مجد خلف: ثورات الربيع ظلمت المرأة العربية

نشر في 02-01-2013 | 00:02
آخر تحديث 02-01-2013 | 00:02
No Image Caption
ترى الروائية السورية مجد خلف أن المرأة السورية، أو العربية عموماً، لم تحقق طموحاتها حتى الآن إلا في ما ندر، فقد هُضمت حقوقها وظلمت في مراحل حياتها كافة؟ كذلك تعتقد أن الربيع العربي لم يعن لها شيئاً، وتراه تعبيراً رومانسياً لا يعكس الواقع الحالي ولا يصف الحقيقة. صدر لها أخيراً روايتها الطويلة «عائلة السناري»، وهي بمثابة شكوى أو مظلمة أدبية إلى الحكام العرب بعد ثورات الربيع التي شهدتها المنطقة... حول الرواية ورؤيتها للواقع المعاش والمرأة العربية، التقتها «الجريدة» في هذا الحوار.
ما الذي أردت إيصاله إلى قارئ روايتك «عائلة السناري»؟

«عائلة السناري» صرخة إلى ضمير المجتمع العربي المعاصر، تسلط الضوء على ظلم المرأة في هذا العصر والعصور التي سبقته، فالأنثى مظلومة في كل مراحل وحالات عمرها، وليدة وطفلة وفتاة وامرأة، بنتاً وأختاً وأماً، متزوجة أو مطلقة أو عزباء، مهاجرة أو مقيمة، عاطلة أو عاملة...

هل الشخصيات في الرواية حقيقية وما القصد من وراء ذلك؟

الشخصيات الأساسية في الرواية حقيقية وعاصرتها وعرفتها وتعاملت معها بنفسي. شخصية «أسامة» وأسرتها وإخوتها وزوجها جميعهم حقيقيون، وبعض النقاد ممن قرأوا الرواية اعتبرها مسرفة في الواقعية، ومنهم من علّق عليها بقوله: «قارئ هذه الرواية قد يرى نفسه أو أحد أفراد أسرته أو أحد معارفه أو أصدقائه في سياق أحداثها، فهذه الأحداث حدثت أو قد تحدث لأي منا». وحين كتبت النهاية افترضت فيها حلاً لمشكلة الظلم الواقع على المرأة في المجتمع.

ماذا عن أعمالك القصيرة السابقة لرواية «بيت السناري»، ولماذا لم تحظ بصدى مثل «عائلة السناري»؟

كتاباتي كافة قبل «عائلة السناري» كانت مجموعة كبيرة من المقالات نشرت في صحف ومجلات عربية، وقد اقترح عليّ الناشر الكبير محمد مدبولي انتقاء مجموعة مختارة منها لتنشر في كتاب، لأنه مهما تطورت طرق النشر الإلكترونية فلن تقارب مرتبة الكتاب المطبوع أبداً، سيبقى متربعاً على عرش الثقافة.

هل ترين أن تعبير «الربيع العربي» سقط الآن بعدما آلت إليه تلك الثورات؟

لم يعن تعبير الربيع العربي لي شيئاً في وصف مرحلة الثورات العربية، فهو تعبير متفائل زيادة عن اللزوم لا يصف الحقيقة. لست ضد التفاؤل، على العكس، لكن الربيع يجب أن يسبقه شتاء قد يكون قاسياً، وقد يتبعه صيف قائظ الحر. أعتقد أن الثورات العربية لن تجني ثمارها إلا بعد سنوات إن بدأ الإصلاح الآن، فتركة الفساد ثقيلة ويجب أن يصاحب الثورة تغيّر في طباع الناس، ومن دون هذا التغيير لن يتحقق شيء.

هل حققت المرأة السورية، خصوصاً الأديبة، ما تصبو إليه من طموحات؟

لم تحقق المرأة السورية أو العربية عموماً طموحاتها إلا في ما ندر، فهي كما قلت هُضمت حقوقها، وظلمت في مراحل حياتها كافة، فكيف لمظلوم أن يتميّز؟ وقد شغل وقته وحياته كلها في المطالبة بهذه الحقوق.

