55 عاماً من العلاقات المتميزة بين الكويت واليابان
رئيس الوزراء الياباني يصل إلى البلاد اليوم في زيارة تستغرق يومين
يجري رئيس الوزراء الياباني مباحثات مع كبار المسؤولين الكويتيين بهدف توثيق أواصر الصداقة خلال زيارته للبلاد التي تستمر حتى 27 من الشهر الجاري.
يجري رئيس الوزراء الياباني مباحثات مع كبار المسؤولين الكويتيين بهدف توثيق أواصر الصداقة خلال زيارته للبلاد التي تستمر حتى 27 من الشهر الجاري.
يصل اليوم الى البلاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في زيارة تستمر حتى 27 اغسطس الجاري يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين الكويتيين بهدف توثيق اواصر الصداقة وتعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والتي بلغ عمرها 55 عاما تميزت بالتفاهم والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ما يجعلها نموذجا يحتذى في العلاقات الدولية.ويعود تاريخ هذه العلاقات الى وقت قديم عندما وافق المغفور له الشيخ عبدالله السالم في عام 1958 على منح شركة الزيت العربية المحدودة امتيازا وحقوقا لاستغلال النفط والغاز في المنطقة المغمورة بما كان يسمى في ذلك الوقت بالمنطقة المحايدة وكانت هذه الاتفاقية من ابرز اوجه التعاون مع الشركات اليابانية في هذا المجال.
استقلال الكويتوتعتبر اليابان من أولى الدول التي اعترفت باستقلال الكويت وكان ذلك من خلال قرار صادر من مجلس الوزراء الياباني في 8 ديسمبر عام 1961 وقررت اليابان كذلك تبادل السفراء مع الكويت حيث وصل في فبراير عام 1962 اول سفير كويتي الى طوكيو وهو سليمان محمد الصانع، كما تم افتتاح السفارة اليابانية في الكويت في مارس عام 1963 وكانت البعثات التجارية اليابانية موجودة في اسواق الكويت منذ عام 1961 لدراسة السوق في دول الخليج العربي.وخلال السنوات الماضية كانت العلاقات بين البلدين مبنية على المصالح المشتركة وخاصة التجارية منها حيث كانت الكويت من اهم مصدري النفط الخام ومنتجاته المكررة لليابان في الوقت الذي كانت فيه الاسواق الكويتية عامرة بمختلف انواع السلع الاستهلاكية اليابانية.وكان لليابان مواقف مشرفة ابان فترة الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990 حيث ساندت الحق الكويتي وقرارات الشرعية الدولية التي ادانت الاحتلال وطالبت بعودة الشرعية للكويت كما ساهمت في الجهود التي بذلت في تحرير الكويت بما يزيد على 13 مليار دولار.وفي 23 مارس 2012 اكدت الكويت واليابان في البيان المشترك الذي صدر عقب انتهاء زيارة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الى اليابان خلال الفترة من 20 الى 23 من شهر مارس 2012 على اهمية تقوية التعاون الثنائي الاقتصادي والتقني معربتين عن التزامهما العمل معا لزيادة وتشجيع التجارة والاستثمار والاعمال بين البلدين.لجنة الأعمال الكويتية اليابانيةوقد رحب الجانبان بعقد لجنة الأعمال الكويتية اليابانية السنوية المستمرة منذ عام 1995 إلى جانب ندوة الكويت للاستثمار لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا منها العلاقات التجارية والاستثمار والتعاون الصناعي.وقدمت الكويت عام 2011 الى اليابان تبرعا بعد التسونامي الذي ضرب منطقة فوكوشيما تمثل بخمسة ملايين برميل من النفط الخام بقيمة تعادل نحو 500 مليون دولار، وذلك بتوجيهات من سمو الأمير الى جانب 3 ملايين دولار لإعادة تأهيل المعهد العلمي البحري في فوكوشيما و2 مليون دولار للصليب الاحمر الياباني كتبرع شخصي من سموه.ويعتبر عام 1995 الاكثر تميزا في علاقات البلدين حيث قام ولي عهد اليابان ناروهيتو والاميرة ماماكو بزيارة الكويت في يناير من ذلك العام وفي المقابل قام سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد، بزيارة لطوكيو للاعراب عن تقدير الكويت للمساهمة اليابانية في تحرير البلاد.