هدى حسين... نجاح لافتٌ في الأعمال الاستعراضية الغنائية (3/2)

نشر في 28-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-07-2013 | 00:01
حققت الفنانة هدى حسين نجاحاً في مسرح الطفل كممثلة، وكان واضحاً تعلّق الأطفال بها ومحبتهم لها، بعد ذلك اتجهت إلى الإنتاج، وهي خطوة جديدة ومختلفة عن الوقوف على خشبة المسرح.
أدركت هدى حسين حساسية الموقف الفني بالنسبة إلى فنان يتجه إلى الإنتاج، لأن الأمر يتعلّق بحسابات الربح والخسارة والمحافظة على جودة العمل، عبر قناعة الفنان وحده، من دون تدخلات أخرى. تقول:

«عندما يتجه الفنان إلى الإنتاج، ليس بالضرورة أن يكون السبب البحث عن حضور فني مفقود، أو قلة إقبال عليه، فأحمد الله أنني حاضرة في أعمال عربية من إنتاج الغير، لكن اتجاهي إلى الإنتاج رغبة لدي لتقديم صورة معينة للأطفال، لا أريد أن أفرضها على أحد المنتجين، كما أنني لا أرغب بتقديم عمل غير مقتنعة به، إرضاء لمنتج آخر».

الاستعراض

في أحد لقاءاتها الصحافية توضح هدى حسين أن العمل الفني الاستعراضي مكلف لذا يبتعد المنتج عنه، «لكن ما دفعني إلى الإنتاج رغبتي في  تقديم مسرح غنائي للأطفال تبلغ نسبة الأغاني والاستعراضات  فيه 98٪ منه».

 الواوي وبنات الشاوي

«الواوي وبنات الشاوي»، إحدى المسرحيات التي قدمتها هدى حسين ولاقت أصداء طيبة، كتبها الشاعر فايق عبدالجليل وأخرجتها نجاة حسين، تقول عن هذه المسرحية: «قدمنا من خلالها أسلوباً جديداً ووضعنا فيها حكايتين: الأولى من التراث الشعبي المعروف، والثانية من التراث الكويتي الخليجي. في هذه المسرحية خرجت عن المعتاد وجسدت شخصية الأسد، والبدلة التي ارتديتها مأخوذة من لون الأسد الحقيقي. وقد صادفت في هذه المسرحية مفارقات كوميدية وبالذات مع الجمهور».

المسرح عطاء

ترتبط الفنانة هدى حسين بعلاقة قوية مع معلّمها الفنان القدير فؤاد الشطي زوج أختها سعاد حسين،  تقول عنه: «علمني ماهية المسرح وكيف أتعامل معه، وثبّت قدميّ، وكانت له جملة لا تزال عالقة في ذهني منذ دخولي هذا المجال وهي «المسرح معطاء عندما تعطيه يفيض عليك بعطائه». علمني الطبيعية والتلقائية في كل شيء، سواء في عملي الفني أو حياتي العادية، وهو الأب والأخ والمعلم، وأطلب من الله أن يديم عليه الصحة والعافية».

 

توائم سبعة

ومن أعمالها المسرحية الخاصة بالطفل «التوائم السبعة»، إخراج نجاة حسين، قُدمت على مسرح تنمية المجتمع في منطقة بيان مع  مجموعة من الفنانين والفنانات من بينهم: شجون، فاطمة الصفي، لمياء طارق، ومن العناصر الشبابية: أوس الشطي، أسامه الشطي، محمد العلوي، عبدالله الشامي، يوسف الوادي، عن المسرحية تقول:

«تتناول المسرحية قصة سبعة إخوة: خمسة أولاد وفتاتان يمتلكون قوة خارقة للقضاء على الشر في كل مكان، ويدخلون مغامرة جميلة في البحر».

 تضيف: «استقطبت فكرة المسرحية الأطفال، لأنها جديدة في إطارها العام ومشوقة في تفاصيلها على خشبة المسرح،  وتدعو إلى الاتحاد والتكاتف الاخوي. من المعوقات التي واجهتني ولا تزال تواجه غالبية الفنانين والمنتجين، البحث عن مسرح استطيع فيه تقديم مسرحيتي براحة تامة».

 

 غزلان وملك الفيران

عام 2008  قدمت الفنانة هدى حسين مسرحية «غزلان وملك الفيران»،  تأليف نجاة حسين وإخراجها، صياغة شعرية للشاعر عبداللطيف البناي وألحان جاسم الغريب، شاركها في التمثيل: أسامة الشطي، هند البلوشي، عبدالله الشامي، عبدالله عباس، ومجموعة من الفنانين الشباب.

