البرامج الحوارية في رمضان... تكرار مملّ لسنوات مضت

نشر في 24-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-07-2013 | 00:01
No Image Caption
لا شك في أن الفراغ الذي تركه غياب الفوازير دفع القيّمين على الشاشات إلى التركيز على البرامج الحوارية، لكن سنة بعد أخرى وقعت هذه البرامج في فخ التكرار في استضافة الشخصيات نفسها، ولم ينجُ من هذا الواقع سوى شخصيات أثير حولها جدل في قضايا مختلفة، تندرج البرامج في معظمها هذا العام أيضاً ضمن هذه الدوامة، من بينها «أنا والعسل» وآسفين يا يّس»...
تبدو غالبية الأسماء التي يستضيفها نيشان في «أنا والعسل» مكررة وسبق أن استضافها في الموسم الأول من البرنامج السنة الماضية، أو في برنامج «مايسترو» الذي قدمه منذ سنوات... للخروج من نفق التكرار استعان القيمون على البرنامج بالعنصر الذكري، فاستضاف لغاية الآن نجمين يحظى كل منهما، في مجال عمله، بشعبية، الأول باسم يوسف الذي أكتسب شهرة عالمية، الثاني الموزع حسن الشافعي، عضو لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب «أراب آيدول» الذي ساهمت وسامته وأسلوبه المختلف في اتساع شهرته...

 ثمة أسماء أصبحت معتادة في برنامج نيشان على غرار: إلهام شاهين، غادة عبد الرازق، ميريام فارس، أصالة، وغيرهن من النجمات المتوقع استضافتهن في الحلقات المقبلة من بينهم على سبيل المثال لا الحصر نانسي عجرم... وتكاد تكون نادية الجندي الإضافة الوحيدة إلى البرنامج، لأنها تظهر فيه للمرة الأولى. اللافت أن قي قائمة ضيوف نيشان نجمات شابات مثل نيكول سابا وأخريات مثيرات للجدل من دون أن يتمتعن بتاريخ فني أو بأعمال تحمل قيمة فنية حقيقية مثل مايا دياب.

 ربما يصرّ نيشان على تقديم «أنا والعسل} في موسمه الثاني ليثبت أن نجاح برنامجه هذا العام هو استمرارية لنجاحه في السنة الماضية، كما فعل سابقاً مع «مايسترو».

ما خدم نيشان هذا العام أن في جعبة شخصيات عدة جديداً تتحدث عنه، على غرار إلهام شاهين وقضيتها الشهيرة مع الشيخ عبد الله بدر التي أدت إلى سجنه عاماً كاملاً مع الشغل، ما جعلها نجمة البرامج الحوارية بلا منازع.

 كذلك غادة عبد الرازق وأزمتها الشهيرة مع مخرج مسلسلها «حكاية حياة»، إذ تبادلا السباب والشتائم والضرب، عدا عن التشهير الذي وصل إلى الذم والقذف المتبادل، عبر وسائل الإعلام آخرها في «أنا والعسل»، فبدت غادة أكثر هدوءاً من المخرج ولم تظهر على الإطلاق بمظهر المجنية عليها، على عكس محمد سامي الذي بدا عصبياً ومتوتراً وكأنه أراد أن يشفي غليله من غادة عبد الرازق... بالإضافة إلى كونها تتحدث كجدة للمرة الأولى. هذان الأمران ربما جعلا الحلقة تخرج من فخ التكرار، فيما لم يكن لفنانات أخريات جديد يتحدثن به مثل أصالة وإيناس الدغيدي.

آسفين يا ريس

ينطبع البرنامج الحواري «آسفين يا ريس» الذي يقدمه طوني خليفة، بنكهة مصرية، فهو من إنتاج قناة «القاهرة والناس» ويذاع عبر قناة «اليوم» التابعة لشبكة «أوربت»، اقتبس عنوانه من جماعة «اسفين يا ريس» الموالية للرئيس السابق حسني مبارك.

