غادة الكندري: أعالج النفس بالرسم
تمزج بين الصورة والخط في معرضها الجديد
أكدت الفنانة التشكيلية غادة الكندري معالجتها النفس البشرية بالرسم، فتشذب الأضرار التي لحقت بها من خلال لغة تشكيلية تمزج بين الصورة والخط.واستعرضت الكندري، في معرضها بـ«غاليري تلال»، نحو أربعين عملا فنياً، أنجزتها خلال شهرين ونصف الشهر، مركزة على المرأة في لوحاتها، مستخدمة تكنيكا مختلفا عن أعمالها السابقة، وإن احتفظت بثيمة حواء، فترصد ما يختلج في نفسها من مشاعر متباينة راسمة انكسارات المرأة عبر مشاهد صامته يسيطر عليها الوجوم ويثقلها قدر الألم والحزن من خلال أداء تعبيري مفعم بالرموز.
تتصدى الكندري للصدمات فتترجم ذلك عبر خطابها فتقهر الألم تشكيلياً متفوقة على مرارته، ورغم من الضرر النفسي للمأساة فإنها تعيد التوازن النفسي وتعالج الخلل مادام القلب مازال ينبض والرئة تستنشق الهواء. وقالت عن الاتجاه الجديد في أعمالها : «أردت تجربة خامة مختلفة خلال معرضي الجديد، إذ استخدمت ورق «الكاربن» الكبير الحجم إضافة إلى ألوان الأكرليك، رغبة في اكتشاف نتيجة هذا الجهد لدى المتلقي».أشكال حديثةاعتبرت هذا الشكل مسارا جديدا في مشوارها لأن الفنان يطور نفسه باحثاً عن أشكال فنية حديثة تساهم في ترجمة مشاعره وأفكاره، لاسيما أن التعبير الفني أو الرسم بمنزلة العلاج النفسي للتخلص من الأضرار التي لحقت بالفرد بسبب ما يدور حوله من أحداث مؤلمة من صنيعة الإنسان أو تندرج ضمن قائمة مصائب الزمان. تعرض الكندري لوحات بأحجام مختلفة فترسم اللوحات الكبيرة والصغيرة، مجسدة حالات منوعة للمرأة عبر البورتريه التأثيري أو التعبيري، وكذلك عبر أعمال تجريدية أخرى، مركزة على أعماق المرأة التي تسعى إلى تجديد كيانها والتخلص من الأضرار التي تصيبها من خلال أعمال مفعمة بالترميز.وعن الفترة التي استغرقت تنفيذ العمل، تبين أنها بدأت بتنفيذ أفكارها في منتصف شهر ديسمبر الماضي، منجزة هذه المجموعة من الأعمال، إلى أن وضعت الرتوش النهائية على آخر لوحاتها قبل يومين من موعد المعرض، آملة أن تنال هذه التجربة استحسان المتلقي.مزاوجةوعن المزاوجة بين الرسم والكتابة في خطابها البصري، أوضحت أنها تعشق الكتابة منذ الصغر لكن كانت تنتظر الفرصة المناسبة لتقديم هذا الشكل الفني، شارحة ضمن هذا السياق: «كنت أدوّن بعض آرائي في أوراقي الخاصة محتفظة بهذه الأفكار لنفسي، لكن قررت لاحقاً خوض تجربة المزاوجة بين الصورة والخط رغبة في مشاركة المتلقي بهذه الآراء المنوعة في موضوعات حياتية لا تهمني وحدي بل تسترعى انتباه شريحة كبيرة من المجتمع».يذكر أن الفنانة التشكيلية غادة الكندري تخرجت في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 1992، ولها مشاركات منوعة في معارض فردية وجماعية داخل الكويت وخارجها.(ل. ش)