مصر: حرب شوارع في «جمعة الغضب 2»

نشر في 17-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-08-2013 | 00:01
• أنصار «مرسي» يواصلون استهداف الكنائس  • الأمن يسيطر على ميدان ومسجد مصطفى محمود

تحولت شوارع القاهرة والمحافظات المصرية، إلى ساحات حرب مفتوحة في جمعة "الغضب 2"، بين الأهالي وقوات الأمن في مواجهة أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" وحلفائها، في ظل استخدام عناصر من "الإخوان" السلاح الآلي، انتقاماً لفض الشرطة اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

شهدت مصر أمس اشتباكات دامية في القاهرة والمحافظات، في جمعة "الغضب 2" التي دعت إليها جماعة "الإخوان المسلمين" وأنصارها من القوى الإسلامية المتشددة، والتي هددت خلالها كوادر الجماعة بـ"حرق مصر"، رداً على فض قوات الأمن اعتصامين لأنصار الإخوان الأربعاء الماضي، بينما أعلنت قوات الأمن أنها ستتعامل مع أي انتهاك للقانون بكل حزم، في تفعيل لتفويض شعبي يخول الجيش والشرطة التصدي للإرهاب والعنف.

واستبقت قوات الجيش والشرطة نزول حشود أنصار "الإخوان"، بالانتشار الأمني المكثف في الشوارع الرئيسية والميادين بالقاهرة والمحافظات، وأغلق الجيش طريق الكورنيش أمام مبنى "الإذاعة والتلفزيون"، تحسباً لتحرك مسيرات إسلاميين متشددين.

 وشهد جسر "15 مايو" الرابط بين حي الزمالك ووسط القاهرة، مواجهات عنيفة بين أنصار "الإخوان" وأهالي حي "بولاق" الشعبي، بعد أن أطلق مسلحون من أنصار "الإخوان" النار على قوات الأمن والأهالي المتواجدين أسفل جسر "15 مايو"، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات التي قادها أهالي بولاق ضد عنف "الإخوان"، لتسود معارك الكر والفر أعلى الجسر وأسفله.

وفي ميدان "رمسيس"، غير بعيد عن ميدان التحرير، الذي أغلقت القوات المسلحة جميع الطرق المؤدية إليه، دارت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والإخوان ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى، بينما قالت جماعة "الإخوان" إن القتلى جاوزوا الخمسين.

في أثناء ذلك، شهدت الجيزة مواجهات عنيفة، دارت بعضها أسفل مقر مكتب "الجريدة" بشارع "جامعة الدول العربية" الحيوي، ووصلت آثار القنابل المسيلة للدموع إلى داخل مكتب "الجريدة"، بعد أن شددت قوات الجيش والشرطة من قبضتها الأمنية على ميدان ومسجد مصطفى محمود وأغلقته أمام المصلين بعد وصول معلومات أمنية عن نية أنصار "الإخوان" استخدامه للاعتصام.

 ودارت اشتباكات عنيفة قرب ميدان الجيزة بين الأهالي والشرطة في مواجهة أنصار "الإخوان"، ومحاولاتهم اقتحام ميدان "النهضة" للاعتصام مجدداً، بينما نجحت قوات الأمن في التصدي لهجوم عناصر مسلحة على قسم أول "6 أكتوبر"، ما أدى إلى مقتل أحد المهاجمين على الأقل.

وإثر خروج أنصار "الإخوان" بمسيرات في مدينة الإسكندرية الساحلية، واحتشادهم أمام مسجد القائد إبراهيم، ما أدى إلى قطع كورنيش المدينة الساحلية، قبل أن تنشب في "الإسكندرية" مصادمات عنيفة بين الأهالي وإسلاميين متشددين مؤيدين لمرسي، هاجم ملثمون المنطقة المحيطة بنادي قضاة الإسكندرية ما أدى إلى احتراق عدة سيارات مملوكة لقضاة، وامتدت النيران إلى بعض أجزاء من مبنى النادي ذاته.

وفي الإسماعيلية قُتل سبعة من أنصار "الإخوان" أثناء محاولتهم اقتحام عدد من المقار الأمنية، قبل أن تتصدى لهم قوات الجيش والشرطة، بينما لقي 8 محتجين مقتلهم على الأقل في مدينة دمياط الساحلية شمال القاهرة، إثر تجمع المتظاهرين للاحتجاج على قمع أنصار الرئيس المعزول، وصدت قوات الأمن محاولة اقتحام قسم ثاني طنطا بمحافظة الغربية، بإطلاق الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية، في حين تم القبض على 10 من أعضاء الجماعة في طنطا.

عنف "الإخوان" جاء في ظل تنصل المتحدث باسم جماعة "الإخوان" جهاد الحداد من أي أعمال عنف قائلاً إن "الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم، وأنهم فقدوا قدرتهم على التنسيق المركزي"، وأن العنف معناه أن الغضب "خرج عن نطاق السيطرة" الآن.

شهداء

في المقابل، قالت وزارة الداخلية، إنها قدمت خلال الـ 48 ساعة الأخيرة أكثر من 58 شهيداً، خلال دفاعها عن أقسام ونقاط شرطة استهدفتها عناصر إرهابية بدافع الانتقام من فض قوات الأمن اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، وارتفعت حصيلة شهداء الشرطة مع مقتل مجند شرطة وإصابة 3 آخرين في هجوم لمسلحين على حاجز أمني في ضاحية القاهرة الجديدة، صباح أمس.

الكنائس

واصل بعض أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" الهجوم على الكنائس في مصر في محاولة لجر البلاد إلى أتون الحرب الطائفية، وأحرق أنصار المعزول كنيسة العذراء والأنبا كراس بالمنصورية بمركز أوسيم التابع لمحافظة الجيزة أمس، كما اقتحموا محل ذهب مملوكا لمواطن قبطي في المنصورية أيضاً، واستولوا على 2 كيلو من المصوغات الذهبية، واعتدوا على مطرانية الجيزة إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم ومنعتهم من اقتحامها، كما شهدت مدينة الصف جنوب القاهرة، تهديدات للأقباط بعد تمييز بيوتهم برسم علامة "√" على جدرانها، ما أثار الذعر بين أهالي المدينة.

 وقال شهود عيان ومنظمات حقوقية معنية بالملف القبطي أمس إن أكثر من أربعين كنيسة قبطية تعرضت لـ"اعتداءات إرهابية" في أكثر من محافظة.

واتهم بيان صادر عن اتحاد أقباط ماسبيرو، أمس، جماعة "الإخوان المسلمين" بالوقوف وراء تلك "الأعمال الإجرامية والإرهابية"، وأضاف أن الانتهاكات تنوعت بين "حرق وهدم الكنائس وسلب ونهب ممتلكات الأقباط وقتلهم والتمثيل بجثثهم، والتهجير القسري والاختطاف".

إلى ذلك، حذر العالم الأزهري أسامة الأزهري، من محاولات تفكيك الوطن، قائلا إن "المسألة تعدت كونها صراعاً داخلياً سياسياً لتصبح ذات أبعاد دولية، وكل ذي عقل يستطيع أن يرصد تحركات متعددة، تهدف جميعها إلى تفكيك البلاد، وتوريط الجيش في كوارث لا يعلم مداها إلا الله".

back to top