شركة «غرين سكرين» تسوّق غرائزها الحيوانية

نشر في 01-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 01-05-2013 | 00:01
No Image Caption
هرول النجم نحو وسادة صغيرة كانت موضوعة في وسط المسرح وتوقف عند العلامة التي رُسمت له. فأمره مدرّب الحيوانات المتمرس ستيف مارتن: {انظر إلى الكاميرا!}. فأدار «شادو» رأسه وكأنه محترف حقيقي وحدّق في الكاميرا بعينيه الصفراوين الثاقبتين: إنه الذئب الرمادي الذي ظهر في مسلسل True Blood على قناة HBO. ثم قال له مدرب آخر {أحسنت!} وهو يقذف له قطعة لحم.

تُصوِّر شركة {غرين سكرين} لقطات كثيرة مع حيوانات على مسرح عملاق يستعمل شاشة خضراء كخلفية للمشاهد في «استوديوهات مركز هوليوود»، حيث قام فهد وأسد وقرد وفيل ودبّان رماديان ببعض المهمات السهلة على المسرح الفارغ فيما راح طاقم التصوير يلتقط تحركات الحيوانات ومختلف أصواتها.

كلّف إنتاج جلسة تصوير الحيوانات الشركة حوالى 100 ألف دولار.وهي تتخصص ببيع صور يصعب التقاطها للحيوانات مع شاشات خضراء في الخلفية للتمكن من استبدالها بأي خلفية لاحقة (غابة، جبل، موقف سيارات، ممر مدرسة).

قال مارك شوكلي، أحد أصحاب شركة «غرين سكرين لتصوير الحيوانات» خلال الاستراحة بين تصوير اللقطات في الأسبوع الماضي: «تلاقي قصص مصاصي الدماء رواجاً هائلاً في الوقت الراهن، لذا نحن نصور الذئاب تحديداً».

أنشأت شركته مكتبة فيها حوالى ثلاثة آلاف مشهد للحيوانات كي تظهر في البرامج التلفزيونية والإعلانات ومقتطفات الأفلام والبرامج الحوارية وألعاب الفيديو. تحتفظ شركة «غرين سكرين» بحقوق عرض المقتطفات التي تُباع مقابل قيمة تتراوح بين 500 و4 آلاف دولار لكل لقطة بحسب نوع الإنتاج.

صحيح أن تنامي استعمال المؤثرات الرقمية خفّض الطلب على الحيوانات في مواقع التصوير، لكن يستعمل منتجون كثيرون حول العالم مخزون صور «غرين سكرين» لإضافة أي حيوان رقمياً إلى إعلان أو مسلسل كوميدي أو مقتطف من فيلم إذا كانوا لا يستطيعون تحمّل كلفة تصوير مشاهد فيها حيوانات حقيقية أو الاستعانة بمؤثرات بصرية لابتكار حيوان على الحاسوب.

لا تكشف الشركة الخاصة عن مصادر تمويلها ولكنها أعلنت أن المبيعات ارتفعت بنسبة 300% تقريباً في السنوات الخمس الماضية. يقول شوكلي: «الحيوانات تبقى رائجة دوماً. لا شك في أن قيمة لقطاتنا سترتفع مع الوقت».

أفلام وإعلانات

شمل عملاء شركة «غرين سكرين» برنامج The Tonight Show مع جاي لينو، والفيلم الوثائقي الطبيعي على شبكة AandE، وبرامج قناة ديزني مثل Austin and Ally وGood Luck Charlie، وسلسلة الكتب التفاعلية JibJab.com، وعدداً متنوعاً من مقتطفات الأفلام بما في ذلك We Bought a Zoo لشركة «فوكس للقرن العشرين».

تُعتبر الإعلانات مصدراً تجارياً مهماً أيضاً بالنسبة إلى شركة «غرين سكرين». في السنة الماضية، صورت إعلاناً لشركة Sprint  وظهرت فيه قطة تقود السيارة. كانت القطة قد تصورت فعلياً أثناء جلوسها على عربة تفاح وهي تخدش عجلة قيادة مزيفة. أظهر إعلان آخر لموقع Free Credit Report.com قرداً يخرج من حقيبة تسوق.

يأتي نصف عملاء الشركة من بريطانيا وأستراليا واليابان وأوروبا الشرقية. يبدي المنتجون الأجانب والوكالات الإعلانية الخارجية رغبة شديدة في الحصول على صور الحيوانات الكبيرة من أميركا الشمالية، لا سيما الدببة الرمادية.

خطرت فكرة هذا العمل على بال شوكلي، الذي كان خبيراً في إنتاج الإعلانات وتسويق الأفلام، حين كان يساعد زوجته لورا، وهي مدرِّبة حيوانات، على الاعتناء بالحيوانات. قال شوكلي: «أحب الحيوانات وأحب الإنتاج. فتساءلتُ كيف يمكن أن أجمع بين الشغفين؟ أجريتُ بحثاً عن الأمر وأدركتُ أن أحداً لا يقوم بمشروع مماثل».

أطلق الشركة في عام 2007 مع ويسلي مونين، نائب رئيس شركة «ماستر كارد» العالمية. وفر الشركاء الدعم المالي من ثلاثة مستثمرين أساسيين: رجل الأعمال روب غولدبيرغ من جنوب كاليفورنيا، وهو مؤسس شركة GMG الترفيهية ومدير تنفيذي سابق في شركة {لانش ميديا} التي بيعت لاحقاً لشركة {ياهو}؛ ولورا كونراد، مديرة مالية سابقة في شركة {إكسبريان}؛ وكيب نايت، رئيس شركة HandR Block الدولية.

زاد الجدل في الفترة الأخيرة حول استعمال الحيوانات في الأفلام والإنتاجات التلفزيونية. أوقفت شبكة HBO مسلسلها الدرامي Luck في السنة الماضية بعدما نفقت ثلاثة أحصنة خلال الإنتاج.

لكن يعمل شوكلي عن قرب مع مجموعة من المدربين المتمرسين لضمان عدم تعرض الحيوانات للأذى خلال التصوير، وهي تخضع أيضاً لمراقبة {الجمعية الأميركية للرفق بالحيوان} (جماعة مسؤولة عن الإشراف على سلامة الحيوانات في مواقع تصوير الأفلام والبرامج التلفزيونية).

قالت كارين روزا، مستشارة بارزة في وحدة الأفلام والتلفزيون في «الجمعية الأميركية للرفق بالحيوان»: «في أغلب الأحيان، حتى لقطات الفيديو الواضحة لا تضمن معاملة الحيوانات التي استُعملت في الأصل خلال التصوير بطريقة إنسانية. لكن لطالما كانت شركة «غرين سكرين» متعاوِنة ولطالما طلبت حضورنا كي تضمن سلامة الحيوانات وتحصل على شهادة منا. لم يتأذى أي حيوان هناك».

أضاف شوكلي: «إذا لم يرغب حيوان في تصوير مشهد، لا بأس في ذلك. في النهاية، لا أواجه أي ضغوط كتلك التي يواجهها صانعو الأفلام التي تكلف 30 مليون دولار فينتهي أمر المنتجين إذا لم يصوروا  اللقطة المطلوبة».

back to top