حكاية أغنية
« حدوتة مصرية »
من فيلم: حدوتة مصرية.بطولة: نور الشريف، يسرا، محسن محيي الدين، سهير البابلي، سعيد عبد الغني، ماجدة الخطيب، أحمد محرز، سيف عبد الرحمن، سعاد نصر، عبد العزيز مخيون.إخراج: يوسف شاهين.غناء: محمد منير.كلمات: عبد الرحيم منصور.ألحان: أحمد منيب.كلمات الأغنيةما نرضاش يخاصم القمر سماهما نرضاش تدوس البشر بعضهاما نرضاش يموت جوه قلبي نداهما نرضاش تهاجر الجذور أرضهاما نرضاشقلبي جواه يغنيلأجراس تدق لصرخة ميلادتموت حتة منيلأجراس بتعلن نهاية بشر من العبادالحكمة قتلتني وحييتني وخلتنيأغوص في قلب السر... قلب الكونقبل الطوفان ما ييجيخلتني أخاف عليكي يا مصروأحكيلك على المكنونمين اللي عاقل فينا مين مجنونمين المدبوح من الألم مين اللي ظالم فينا مين مظلوممين اللي ما يعرفش غير كلمة نعممين اللي محنيلك خضار ... الفلاحين الغلابةمين اللي محنيلك عمار ... عمالك الطيابةمين اللي بيبيع الضمير ويشتري بيه الضمايرمين هو صاحب المسألة والمشكلةوالحكاية والقلمرأيت كل شيءقابلت في الطريق عيون كتير بريئةأعرف بشر عرفوني ... لأ ما عرفونيش... قبلونيبأمد إيدي لك طب ليه ما تقبلنيشلا يهمني اسمكلا يهمني عنوانكلا يهمني لونك ولا بلادكيهمني الإنسان ولو ما لوش عنوانيا ناس...يا ناس...يا ناس يا مكبوتةهي دي الحدوتةحدوتة مصريةالحدوتةتدور أحداث الفيلم (عرض سنة 1982) حول يحيى شكري، مخرج سينمائي يصاب بأزمة قلبية أثناء إخراجه أحد الأفلام، فيسافر إلى الخارج ليعرض نفسه على طبيب أخصائي مقيم في لندن، وتجرى له جراحة ناجحة في القلب، وأثناء إجراء العملية تتراءى له أحداث من ماضيه، كفنان وإنسان ومواطن مصري، ولا تلبث هذه التجربة الإنسانية أن تأخذ شكل محاكمة في قلبه، يواجه فيها المخرج الطفل الموجود في داخله ويحاكم شخصيات أفلامه، وتنتهي المحاكمة بالصلح بين الجميع.الفيلم جزء من السيرة الذاتية ليوسف شاهين التي قدمها في أفلامه: «إسكندرية ليه؟»، «إسكندرية كمان وكمان»، «إسكندرية نيويورك»، ويعكس واقعة حقيقية عندما أصيب بأزمة قلبية أثناء تصوير فيلم «العصفور» وسافر إلى إنكلترا للعلاج على يد الدكتور مجدي يعقوب.أما الأغنية التي تمثل خلفية مقدمة الفيلم، فأصبحت عملا فنياً متفرداً لأنها تحمل رسالة تلخص أفكار يوسف شاهين ورؤاه، خطوطها العريضة الحب والتسامح وعدم التعصب وتجنّب تصنيف البشر على أساس اللون أو الجنس أو الدين...الغريب أن الرقابة تعرضت للأغنية فحذفت كلمة واحدة منها في نهايتها هي: «يا مكبوتة»، يقول فيها منير: «يا ناس يا مكبوتة هي دي الحدوتة»، وكان هذا شرطها لتسمح بطباعة الأغنية في ألبوم.وبعد تلحين الأغنية طلب يوسف شاهين أن يغنيها محمد منير مع آلات الإيقاع فقط، فأثار موجة من الاعتراض وتوقع فريق العمل ألا يتقبل الجمهور الأغنية من دون موسيقى سوى الدرامز ومرافقة قليلة على البيانو والعود والكمان، إلا أن الأغنية حققت نجاحاً غير عادي.الرائع أن كلمات الأغنية تعبر بصدق عن حالنا اليوم، لأنها تمس كل شخص يخاف على مصر في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها.