دراما رمضان... بوابة الوجوه الجديدة إلى الجمهور

نشر في 23-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2013 | 00:01
No Image Caption
هل الاستعانة بوجوه شابة تهدف إلى ضخ دم جديد في الدراما ومنحها فرصة لإظهار قدراتها أم التخفيف قدر الإمكان من موازنات الأعمال التي يأخذ نصفها النجوم الكبار المشاركون فيها، فيما تكتفي الوجوه الشابة بمبالغ معقولة في مقابل ظهورها على الشاشة وتعريف الجمهور بقدراتها التمثيلية؟ سؤال يطرح نفسه في الدراما الرمضانية هذا العام التي يغلب عليها طابع الوجوه الشابة من بينها: «فرح ليلى»، «نكدب لو قلنا مبنحبش»، «ذات»...
يشارك الممثل الشاب شادي خلف في “فرح ليلى” بطولة النجمة ليلى علوي ومجموعة من الوجوه الجديدة، وهو يثني على المخرجين الذين فتحوا الباب على مصراعيه له وللوجوه الشابة، وسمحوا بضخ دم جديد إلى جانب النجوم الكبار، ما يزيد المنافسة ويخرج أفضل أداء من الجانبين، موضحاً أن المخرج خالد الحجر رشحه لأداء دور نادر، معيد في كلية الفنون الجميلة، إذ تربط بين الاثنين علاقة قوية بدأت منذ شارك خلف في فيلم “قبلات مسروقة”.

يضيف أنه يحرص على تحقيق حضور على شاشة رمضان لأن العائلات تتحلق أمام أمامها لمشاهدة الدراما، وقد أضحى هذا الأمر تقليداً في الشهر الفضيل، وإن كان يهتم أكثر بالسينما لأن الدراما لا تعيش مثل الأفلام، على حد تعبيره.

بدورها تجسد نادية خيري شخصية شقيقة البطلة (ليلى علوي) الصغرى في “فرح ليلى” وتربطها علاقة قوية بها بعد وفاة والدتهما. حول هذه التجربة تؤكد أنها تشعر بالفخر للعمل مع النجمة الكبيرة ليلى علوي وباقي الفنانين، مشيرة إلى أن الكواليس كانت هادئة نظراً إلى الروح الطيبة التي سادت بين فريق العمل، وأنها حرصت على الجلوس مع النجوم في الكواليس للتعلم منهم، والاستفادة من خبراتهم الفنية وتجاربهم في مجال التمثيل.

فاتحة خير

الممثلة الشابة أمينة خليل، التي تشارك يسرا في بطولة “نكدب لو قولنا مبنحبش” في ثاني تعاون بينهما بعد “شربات لوز”، تلاحظ أن فرصة مشاركة وجوه شابة في الدراما أكبر من السينما، لأن باب الكاستينغ فيها مفتوح ولن يخسر الممثل من خوضه، حتى إذا لم يتأهل للمشاركة في المسلسل الذي يريده، لأن ثمة منتجين ومخرجين آخرين يشاهدونه وقد يختارونه في عمل آخر.

تضيف: “تفيد نسبة المشاهدة العالية خلال رمضان الوجه الجديد، خصوصاً إذا كان مشاركاً في أكثر من عمل فيحفظ الجمهور وجهه ويتعرف إلى اسمه والأعمال التي يقدمها”.

من جهتها، تعرب نسرين أمين عن سعادتها بمشاركتها في رمضان بالمسلسلين “ذات” و”نكدب لو قولنا مبنحبش”، لأن هذا الموسم فرصة جيدة للوجوه الصاعدة، باعتبار أن نسبة المشاهدة تكون في أعلى معدلاتها، والأدوار المتاحة متنوعة ويتم اختيار ممثليها بما يلائمها.

أما محمد فراج الذي يشارك في بطولة مسلسل “بدون ذكر أسماء” فيوضح أن المسلسل قد يُعرض خارج سباق رمضان ويلقى نجاحاً، فضلاً عن أن ارتفاع نسبة المشاهدة ليس دليلا على نجاح الفنان.