وخلال زيارة الامير ناروهيتو للكويت منحه سمو أمير البلاد الراحل قلادة مبارك الكبير وهي اعلى وسام في الكويت تقديرا للتأييد الياباني للكويت اثناء فترة الاحتلال العراقي الغاشم.وكان سمو الأمير الشيخ جابر الاحمد قام بزيارة رسمية لليابان في اكتوبر عام 1965 عندما كان وزيرا للمالية والصناعة وقبل هذه الزيارة توقف سموه في اليابان مع أخيه الشيخ صباح الاحمد في طريقهما الى رحلة حول العالم عام 1953.وقام سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بخمس زيارات رسمية لليابان عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية كانت الاولى في ابريل 1964 وتبعتها زيارة في اكتوبر عام 1968 في طريقه الى الامم المتحدة اعقبتها زيارات في اكتوبر 1971 ومايو 1984 واكتوبر عام 1998.الأسبوع الكويتيوكان سمو الامير الشيخ صباح الاحمد قد افتتح في طوكيو في شهر اكتوبر عام 1998 الاسبوع الكويتي (تعرف على الكويت 98) وذلك ضمن الجهود التي تبذلها اللجنة الكويتية اليابانية لرجال الاعمال لجذب رؤوس الاموال والاستثمارات اليابانية الى الكويت.وثمن سمو الشيخ صباح الاحمد خلال هذه الزيارة الموقف الياباني الثابت والمبدئي من الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 ودعمها للحق الكويتي ومساندتها الفاعلة في حرب تحرير الكويت وفي المقابل ثمن المسؤولون اليابانيون خطوة اقامة الاسبوع الكويتي في اليابان ووصفوها بانها خطوة صحيحة على طريق التعريف بالكويت حضاريا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا.وتعتبر اتفاقية الامتياز التي كانت ممنوحة لشركة الزيت العربية للتنقيب عن النفط الخام في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة ومياهها الاقليمية بين دولة الكويت والسعودية التي استمرت 45 عاما من ابرز اوجه التعاون مع الشركات اليابانية في هذا المجال.وخلال عام 2003 انتهى العمل بهذه الاتفاقية لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من علاقات التعاون بين البلدين من خلال التعاون بين الشركة الكويتية لنفط الخليج وشركة الزيت العربية، وقد تم توقيع عدة اتفاقيات للتعاون بينهما تمثلت بتزويد اليابان بجزء من انتاج هذه المنطقة واستعانة الشركة الكويتية بخبرات شركة الزيت العربية واتفاقية تمويل ياباني لانشطة هذه الشركة.وتعتبر اليابان سوقا رئيسيا لصادرات الكويت النفطية، حيث شكلت صادرات النفط الخام والمنتجات البترولية وغاز البترول المسال حوالي 28 في المئة وحوالي 18 في المئة وحوالي 66 في المئة على التوالي من اجمالي صادرات الكويت النفطية في عام 2003 وتشير هذه الاحصاءات الى ان صادرات النفط الخام الكويتي لليابان بلغت 98.70 مليون برميل عام 2012. شريك اقتصاديوتتطلع الكويت دائما الى اليابان كشريك اقتصادي متميز وتسعى دائما الى توثيق الروابط وزيادة التبادل التجاري واتاحة الفرص الاستثمارية المشتركة لاسيما بعد ما اقر قانون الاستثمار الاجنبي في الكويت.ويرتبط رجال الاعمال في البلدين بلجنة مشتركة منذ عام 1995 حيث عقدت هذه اللجنة اول اجتماعاتها في الكويت بتاريخ 7 نوفمبر من العام نفسه مما يعكس حرص القطاع الخاص في البلدين على توسيع آفاق التعاون المشترك.ومر عمل هذه اللجنة عبر ثلاث مراحل: الاولى بعنوان تأسيس قاعدة متينة تم من خلالها تحسين التفاهم المتبادل بين مجتمعات الاعمال الكويتية واليابانية أما المرحلة الثانية فأدرجت تحت عنوان نثر الثمار وعززت فيها العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تمهيدا للمرحلة الثالثة الحصاد التي تكللت بسلسلة من النشاطات والتعاملات.