري الذي كان يتغنى بقضية "البدون" بجعل القانون لا يخص "البدون" فقط، ولكن بأن يكون شاملاً جنسيات عدة ليتم تجنيس من يرغب فيهم النواب!

والمثير للاستغراب أن الحكومة انحازت لـ"البدون" في مواجهة النواب، حيث أصرت على أن يكون التجنيس لهم فقط! والكتلة التي يتزعمها ناصر المري أرادته لتجنيس الخليجيين!

كان "البدون" يتوقعون إخلاصاً وتعاوناً من قِبل نواب الجهراء خصوصاً الشماليين القريبين لهم من جميع النواحي سواء "الجيرة" بحكم أن تيماء تقع في الجهراء، أو بحكم النسب والأصول، لكن "البدون" صعقوا عندما صرح النائب مشاري الحسيني في إحدى القنوات بعدم رضاه عن تجنيس "البدون" ومطالبته بتجنيس سعوديين وقطريين يحملون إحصاء (65) حسبما قال!

هذه صدمة لـ"البدون" ولكن بالنسبة إلي، وأعلم جيداً أن مثل هؤلاء النواب يعلمون أنهم لن يستمروا طويلاً في المجلس وقال لي بعضهم هذا الكلام مباشرة!

وجاهر ناصر المري ومشاري الحسيني بأنهما لا يرغبان في تجنيس "البدون" فقط بل يريدان تجنيس خليجيين حتى يقوما بتجنيس أقارب لهما من السعودية وقطر، ونقول لهما غير مقبول إطلاقا تجنيس حملة جنسيات أخرى قبل الانتهاء من قضية "البدون"، وإذا كان لكم قدرة على تجنيس أقاربكم فليكن بعيداً عن "البدون"، وهناك 34 ألف "بدون" كويتي أعلنت الحكومة استحقاقهم للجنسية والقانون يجنِّس فقط أربعة آلاف! بمعنى أننا نحتاج إلى سنوات طوال دون الانتهاء من المستحقين "البدون".

back to top