سوسن بدر: شجرة الدر ظُلمَت لأنها امرأة

نشر في 27-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 27-03-2013 | 00:02
No Image Caption
توزع سوسن بدر نشاطها هذه الأيام بين تصوير مسلسلها الجديد «الوالدة باشا» الذي يتوقّع أن يعرض في شهر رمضان، وبين مسرحية «المحروسة والمحروس» التي تعرض يومياً على خشبة مسرح «ميامي» القريب من ميدان التحرير. معها الدردشة التالية.
حدثينا عن مسلسلك الجديد «الوالدة باشا».

تدور الأحداث في إطار اجتماعي بعيد عن السياسة، وأجسد شخصية أم تكافح لأجل أسرتها وعائلتها وتواجه ظروفاً صعبة في المجتمع الشعبي الذي تعيش فيه. يشاركني في البطولة: صلاح عبد الله، عبير صبري، آيتن عامر، دينا فؤاد ومجموعة من الفنانين.

يتردد أنك لم تكوني المرشحة الأولى لبطولة المسلسل، ما صحة هذا الكلام؟

منذ كان المسلسل مجرد فكرة رشحت له، مع ذلك لا أجد حرجاً في أداء دور اعتذرت عنه زميلة أخرى، فلكلٍّ منا أسبابه. أما في «الوالدة باشا» فتمسكت به لمضمونه المختلف وكون مخرجته شيرين عادل وأنا أحب العمل معها.

نشاهدك عادة في أكثر من عمل في شهر رمضان، ماذا عن هذا العام؟

يرتبط ذلك بنوعية الأدوار التي تعرض علي وجودتها، لكن هذا العام يكفيني «الوالدة باشا» لارتباطي بعمل مسرحي. عموماً، يحجم المنتجون عن ترشيح فنانة لديها ارتباط مسرحي، خشية تعطيل مواعيد التصوير مع أن هذا الأمر ليس صحيحاً.

كيف تقيمين الإنتاج الدرامي هذا العام؟

أقل من العام الماضي. لا يتجاوز كم المسلسلات المعروضة الـ 30 عملاً، بالتالي تكون الخيارات محدودة. شخصياً، أرفض المغامرة بتاريخي الفني للمشاركة في أعمال لا تضيف إلي.

ماذا عن مسرحية «المحروسة والمحروس»؟

تجربة مختلفة وممتعة، لطالما حلمت بأداء دور شجرة الدرّ هذه الملكة العظيمة التي أثبتت قدرتها على تحمل الشدائد رغم الظروف، وتبيان كيف أن نظرة الخليفة المستعصم الخاطئة للمرأة أدخلت العرب في صراعات ساهمت في تأخرهم.

ماذا عن دورك فيها؟

أجسد شخصية مالكة حانة في بلاد الشام كانت تعمل جارية لدى شجرة الدر، فتهرب من مصر بعد مقتلها وتقرر رواية جوانب من حياتها كل ليلة ليعرف الناس قصتها وما شاهدته الجارية في قصر الملكة المصرية، إلى أن يشاهدها الملك المستعصم عندما يدخل الحانة متنكراً. كذلك تسلط الضوء على جوانب في حياة شجرة الدرّ ربما لا يعرفها كثيرون.

ما أبرز هذه الجوانب؟

ظلمت شجرة الدر تاريخياً، فرغم قدرتها على إدارة البلاد فإن رفض الخلفية العباسي تولي امرأة الحكم في مصر جعلها ترتبط رغماً عن إرادتها. كذلك أسرت ملك فرنسا لويس التاسع قبل أن تفرج عنه بفدية، وأصدرت أمراً بالحرب بعد وفاة زوجها على فراش المرض قبل أيام من الحرب، ورفضت التنازل عن بيت المقدس مقابل تجنب الحرب...

هل قصدت المسرحية تحسين صورة شجرة الدر؟

المسرحية فرصة جيدة لأقدم قصة حياتها ودورها بشكل تاريخي وإنصافها، لأن البعض كان يرى أنها سبب أحداث وقعت لاحقاً، لكن الحقيقة عكس ذلك.

ألم تخشي مقارنتك مع تحية كاريوكا التي سبق أن أدت الدور نفسه في السينما؟

تحية كاريوكا فنانة عظيمة ولا أتمنى مقارنتي بها لأنها لن تكون في صالحي. ثمة فوارق بين دوري في المسرحية ودورها في الفيلم الذي أدته ببراعة وإتقان. تسلط المسرحية الضوء بشكل واسع على حياة شجرة الدرّ وتفاصيلها، فضلا عن أن العمل المسرحي يختلف عن نظيره في السينما والتلفزيون، في ما يتعلق بالإمكانات والصورة والديكور.

 ألا تشعرين بالقلق كون المسرح قريباً من ميدان التحرير؟

يرتبط ذلك بما يدور في الميدان، وأكثر فترة عانيت فيها كانت خلال الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، إذ حدثت اشتباكات بالقرب من المسرح لدرجة أن العاملين أغلقوا علينا الأبواب من الخارج خلال قيامنا بالتدريبات في الداخل، وهو أمر لم يكن سهلا على فريق العمل، لكن إرادتنا في إخراج المسرحية إلى النور جعلتنا نتابع العمل ليل نهار.

كيف تقيمين الإقبال عليها؟

جيد في ظل الأوضاع الحالية.

واجهت المسرحية مشاكل رقابية بسبب الإسقاطات السياسية، كيف تعاملتِ مع هذا الأمر؟

يساعدنا التاريخ على فهم الحاضر وربما التنبؤ بالمستقبل، وتؤكد رسالة المسرحية، رغم تناولها فترة تاريخية قديمة، أن الحاكم يرحل أياً كان وتبقى مصر محروسة بشعبها وحبهم لها ودفاعهم عنها، ولم يكن تدخّل الرقابة سوى للاعتراض على بعض الجمل التي تم تخفيف لهجتها.

back to top