وتشير الإحصاءات الرسمية لعام 1993 ان اليابان اصبحت الشريك التجاري الاول للكويت بعد ان كانت الولايات المتحدة تحتل هذه المرتبة وخلال النصف الاول من عام 2001 زادت تجارة اليابان الخارجية مع الكويت بنسبة 2.3 في المئة لترتفع من 2.5 مليار دولار الى 2.56 مليار دولار وهو ما يعادل 1.75 في المئة من اجمالي تجارتها مع الدول الخليجية في نفس الفترة.وارتفعت صادرات اليابان الى الاسواق الكويتية خلال الستة اشهر الاولى من عام 2001 بنسبة 12.3 في المئة من 256 مليون دولار الى 287 مليون دولار.المنتجات النفطيةواشار تقرير لمكتب هيئة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) الى ان صادرات الكويت الى اليابان والتي تشكل المنتجات النفطية معظمها ارتفعت بنسبة 1.1 في المئة من 2.24 مليار دولار الى 2.27 مليار دولار وحافظت الكويت خلال تلك الفترة على فائض ميزانها التجاري مع اليابان الذي بلغ نحو مليار دولار اي ما يعادل 12 في المئة من اجمالي الفائض التجاري الخليجي مع اليابان في الفترة ذاتها.وتخطى التبادل التجاري بين البلدين حاجز الـ10 مليارات دولار في عام 2009 فيما تأتي اليابان في المرتبة الثالثة لأكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية للكويت بعد أميركا والصين ويتطلع الكويتيون الى ان يشهد الاستثمار الياباني مزيدا من التوسع في السوق الكويتي حيث يتركز حاليا في مجال الصناعة النفطية.يذكر ان اليابان منحت دولة الكويت في نوفمبر عام 1991 خطوط ائتمان مالية لتمويل تجارة الكويت معها بلغت قيمتها مليار دولار.شينزو آبي لتعزيز الشراكة الشاملة مع الكويتأعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن امله في تعزيز الشراكة الشاملة مع دولة الكويت لتحقيق الاستقرار والرخاء بين البلدين.وذكر مسؤولون في وزارة الخارجية اليابانية أمس ان زيارة آبي لدولة الكويت، وهي الاولى لرئيس وزراء ياباني منذ ابريل عام 2007، تأتي في اعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد لطوكيو العام الماضي، والتي اضافت صفحة جديدة لعقود من الصداقة بين البلدين.وقال نائب السكرتير الصحافي في وزارة الخارجية اليابانية ماسارو ساتو ان "آبي يعتزم خلال زيارته للكويت تعزيز الحوار والتعاون الثنائي بين البلدين في المجالات السياسة والأمن".وأضاف ساتو أن "آبي يرغب ايضا في تعزيز صادرات اليابان من المنتجات الزراعية وتقنيات البنية التحتية الى الكويت في الوقت الذي سيطلب فيه من دولة الكويت مواصلة توفير امدادات مستقرة من الطاقة لليابان".وأوضح ان مجالات التعاون الأخرى الممكنة بين البلدين ستشمل السلامة النووية والرعاية الصحية والزراعة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا وتنمية الموارد البشرية، بالإضافة الى مشاركة اليابان في برامج التنمية الوطنية الضخمة في الكويت، لافتاً إلى انه من المتوقع ايضا ان يبحث الجانبان سبل زيادة اعداد الطلبة الكويتيين في اليابان عن عددهم الحالي البالغ ستة طلاب.وبيّن أن آبي سيعرب عن تقدير اليابان لمساعدة دولة الكويت بعد كارثة الزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر والتسونامي الذي وقع في مارس عام 2011، وخلف اكثر من 19 ألف قتيل ومفقود شمال شرق اليابان.وأكد ساتو ان دعم دولة الكويت اللامحدود لليابان، بما في ذلك التبرع بخمسة ملايين برميل من النفط الخام من خلال مبادرة سمو امير البلاد اي ما يعادل 500 مليون دولار فضلا عن تبرع اضافي العام الماضي بثلاثة ملايين دولار لترميم حوض اسماك محافظة (فوكوشيما) ومليوني دولار للصليب الاحمر الياباني، يعد محل تقدير كبير من قبل الحكومة والشعب الياباني.