معاناة سورية المستمرة

نشر في 29-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 29-12-2012 | 00:01
No Image Caption
الوضع سيزداد سوءاً قبل الإنفراج!

يتوقع البعض هزيمة الثورة القائمة ضد الرئيس بشار الأسد خلال عام 2013، لكنّ النتيجة الأقرب إلى الواقع هي سقوط الأسد وعائلته الذين حكموا سورية منذ أن رسخ حافظ الأسد حكمه الدكتاتوري في عام 1970. إذا حصل ذلك، لا مفر من زعزعة الاستقرار ونشوء فترة من الفوضى على الأرجح، بحسب The Economist.
يتعلق السيناريو المثالي في سورية بـ{قطع رأس» النظام بحسب تصريحات الدبلوماسيين، ما يعني إقدام مجموعة سرية من الجنرالات السُّنة على الإطاحة ببشار الأسد والمقربين منه، ما يسمح لهم بالهرب إلى روسيا (آخر دولة حليفة مهمة للنظام) أو إيران (داعمة النظام الإقليمية). ثم تقوم سلطة وطنية جديدة بالتفاوض مع الثوار، ويتم إلغاء هيمنة حزب البعث الحاكم منذ فترة طويلة والتوافق حول إجراء انتخابات خلال سنة مثلاً، ذلك بالتنسيق مع الأخضر الإبراهيمي على الأرجح (وزير خارجية جزائري سابق كلّفته الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بأداء دور كبير الوسطاء).

وفق هذا السيناريو، سينشأ ائتلاف من الأحزاب التي تشمل جماعة إسلامية معتدلة وسنية في معظمها لتصبح الطرف الأبرز في البلاد، الأمر الذي سيحظى بإشادة الحكومتين في مصر وتركيا.

في المقابل، ستحصل الأقليات العلوية والمسيحية والكردية (تشكّل كل فئة منها حوالى عِشر العدد السكاني الذي يشمل 23 مليون نسمة) على ضمانات تؤكد على احترام حقوقهم. لكنّ تصديق تلك الضمانات مسألة أخرى. لن تكون المعركة الطائفية الشاملة حتمية على رغم المخاوف من وقوعها في ظل استمرار الصراع.

لكن يمكن أن يتحقق سيناريو تشاؤمي أيضاً. قد تستمر المراوحة الدموية بين الفريقين وقد ينشأ الثوار منطقة محرّرة بنسبة معينة في الشمال الغربي، مع ضم ثلث الشعب إليهم على الأرجح. قد يسيطر نظام الأسد على مراكز دمشق وحلب وحمص وحماة، لكنه قد يخسر الضواحي وعدداً من البلدات الأصغر حجماً.

تتعلق المسألة الأساسية بمعرفة ما إذا كانت تركيا والغرب (لا سيما الولايات المتحدة وحلف الأطلسي) سيرضخان للضغط الشعبي لفرض حظر جوي على مساحة من الحدود السورية مع تركيا. ستكون تلك الخطوة أشبه بإعلان الحرب نظراً إلى ضرورة إبطال مفعول الدفاعات الصاروخية التابعة للأسد للحفاظ على منطقة آمنة.

كذلك يرتفع احتمال أن تتحول الحرب الأهلية السورية إلى حرب بالوكالة، فقد بدأ لبنان المجاور يقترب من الصراعات الطائفية. ستتردد الحكومات التركية والغربية في مساعدة الجماعات الإسلامية المتطرفة، لكن لن يكون موقف قطر والمملكة العربية السعودية مماثلاً، إذ لكل بلد منهما جماعاته المفضلة. سيدافع «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران عن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد بما أن معقلها الجبلي متاخم للحدود اللبنانية.

على عكس المعارضة التي أطاحت بالرئيس الليبي معمر القذافي في عام 2011، ستواجه المعارضة السورية صعوبة في التوصل إلى توحيد صفوفها. ستحاول إحدى الفئات الجهادية كسب النفوذ، لكن ستصدّها غالبية الوحدات المقاتلة. مع ذلك، سيفشل الجيش السوري الحر، الذي يعتبره الغرب أبرز قوة مقاتلة في صفوف المعارضة، في إنتاج قيادة أو بنية يمكن أن تصبح سلطة مرتقبة.

بعبارة أخرى، سيزداد الوضع المأساوي سوءاً قبل أن يبدأ بالتحسن. لكن يُفترض أن تشهد نهاية عام 2013 سقوط الأسد ونشوء نظام جديد من الأنقاض.

back to top