 تتمحور فكرة البرنامج الرئيسة حول ضيوف يقيّمون أداء الرؤساء الثلاثة السابقين جمال عبد الناصر أنور السادات وحسني مبارك، وقد وقع القيمون على البرنامج في مأزق حقيقي في البداية، إذ كانت الفكرة مبنية على وجود الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن ثورة 30 يونيو التي أطاحت به جعلت القيمين عليه يغيرون في مضمونه.

يتضمن البرنامج لجنة تحكيم تتكون من ثلاثة أشخاص من التيارات السياسية المختلفة، يتولى كلّ واحد من أعضائها الدفاع عن أحد الرؤساء السابقين...

من خلال برامجه الحوارية الرمضانية التي يحاكي فيها قضايا الشارع المصري اكتسب طوني خليفة شعبية في الشارع المصري أضيفت إلى جمهوره اللبناني.

سمر وتامر

البرنامج الثالث هو «سمر والرجال في موسمه الثاني الذي تقدمه الإعلامية سمر يسري، ففي العام الماضي استضافت سمر نجوماً من الرجال تحدثوا عن علاقتهم بالمرأة، هذا العام تستضيف سمر فنانات وإعلاميات يتحدثن عن علاقتهن بالرجل.

 لا شك في أن جرأة سمر يسري في أسئلتها تجعل للبرنامج نكهة خاصة ويحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، لأنه يتطرق إلى قضايا حساسة وجريئة حول علاقة المرأة بالرجل على لسان نساء تسلط عليهن الأضواء ليل نهار.

أما الإعلامي تامر أمين فيقدم «أزمة قلبية» ويستضيف فيه سياسيين وإعلاميين، يتحدثون عن أمور لافتة مرت في حياتهم، ويندرج ضمن البرامج التي تحمل إيقاعاً سريعاً. ويتكون من ثلاث فقرات: الأولى يستعرض فيها أمين أزمة قلبية تعرض لها الضيف، أو بمعنى آخر: أغرب موقف حياتي مرّ على الضيف، الثانية يكشف فيها الضيف أصعب موقف تسبب فيه لشخص آخر، الثالثة يفاجئ تامر أمين ضيفه بموقف صعب لم يكن في حسبانه.

المذيع النجم

 يقول الصحافي والناقد محمد حسين إن البرامج الحوارية بدأت تأخذ حيزاً من اهتمام المشاهد العربي، بعد اختفاء الفوازير التي كانت تحتل مكاناً مميزاً على الخارطة الرمضانية، بالإضافة إلى ظاهرة تحوّل المذيع إلى نجم في السنوات الأخيرة، وحرص المشاهدين على رؤية البرنامج لأجل المذيع أكثر منه لأجل الضيوف الذين اصبحوا شبه مكررين في البرامج الحوارية.

 يضيف: «هنا يكمن التحدي الذي يخوضه صانعو تلك البرامج في إيجاد أفكار جديدة وأساليب مبتكرة يستطيعون من خلالها تقديم الضيف بحلة مختلفة عن تلك التي يظهر بها في البرامج الأخرى، والجديد في تلك البرامج الحوارية أنها لم تعد تستقطب الفنانين والإعلاميين فحسب، بل اخترقت عالم السياسة والنشطاء السياسيين والمثقفين والشعراء الذين يظهرون وجههم الآخر... ولا يمكن أن ننسى العنصر المادي الذي يؤدي دوراً في جذب الأسماء، فكلما كان المبلغ المدفوع كبيراً استقطب البرنامج أسماء كبيرة تثير الجدل وتستقطب المشاهدين».

 يؤكد حسين أن الإعلامي يؤدي دوراً في جذب المشاهدين، وإقناع الضيوف بالمشاركة في برنامجه، خصوصاً إذا كان لامعاً ومن أصحاب الخبرة في عالم الـ «توك شو» السياسي والاجتماعي، كما هي الحال بالنسبة إلى طوني خليفة أو تامر أمين، وقد سجلت الإعلامية سمر يسري خطوات مهمة في هذا المجال وجذبت شريحة كبيرة من المشاهدين في العام الماضي وخلال هذا العام أيضاً.

back to top