تقول عن هذه المسرحية:

«هي تجربة مسرحية استعراضية خاصة بمسرح الطفل، ذات طروحات تربوية اجتماعية، مكتوبة بعناية، وقد تصدت شقيقتي نجاة حسين لكتابة هذا العمل وإخراجه، وما أسعدني أولاً طروحات العمل ومضامينه، وأيضاً روح الفريق الواحد، ومن هنا  حصد النجاح الذي يشكل مسؤولية كبيرة وأمانة تدفعنا إلى مزيد من الاستمرارية».

تضيف: «قصة المسرحية جميلة وتدور أحداثها حول طفلة تبيع الكيك في جو بارد قارس، لتجمع المال اللازم لشراء ملابس العيد. وفي احدى المرات تقع منها قطعة الكيك على الأرض، وتتجمع حولها الفئران التي تأخذها، وتحاول الحفاظ على حقها، لكن الفئران ترفض وتعتبر أن الكيك من حقها، فترغم البنت وتأخذ كل ما لديها، عندها تستعين بألعاب قديمة تساعدها على استرداد حقها».

حول إصرارها على تقديم مسرحيات للأطفال بينما توقف كثيرون عن ذلك وتقييمها لهذه المغامرة  تقول: «استمراري في مسرح الطفل أكبر دليل على مصداقيتي وحضوري عند الجمهور، ولا أخفيك سراً مدى الكلفة التي أنفقها على أعمالي المسرحية، لدرجة أنني – من دون مبالغة- أنفقت أكثر من 30 ألف دينار على مسرحية «غزلان وملك الفيران»، فالعمل استعراضي وغنائي، وهذا بلا شك مكلف، من ديكور وأغانٍ وتسجيل وشعر وألحان وتنفيذ وملابس وإضاءة وأجور للفنانين والعاملين وغير ذلك. كل  ذلك أرهقني جداً». 

 

أعمال إذاعية

رغم أن مشاركتها الدرامية والبرامجية في الإذاعة محدودة، إلا أن الأعمال التي شاركت فيها كانت ناجحة ومتنوعة من أبرزها:  برنامج «أحلى تحية»  (2001) كان توقيته في الصباح واستمر فترة طويلة، تقول عنه:

«البرنامج منوع وموجه بشكل خاص للأطفال، لكن لا يمنع ذلك من أن يسمعه الكبار عبر النصائح والبرقيات المستعجلة الموجهة إلى الأب والأم وهيئة التدريس».

تضيف: «البرناج من روح محطة الغناء العربي، عبر الأغنية والموسيقى المنتقاة، بشكل خاص، بما يخدم فقرات البرنامج، ويحتوي على: النصيحة، المعلومة العلمية والتاريخية، طرائف وقصص ذات عبر، برقيات مستعجلة، ابتسامات، كل ذلك بشكل مبسط وخفيف لتفهمه الفئات العمرية للأطفال».

تتابع: «التجربة بحدّ ذاتها جميلة وجديدة في إذاعة الكويت، وتتمثل في برنامج صباحي للأطفال وأنا سعيدة به، رغم أنه في البداية كان ثمة  تخوّف من أن يكون في وقت مبكر، لكن هذا التوقيت كان مناسباً، إذ يستمع الأطفال إليه أثناء اصطحاب الأهل لهم في السيارة إلى المدرسة. حتى المدرسين والمدرسات يستمعون إليه ولمست ذلك من خلال المكالمات والفاكسات التي وصلتني».

أعمال أخرى

من آخر المسلسلات التي قدمتها الفنانة هدى حسين «عائلة على تنور ساخن»، و{الملكة» (2011 ) من تأليف فهد العليوه، إخراج خالد الرفاعي مع:  مريم الصالح، طيف، محمود بوشهري ومجموعة من النجوم، يناقش قضايا اجتماعية مهمة ويسلط الضوء على قضية الفن، ونظرة المجتمع إلى الفنانين، وقضايا أخرى مساندة كالتشدد الديني، الغيرة، رغبة الشباب في تحقيق الأحلام سريعاً، كل ذلك من خلال محور أساس يدور حول الملكة (هدى حسين)  وكيف تتحدى الظروف والمشكلات التي تعرقل مسيرتها.

 قدمت هدى حسين مسرحية للكبار بعنوان «عرب 2000» من تأليف عبدالرحيم الصديقي، إخراج نجاة حسين، تناولت الغزو العراقي للكويت، بعد ذلك قدمت تسع مسرحيات في قطر لاقت نجاحاً، وسار المسرحيون أنفسهم في قطر على المنوال نفسه في المسرحيات الغنائية التي قدموها.

back to top