براد بيت يحارب الموتى الأحياء في World War Z

نشر في 09-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-07-2013 | 00:01
ماذا يحمل المشاهد معه من الأرض المحترقة في World War Z؟ ربما أصوات أسنان الموتى الأحياء التي تشدّ الأعصاب، أو ربما مشهد الموتى الأحياء المكدسين بعضهم فوق بعض وهم يحاولون تسلّق أسوار القدس، أو المشاهد المصورة من الجو لعدد من الناس المذعورين الذين يحاولون الهرب من إخوانهم الموبوئين مهرولين في شوارع فيلادلفيا. ولا شك في أن قدرة الموتى الأحياء على التحرك بهذه السرعة الكبيرة مخيفة جدّاً.
تؤدي الممثلة ميراي إينوس (مسلسل The Killing على محطة AMC) دور زوجة براد بيت في World War Z، الذي أخرجه مارك فورستر (Monster’s Ball). تقول: {الموتى الأحياء سريعون جدّاً}. ولكن بصفتها كارين لاين، زوجة غاري لاين (براد بيت)، البطل المتردد الذي يعمل محققاً في الأمم المتحدة (قد تخال أنك تشاهد نهاية العالم على يد الأموات الأحياء)، تُهمَّش إينوس خلال المواجهات الحاسمة مع الموتى الأحياء. أوَلم ترغب في أن تقتل المزيد منهم؟

تجيب: {أعتقد ذلك. إلا أنني سأُضطر عندئذٍ إلى مواجهتهم. ولكن حتى خلال التصوير، أدى دورهم ممثلون أقوياء ضخام متخصصون في الحركة وكانوا يعدون بسرعة كبيرة. ثمة مشهد نفتح فيه الباب لأننا نظن أنهم ليسوا خلفه. إلا أننا مخطئون. كان هذا المشهد مخيفاً جدّاً}.

يستند الفيلم إلى رواية World War Z: An Oral History of the Zombie War لماكس بروكس (ابن ميل). ولا يضيع World War Z الوقت في التفاهات بل يدخل مباشرة في صلب الحركة والتشويق: يكون الزوجان لاين وابنتاهما في طريقهم إلى المنزل عندما يصطدمون بزحمة سير على طريق لونغ أيلاند السريع. كانت هذه الزحمة لتعتبر عادية لولا ربما الوحوش الذين يأكلون لحم البشر ويجرون الناس من سياراتهم. ينجون بصعوبة من هذا المأزق وينجحون في الخروج من المدينة لأن غاري يعمل على إيجاد الحلول بالهبوط في مناطق الأزمات. وقد تحوّل العالم بأسره إلى منطقة أزمة. لذلك ترسل له الأمم المتحدة طوافة.

منطقة أزمة

يتحدث بعض التقارير عن أن موقع تصوير World War Z بحد ذاته كان منطقة أزمة. إلا أن المنتجة ديدي غاردنر، التي تدير مع بيت شركة الإنتاج Plan B، تؤكد أنه كان أكثر تنظيماً مما بدا عليه. تقول: {هل شكّل ذلك تحديّاً؟ نعم. هل كان تحديّاً أكبر بكثير مما صادفناه في مشاريع أخرى؟ كلا، على رغم كل ما كتب}. وتوضح أن بعض أوجه الإنتاج حُلّت بسلاسة وسهولة، خصوصاً قرار استخدام مدينة غلاسكو الاسكتلندية كبديل لفيلادلفيا.

وعن هذه المسألة تقول غاردنر: {كانت ملائمة تماماً. وقع اختيارنا أولاً على لندن. وعثرنا فيها على الأماكن الشاسعة والطرقات الطويلة التي نرغب فيها. ولكن بما أننا نحتاج إليها مدة أسبوعين على الأقل، بدا ذلك مستحيلاً في لندن. لذلك انتقلنا إلى غلاسكو}. وهناك رحبّ بهم الناس بأذرع مفتوحة. وقد سرّهم أن يُنفَّذ فيلم تبلغ ميزانيته، حسب بعض التقارير، نحو 200 مليون دولار، في منطقتهم.

تخبر غاردنر: {ثمة أماكن تفرح بألا يصوَّر فيها فيلم آخر. لكننا تذكرنا في غلاسكو أن لصناعة الأفلام سحرها الخاص، ما دام الناس لم يعتادوا بعد عملاً مماثلاً}.

ولكن ألم يألف الناس بعد الموتى الأحياء؟ قد يكون World War Z أكبر إنتاج عن الموتى الأحياء منذ Night of the Living Dead. لكن أعمالاً كثيرة تناولت هذا النوع من الأفلام في السنوات الأخيرة، مثل مسلسل The Walking Deadل ،Shaun ofn DeadDawn Dawnaof the Dead ،the Dead،

 ،Land of the ،Juan of the Dead  28 Days Later ،Deadr، وI Am Legend.