يضيف: “نظراً إلى الجو العام المحيط بالمشاهدين في رمضان هذا العام فإنهم مجبرون على الجلوس أمام المحطات الفضائية لمتابعة المسلسلات، ليس عشقاً بالدراما كما اعتادوا، إنما لأنها الوسيلة الترفيهية الوحيدة المتاحة أمامهم. في بعض الأحيان تحلّ بركة الشهر الكريم على الوجوه الجديدة بعد هذه البداية الموفقة لهم، وتكون فاتحة خير ويعلقون في ذاكرة المشاهد”.

يشير فراج إلى أن أكثر ما قد يفيده، كأحد الوجوه الشابة، خلال هذا الشهر، أن الأعمال كافة تتم متابعتها وتقييمها. بالتالي، سيتعرف إلى آراء الجمهور والنقاد حول أدائه.

تجارب ناجحة

يضم “الداعية” مجموعة من الوجوه الجديدة، من بينها: رحمة حسن، علياء عساف، عمرو ممدوح، ومصطفى درويش الذي يشير إلى أنه خاض مجال التمثيل بالصدفة، إذ يعمل في إحدى شركات المحمول، ويعتبر “الداعية” نقلة وبداية قوية في مسيرته الفنية.

يجسد درويش شخصية أبو عمر السلفي الذي يحاول، بمشاركة مجموعة من السلفيين المتشددين، جذب الشيخ يوسف (هاني سلامة) للتحدث باسم الجماعة السلفية المتطرفة.

أما لي لي قاسم فتشارك في “فض اشتباك” مجسدةً شخصية غادة، زوجة رجل أعمال ثري يعمل في قطاع السياحة في العلن ويتاجر سراً بالسلاح. تعرب في هذا المجال عن سعادتها بهذه التجربة التي قدمتها للجمهور بشكل مختلف عن أدوارها الصغيرة السابقة.

للفنانة التونسية سناء يوسف نصيب من هذه الفرص، إذ شاركت في بطولة “نقطة ضعف” مع جمال سليمان ورانيا فريد شوفي، و”فض اشتباك” مع أحمد صفوت الذي يعتبر هذا العمل فرصة قوية له ليصعد إلى البطولة المطلقة بعد الأدوار الثانية التي قدمها في السنوات الماضية. كذلك يشارك في بطولة “فرعون” مع الفنان خالد صالح.

ظاهرة عادية

يوضح الناقد د. وليد سيف أن كثرة الوجوه الجديدة في الدراما ظاهرة ليست حديثة العهد في رمضان، بل تعود إلى سنوات، وقد تم الاعتماد عليها في تقديم أدوار كبيرة فأثبتت جدارتها وقدرتها على تحمل المسؤولية، لا سيما أنها اعتلت هذه المكانة في ظل انتشار البطولات الجماعية وتراجع نظرية النجوم.

ويدلل سيف على ذلك بتراجع محمد فوزي، منتج “مولد وصاحبه غايب” (بطولة هيفا وهبي)، عن عرضه خلال هذا الشهر، بعدما وجد أن المقابل الذي سيتقاضاه لا يغطي كلفته. كذلك لم يحظَ مسلسل “آسيا” (بطولة منى زكي) بتوقيت عرض مميز، وبالتالي انخفضت نسبة مشاهدته. إضافة إلى اختفاء النجم يحيى الفخراني واكتفائه بالظهور في المسلسل الكرتوني “قصص النساء في القرآن”.

يضيف سيف أن الحل في اقتناع القيمين على الدراما بأنها لن تتقدم ما لم تعتمد على بطولات جماعية ووجوه جديدة، وكسر هيمنة النجم الأوحد، موضحاً: «ليلى علوي على وجه التحديد أحد النجوم الذين يحرصون على الاستعانة بالشباب في أعمالهم. حتى إنها قد تسمح بتخفيض نسبة ظهورها مقابل ظهورهم إذا كان ذلك في صالح العمل... وخير إثبات على ذلك «نابليون والمحروسة»، فعلى رغم أنها كانت البطلة وجدنا أن مساحة إطلالتها على الجمهور لم تكن كبيرة.

back to top