فهد العنزي... عَقلَها وتوكل

نشر في 17-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 17-02-2013 | 00:02
No Image Caption
اللاعب رد على قرار الإيقاف بالاعتزال الدولي
فجر نجم المنتخب الوطني ونادي الكويت لكرة القدم فهد العنزي مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه اعتزال اللعب الدولي، على خلفية قرار إيقافه أربع مباريات محلية ومباراة دولية، بسبب اعتراضه بشكل غير لائق أثناء تبديله في المواجهة التي جمعت بين الأزرق ومنتخب تايلند في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا.

وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع قرار فهد العنزي باعتزال اللعب الدولي، فقد أجمع الكل على أن غياب العنزي خسارة كبيرة للساحرة المستديرة التي داعبها كثيرا وأبدع في ذلك، أو للعنزي نفسه، الذي سيفتقد شرف تمثيل منتخب الكويت الذي يعد طموحا لكل اللاعبين، وكذلك فإن الأزرق وجماهيره سيفتقدون موهبة لامعة تستطيع خدمة المنتخب لسنوات طويلة مقبلة.

هناك من يتخوف على العنزي من الإيقاف الطويل، أو ربما الشطب في حال تم استدعاؤه مجددا الى صفوف المنتخب، واستمر اللاعب على موقفه الرافض لتمثيل الأزرق، والبعض الآخر يرى العنزي ضحية الانتقائية المتبعة في سياسات اتحاد الكرة، وللصراع الدائر دائما بين ما يسمى تكتل الشيخ طلال الفهد، والمعايير!

أسباب القرار

فهد العنزي الحاصل على جائزة أفضل لاعب في "خليجي 20" والذي مثل فريق كاظمة، واحترف في السعودية في صفوف الاتحاد، قبل أن يعود ويرتدي فانلة الكويت، يقول إن قرار الاعتزال جاء بسبب حالته النفسية السيئة عقب الإعلان عن إيقافه 4 مباريات محلية ومباراة دولية، ويرى العنزي أن مدير المنتخب أسامة حسين هو من تسبب في إيقافه محليا مع فريق يلعب في صفوفه محترفاً ويعتبر مصدر رزقه الوحيد.

ويضيف العنزي أن زملاءه في المنتخب حاولوا مع مدير المنتخب إنهاء الأزمة في الطائرة عقب العودة من بانكوك وهو ما قوبل بالرفض من مدير المنتخب.

وأوضح العنزي أنه تعرض لضغوط للمشاركة في بطولة الخليج الماضية، حيث أبلغ اللاعب مدير المنتخب أسامة حسين أنه لا يستطيع اللعب بسبب وفاة أخته، لكنهم وحسب كلام العنزي أجبروه على اللعب.

وتطرق العنزي إلى المعضلة الكبرى في حياته، والتي تؤثر عليه منذ انضمامه للأزرق، وهو عدم حمله الجنسية الكويتية، وقال إن مدير المنتخب أيضاً أسامة حسين هو من قام بسحب بطاقته المدنية الكويتية، والتي منحت للعنزي في بطولة الخليج قبل الماضية، وهو ما سبب للاعب أزمة وصلت حتى حساباته البنكية.

حسين يرد

 من جانبه، قال أسامة حسين إن فهد العنزي لاعب خلوق ولا يوجد بينهما ما يجعله يضطهده، مبيناً أن العقوبة جاءت ردعاً لباقي اللاعبين. وكشف حسين أن مدرب المنتخب الصربي غوران كان غاضبا من فهد وطلب عدم استدعائه أمام إيران لأنه (أي العنزي) تفوّه تجاه المدرب بألفاظ غير لائقة، مؤكداً أن عقوبة فهد العنزي كانت اكبر من الإيقاف 4 مباريات محلية ومباراة دولية، لكنه خففها كون العنزي تقدم باعتذار عبر زملائه وأبدى ندما على فعلته.

غوران يثني على العنزي

من جانبه، علق غوران على قرار اعتزال فهد العنزي دولياً بأنه قرار متسرع، لاسيما أن العنزي لاعب رائع ويملك امكانات عالية، وله مستقبل باهر، لذلك فإن عليه تقبل العقوبة طالما أخطأ، فضلاً عن الرجوع عن قرار اعتزاله".

المرزوق يهاجم

في المقابل، وجه عبد العزيز المرزوق رئيس نادي الكويت انتقادات لاذعة إلى أسامة حسين، مؤكدا أن اتحاد الكرة يضطهد لاعبي نادي الكويت، وذكر واقعة استبدال عبدالهادي خميس مهاجم "الأزرق" أمام البحرين في "خليجي 21" والتي سجل خلالها خميس ثلاثة اهداف، ليتساوى مع الإماراتي احمد خليل والعراقي يونس محمود في صدارة الهدافين"، وكان بإمكان خميس تسجيل المزيد خلال المباراة، إلا أن اوامر عليا (على حد وصف المرزوق) جاءت لغوران باستبدال خميس كي لا ينفرد لاعب من نادي الكويت بصدارة هدافي "خليجي 21"!

وأوضح المرزوق أن أسامة حسين أخبر وسائل الاعلام بإيقاف العنزي قبل ان يقر الاتحاد ذلك رسميا بـ 24 ساعة، مما يؤكد ان النية مبيتة لإيقاف العنزي، وأن صاحب القرار بإيقاف العنزي هو الشيخ طلال الفهد رئيس اتحاد الكرة، لا اسامة حسين، مؤكداً أن لديه الدلائل على ذلك.

زملاء العنزي يتفهمون

واتفق زملاء فهد العنزي، الذين عايشوه في المنتخب وفي نادي الكويت وكاظمة أمثال جراح العتيقي، وحسين فاضل، ومحمد راشد، ويوسف ناصر، على أن فهد هو من يقرر مصيره ولا داعي لممارسة ضغوط عليه لثنيه عن قرار الاعتزال، لاسيما أن العنزي، حسب وصفهم، مر بظروف صعبة في الفترة الماضية، ورغم ذلك كان يحاول تجاوز أحزانه من أجل مصلحة الكويت.

وأضافوا أن على جماهير الكرة في الكويت أن تتفهم ما يقع على اللاعب من ضغوط رهيبة، في ظل ظروف حياتية صعبة تواجه لاعب الكرة الذي يمارس كرة القدم كهاو، ويتعرض جراء ذلك للإيقاف عن عمله الذي هو مصدر الرزق الوحيد جراء المشاركة في المعسكرات والمباريات التي يخوضها مع المنتخب.

ميزان العدالة

ويقول المدرب الوطني السابق صالح العصفور إن غياب ميزان العدالة والمحسوبية آفة الرياضة الكويتية، وها هي تتسبب في ابتعاد موهبة كبيرة عن صفوف المنتخب، مقراً بأن "اللاعب أخطأ ويجب معاقبته، لكن أين العقاب من اللاعبين الذين سبقوه، وقاموا بأفعال أكبر من ذلك؟".

وأضاف العصفور أن "المشكلة تكمن هنا، فإذا قررت العقاب فعاقب الجميع، وإذا تسامحت فسامح الجميع لتحقق مبدأ العدالة".

back to top