لكن غاردنر تؤكد: «World War Z، في رأيي، أكثر من مجرد فيلم عن الأحياء الأموات. أظن أن تناول كل هذه الرؤى عن نهاية العالم على الشاشة يرتبط بتسارع الأحداث في عالمنا اليوم. ولكن إن تمكنتَ من ابتكار عمل شبيه بما أعددناه واستطعتَ أن تضيف إليه رؤية مليئة بالأمل، فستتمكن بالتأكيد من استقطاب اهتمام الناس».

تذكر إينوس: «في العالم الحقيقي مخاوف حقيقية نقلق بشأنها. ولكن عندما تخاف وأنت تشعر بالأمان لأنك تعلم أن ما يخيفك خيالي بحت، تشعر بالمرح. يمنحك هذا النوع من الخوف شعوراً بالرضا لأنه من نسج الخيال». لكنها تضيف بنوع من التشاؤم: «إذا أردت أن تترك عقلك يغوص في التفكير، يُعتبر الموتى الأحياء رمزاً لأمور أخرى نتفادى التعاطي معها...» مثل الهجرة، المرض، الخوف من الغرباء، الإرهاب، وغيرها من مخاوف.

تقول غاردنر: «آمل أن يكون هذا حقيقي. ففي هذه الحالة، يستطيع الناس أن يحملوا معهم كل مخاوفهم إلى الفيلم ويطبّقوا عليه قيمهم وتوقعاتهم الخاصة. أو ربما يمكنهم بكل بساطة الاسترخاء والاستمتاع بما يشاهدونه».

الموتى ما زالوا أحياء

تتمحور أفلام مصاصي الدماء حول الخلود والمشاهد المقززة. على رغم ذلك، يحقق الموتى الأحياء انتصاراً آخر مع بدء عرض فيلم World War Z. يتخيل الفيلم عالماً تحوّلك فيه عضة أحد الأموات الأحياء في غضون 10 ثوانٍ إلى مهووس انتحاري لما تبقى من حياتك. ولكن علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان World War Z من الأفلام الكلاسيكية لهذا النوع، مثل

ZZombie Vegetarians ،Zombies on Broadway، وZombies! Zombies! Zombies!s. ولكن على غرار الموتى الأحياء أنفسهم، يبدو أن الأفلام التالية لا تموت:

• N(1968) NIGHT OF THE LIVING DEAD: صوّر جورج روميرو كابوسه عن الموتى الأحياء بالأبيض والأسود (يذكر بحقبة حرب فيتنام). ومع أن ميزانيته لم تتخطَّ 114 ألف دولار، إلا أنه مهد الطريق أمام فيض من أفلام الموتى الأحياء.

• ARMY OF DARKNESS (أ1992) أو Evil Dead III: أخرج الفيلم الفكاهي سام رايمي، الذي نفّذ أعمالاً مهمة عدة تشمل ثلاثية الرجل العنكبوت من بطولة توبي ماغواير. يؤدي دور البطل آش وليامز في الفيلم النجم بروس كامبل، الذي يعلق في العصور الوسطى ويُضطر إلى محاربة جيش من المحاربين الشبيهين بالموتى ليعود إلى الحاضر.

• D(2002) 28 DAYS LATER: كان داني بويل بعيداً كل البعد عن Slumdog Millionaire، عندما أخرج هذا الشكل المحدّث من أفلام الموتى الأحياء. فقد أدخل بعض التعديلات على هذا النوع من الأفلام (مثل الموتى الأحياء السريعين) وابتكر جوّاً مقلقاً ومنطقيّاً إلى حدّ عن نهاية العالم.

• R(1985) RE-ANIMATOR: أخرج ستوارت غوردون الفيلم الذي تكثر فيه المشاهد الدموية، وأدى فيه دور البطولة الممثل المحبوب جيفري كومبز. يستند الفيلم إلى قصة هـ. ب. لوفكرافت Herbert West - Reanimator، التي تسجّل محاولات ويست (كومبز) لإعادة إحياء الموتى. وقد أوحى العمل عدداً من الأفلام الأخرى، من بينها B(1989) Bride of Re-Animator وB(2003) Beyond Re-Animator.

• T(1920) THE CABINET OF DR. CALIGARI: تحفة تعبيرية ألمانية وأكثر الأفلام تأثيراً خلال حقبة الأفلام الصامتة. أخرج فيلم الرعب هذا روبرت وين، ويؤدي فيه كونراد فيدت (فيلم Casablanca الشهير) دور سيزار المنوم مغناطيسيّاً، الذي يبقيه الدكتور كاليغاري الغامض في علبة شبيهة بالتابوت ويستخدمه لأغراضه الشريرة. هكذا يكون العمل فيلماً عن الموتى الأحياء لمن لا يحبون الموتى الأحياء.

back to top