حوار الطرشان: مساواة المرأة بالرجل

نشر في 09-03-2013
آخر تحديث 09-03-2013 | 00:01
 فيصل الرسمان في عالم الحيوان الواسع والمعقد، نستطيع أن نفرق بين الذكر والأنثى، إما بالشكل الذي تشكلوا به، وإما بالمهام التي يقومون بها، فكل جنس من تلك الأجناس له شكله وله مهمته التي لا يشاركه فيها أحد.

وبناءً عليه لا يمكن لنا أن نتصور المساواة بين تلك الأجناس مساواة تامة، لأن بالمساواة هذه ستختل موازين حياتهم، وتضطرب فطرتهم، وتتبدل أحوالهم، هذا فضلاً عن التركيبة العضوية التي يختص بها جنس عن آخر ويتفرد.

وإن أغلقنا باب عالم الحيوان، وفتحنا باب عالم الإنسان، فإننا نجد أن هناك دعوات صاخبة وشعارات لا تثبت على لون، وهتافات مزعجة، تنادي بصلف بمساواة المرأة بالرجل، من دون أن تبين لنا تلك الأصوات ماهية المساواة التي ينادون بها، هل هي مساواة تامة بالمعنى الدقيق؟ أم هي مساواة من نوع آخر؟

فإذا كان الذي يقصدونه المساواة التامة، فهذا القصد لا يمكن تحقيقه على الإطلاق، ما لم نقم بتغيير الجنس البشري، بحيث نلقي جنس المرأة -بحسبان أنها المُطالبة بالمساواة- لنحشره قسراً في جنس الرجل، بمعنى أن يقوم أصحاب الاختصاص من الأطباء، بإجراء عمليات تجميلية دقيقة تعدم الجنس الأنثوي، ليقوم على أنقاضه جنس آخر مطابق للجنس الذكوري -وإن تم ذلك على سبيل الافتراض الجدلي- فنواميس الكون ستختل بطبيعة الحال اختلالاً لا يمكن التعايش معه.

أضف إلى ذلك أن الجنس البشري مع دوران عجلة السنين سينقرض تماماً، لأن عمارة الكون المقصودة لن تتحقق في مثل هذه الظروف الشاذة.

أما إن كان القصد منسحباً إلى المساواة من النوع الآخر، فإن هذه المساواة ستضطرب لها الأحوال أيضاً، لأن الاختصاصات ستتشابك من جرائها تشابكاً لا يمكن لنا فض نزاعه مع الأيام، فالأعمال والمهام المعقودة للرجل بصفته رجلاً، ستنازعه المرأة فيها، وهذا الأمر يترتب عليه نوع من الارتباك المجتمعي الخطير.

فتربية الأطفال والحال هذه، ستكون اختصاص من، والسهر على أحوالهم تبعية من، والصرف عليهم والاعتناء بهم لمن.

فضلاً عن أن الأسرة سيمزق ثوبها قائدان، كل واحد منهما يريد فرض سيطرته عن طريق تطبيق تعاليمه على الآخر، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى غرق سفينة الأسرة في بحور التشتت والضياع.

لأن الأطفال سينشأون بلا قدوة، لأنهم لم يجدوا أباً يقتدون به ويقلدون، ولا أما يفتخرون بها ويتباهون، لأن الاثنين في نظر الأطفال واحد.

* وغني عن البيان...

إن الرجل له حقوق وعليه في المقابل واجبات، والمرأة لها حقوق وعليها التزامات، فيجب على كل جنس من الجنسين أن يحترم حقوق الآخر، ولا يتعدى عليها، لأن التعدي عدوان يؤدي إلى هدم الأسرة... والسلام.

back to top