حوار الطرشان: هل تنتصر مصر؟

نشر في 08-06-2013
آخر تحديث 08-06-2013 | 00:01
 فيصل الرسمان الإجابه نعم... وشرحاً لتلك النعم أقول مستعيناً برب الفلق:

إن أعظم حضارة بزغت عليها الشمس، وشعّ نور القمر فيها هي الحضارة المصرية، حيث استطاعت أن تتربع على قمة العجائب السبع التي اصطلح العلماء على تسميتها، والحضارة المعجزة هذه ليست قديمة عتيقة فحسب، بل إنها تُعد مفخرة التاريخ ذاته، ونحن في حل إذا ما زعمنا أنها بداية التاريخ، وفي حل أيضاً إذا ما ادعينا أن التاريخ لم تستقم له التواريخ التي تنظم أيامه إلا مع ولادة الحضارة المصرية.

والحضارة الموغلة في القدم هذه، إن نحن حاولنا سحب شريط ذكرياتها الممتد إلى ما لا نهاية للاطلاع عليه من أجل أخذ العبر والاتعاظ بالأحداث، تبادرنا فصول ذاك الشريط لتقول لنا، إن الأحداث التي مرت كثيرة وكبيرة، فالدول التي سارت على إقليمها متعددة، والثقافات المصحوبة متنوعة، ومع كثرة التعدد والتنوع نجد الثقافة المصرية طاغية على ما عداها من الثقافات.

***

وتقول إنجي فايد "مصر لها شخصية واضحة من الصعب تقليدها، والشخصية المصرية من الصعب التأثير فيها، وستظل محتفظة بتفاصيلها المختلفة حتى آخر الدهر".

نعم إن الحضارة المصرية لا يوجد لها مثيل في العالم بأسره، فسحرها من نوع خاص غير مكتشف، لأننا لا نعلم إن كان السحر يسكن في أعماق نيلها، أم أنه مندسٌ بين أحجار أهراماتها، أو أنه في مكان آخر خفي.

كما أنها حضارة تنصهر فيها المذاهب، وتختفي في عمق محيطها الثقافي العصبيات، لتستحيل أرض الكنانة على مر العصور واحة أمن واستقرار لجميع الملل والنحل التي تختلف على أرضها.

* الآن...

مصر تمر بظروف عصيبة، لكن هذه الظروف مقارنة مع سابقتها ليست كذلك بالقياس، وبالتالي فإن الفكر الشمولي المتمثل بجماعة "الإخوان المسلمين" والذي استطاع أن يسيطر على الساحة السياسية، ليحكم قبضته بعد تلك السيطرة على الحكم في انتخابات رئاسية نزيهة أم غير نزيهة، ليس مهماً، المهم أن الحضارة المصرية وما تملكه من مقومات ثقافية متراكمة على مر العصور، لن يستطيع هذا الفكر أن يفرض أجندته الفكرية- إن كانت هناك أجندة- على جميع مناحي الحياة في مصر، لأن الحضارة العتيقة الشامخة ستقف في وجهه كالطود، والطود العملاق لا يمكن مقاومته بأي حال من الأحوال.

ومن حيث إن الأنداد غير متكافئة، لذا سنجد الطرف الضعيف- الفكر الشمولي- مع تقلب الأيام القادمة، يسير وفقاً للتعاليم المرسومة مسبقاً من قبل الثقافة المصرية المؤثرة وغير المتأثرة، الأمر الذي سيجعل من جماعة "الإخوان المسلمين" مجرد حزب سياسي متطور يقبل برحابة صدر بتداول السلطة، ويرحب كذلك بانتقالها إلى الآخر من غير تذمر أو مقاومة، حفاظاً على ديمومته إن أراد أن يستمر من ناحية، ولضمان وجوده على الساحة السياسية في مصر من ناحية أخرى، كما أنه سيبدل خطابه السياسي ليجعله متماشياً مع ما يتطلبه العصر ويحث عليه، وسينزع من مخيلته فرض الأفكار على الآخر قسراً.

لأنه بغير هذا الفعل ستنتفض في وجهه ثقافة الحضارة العتيقة، لترميه خارج دائرتها باعتباره خارجاً عن الحدود التي رسمتها على مر العصور.

* نهاية القول...

إن حقب التاريخ كلها في مصلحة مصر، والأهم أن الحضارة المصرية تخرج منتصرة في بداية الأمر ونهايته، لذلك نقول إن مصر ستنتصر، وحتماً هي منتصرة... والسلام.

back to top