من هو الاسم الذي يشدك في مجال الرواية؟

بلا منازع الأستاذ نجيب محفوظ في «أولاد حارتنا، أهل القمة، ثرثرة فوق النيل، ميرامار، الثلاثية»، وكان علامة مضيئة في تاريخ الرواية العربية.

أين تقف حرية الأدب في تصورك؟

تقف حرية التعبير من خلال الكتابة الأدبية كغيرها من الحريات عندما تبدأ حرية غيري. يجب ألا تحتوي الكتابة الأدبية على أي تجريح أو إساءة أو شتيمة، لشخص أو لفكر أو مذهب أو دين. كذلك يجب أن تحترم اللغة الأدبية لغة القارئ. وأعتقد أن تدهور حال اللغة العربية حتى قاربت السقوط هو بسبب تدهور لغة كُتّاب الأدب والرواية والقصص وحتى المقالات، فقد بدأوا في التحلل من قيود النحو والصرف ودخلت على أسماعنا وعقولنا اللهجة العامية في الإعلام والصحف والرواية.

في رأيك هل ثمة أياد خفية تريد تغييب الصوت النسائي الفاعل؟

طبعاً، لكنها ليست خفية. فكل من يريد تقزيم ومحو دور المرأة في المجتمع يسيء بذلك إلى الإسلام وتاريخه، وأصحاب هذه الأفعال معروفون في مجتمعاتهم بتوجهاتهم الظلامية. لكني أحمد الله أنه يسر لي من وقف إلى جانبي وشجعني وأثنى على كتاباتي، وقد شرفت منذ شهر بحصولي على عضوية «يونيم للصحافة الإلكترونية العالمية».

تعيشين خارج العالم العربي، كيف تأثرت بهذه التجربة؟

لم يَبْدُ هذا الأثر في الكتابة بعد، فما زالت بلادي تعيش فيَّ كما أعيش فيها، وربما حين يبدأ التأثر تكون الكتابة تبعاً لإملاءات الواقع. ولكن يمكن القول إن شعوري بالحرية التي يتمتع بها الكتاب في الغرب عموماً منحني شعوراً رائعاً أن في وسعي الكتابة بحرية أكبر من دون أن تتعرض كتاباتي لأي حذف أو تغيير في مضمونها.

كيف ترين صورة الأدب العربي عالمياً وهل له مردود في الغرب؟

بكل أسف، لم يصل الأدب العربي إلى مستواه الذي يليق به، باعتبار أنه أحد أقدم الآداب في العالم قاطبة، فالغرب لا يزال ينظر إلينا بخوف سواء أدباء أو غير أدباء، كما ينظر إلى ثوب أبيض عليه نقطة سوداء، غالبا ما يعلّق على النقطة السوداء ولا يلقي بالاً لبياض الثوب، هذا هو الموقف بالضبط. وللأسف، استعمار الغرب لبلادنا لعشرات السنين هو الذي شكّل هذه النقطة السوداء. يعرف الغرب نجيب محفوظ ولكنه عرف أسامة بن لادن أكثر، وربما يقرأ نزار قباني ولكنه قرأ عن الظواهري أكثر...

كيف يمكن النهوض بالأدب العربي ليحتل مكانته العالمية المرموقة؟

بالاهتمام باللغة العربية لتعود إلى مكانتها على ألسنة أهلها، بإعادة نظام الكتاتيب ليحفظ الأطفال القرآن، بمنع تدريس اللغات الأجنبية في سنوات الدراسة الأولى، وحين يتخرج الطلاب في المدرسة الثانوية تكون ملكة اللغة قد تمكنت من ألسنتهم، ويزدهر الأدب والشعر والكتابة بلغتهم. طبعاً هذا الأمر لا يمنع تدريس اللغات الأجنبية، لكن بعد اتقان العربية.

ما هو جديدك في الفترة المقبلة؟

انتهيت من كتابة الرواية الثانية وعنوانها «بحر الظلمات»، وهي قيد الطبع حالياً وإن شاء الله ستكون جاهزة أول العام. كذلك أكتب كتاباً عن السيدة عائشة رضي الله عنها، وهو محاولة أمينة لرفع الظلم والافتراء الواقعَيْن على سيرتها العطرة رضي الله عنها وأرضاها.

back to top