النوع الأول من السكري... أسبابه وعلاجه

نشر في 03-02-2013
آخر تحديث 03-02-2013 | 00:01
النوع الأول من سكري الدم غير شائع ويشمل نسبة بسيطة، حوالى 5 إلى 10% أو أكثر قليلاً من إجمالي المصابين بداء السكري. ويصيب أي سن من الطفولة المبكرة إلى الكهولة المتقدمة، وتبلغ ذروة الإصابة به أثناء سن المراهقة لدى الذكور والإناث.
 د. رباح النجاده أسباب النوع الأول من سكري الدم غير معروفة تماماً، لكن يرجح أن هذا النوع من السكر يحدث نتيجة لخلل في الجهاز المناعي للجسم يؤدي إلى إفراز مضادات لخلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين وتتفاعل هذه المضادات مع خلايا البنكرياس فيتم تدمير خلايا البنكرياس تدميراً كاملا.

كذلك أثبت بعض الأبحاث العلاقة بين الإصابة ببعض الفيروسات وحدوث الخلل في الجهاز المناعي، في حين أشارت أبحاث أخرى إلى وجود علاقة بين الرضاعة الصناعية وارتفاع نسبة هذا النوع من السكري لدى الأطفال. لذا ينصح الأطباء بالرضاعة الطبيعية الكاملة وعدم استخدام أي نوع من الألبان الإضافية، خصوصاً ألبان الأبقار. وكلما تأجل استعمال هذه الألبان قلت فرص حدوث السكر من هذا النوع.

الوراثة تؤدي بدورها دوراً ثانوياً بسيطاً جداً في هذا المجال (بخلاف النوع الثاني من سكري الدم)، فيندر ما يكون الأب أو الأم أو كلاهما مرضى سكري.

أعراض وعلامات

تختلف الأعراض والعلامات حسب السن.

الطفولة والمراهقة

تكون الأعراض والعلامات شديدة ومتلاحقة وفي صورة حادة:

• عطش شديد.

• شرب الماء والسوائل بكثرة.

• كثرة إدرار البول.

• نقص سريع في الوزن.

• ارتفاع في درجة الحرارة.

• في معظم الحالات تشخص الأعراض كالتهاب الجهاز التنفسي العلوي (التهاب اللوزتين أو انفلونزا). أو التهاب الجهاز التنفسي السفلي (التهاب رئوي). ويتم تشخيص السكري عندما لا يستجيب الطفل للعلاج وتسوء حالته أو يدخل في غيبوبة سكري.

الشيخوخة

عندما يصيب هذا النوع المسنين تكون الأعراض مختلفة تماماً عن الأعراض لدى الأطفال والشباب، فتبدأ بسيطة غير واضحة فلا ينتبه إليها المريض وقد تمر أشهر عدة قبل التشخيص، وغالبا ما يتم التشخيص على أنه من النوع الثاني من السكري. يبدأ العلاج باستعمال الأقراص المخفضة للسكر وقد يستجيب المريض في البداية، ومع مرور الوقت يبدأ سكر الدم في الارتفاع رغم العلاج وهنا لا بد من استعمال حقن الأنسولين.

العلاج

ثمة نواحي عدة يجب اتباعها لضمان العلاج السليم وعدم تدهور الحالة وتضاعفها.

أولاً

اتباع نظام غذائي مناسب

• اتباع نظام غذائي ليس معناه الحرمان من الطعام بقدر ما هو تنظيم الطعام المتناول وكمياته لإمكان السيطرة على مستوى السكر في الدم وتقليل حدوث المضاعفات المختلفة.

• اتباع نظام غذائي للأطفال من المهام الصعبة، فيجب أن تكون السعرات الحرارية كافية للحفاظ على النمو الطبيعي وحركة الطفل الزائدة. وفي الوقت نفسه، يراعى الحذر في كمية ونوعية المواد الغذائية التي يتناولها الطفل فلا تؤدي إلى تذبذب مستمر في مستوى سكر الدم ولا إلى زيادة الوزن.

• يميل الأطفال إلى تناول بعض الطعام الذي يزيد من مستوى سكر الدم كالشوكولا والآيس كريم، وحرمانهم منها أمر صعب. ولكن يجب تدريبهم تدريجًا على التقليل منها قدر الإمكان، إلى جانب تناول الأنواع التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر بعد الوجبات مباشرة ومع تكييف جرعة الأنسولين كي لا يحدث ارتفاع شديد في سكر الدم. ويفضل استخدام الشوكولا الممزوجة بالبسكويت أو قليلة السكر.

• يشعر الطفل بالجوع بين الوجبات غالباً، ويحاول بعض الأمهات، خشية من ارتفاع السكر، اقناعه بالانتظار حتى موعد الوجبة التالية. اعلمي أن هذا التصرف خاطئ تماماً وقد يؤدي غالباً إلى انخفاض سكر الدم بشدة، لذلك ينصح بتقديم ما يسمى بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسة، وأفضلها الزبادي أو الحليب قليل الدسم أو قطعة فاكهه كالتفاح أو البرتقال أو الموز.

• يجب أن نعتاد منذ الصغر على تناول المأكولات الطبيعية وأن تكون البروتينات من مصدر حيواني ونباتي. والمصادر الحيوانية للبروتين هي الحليب ومشتقاته والبيض واللحوم والسمك، والنباتية هي مجموعة البقوليات كالعدس والفول والحمص والفاصولياء واللوبياء. ويجب الإكثار من الخضروات الطازجة والمطبوخة والفواكه.

• يجب التقليل قدر الإمكان من الوجبات السريعة والمياه الغازية والعصائر السكرية والمقالي والأطعمة الدسمة.

ثانياً

العلاج بالأنسولين

• استخدام الأنسولين بالطريقة السليمة، فقد يضطر المريض في معظم الحالات إلى الحقن بالأنسولين عدة مرات يومياً.

• جميع أنواع الأنسولين المستعملة راهناً يتم تصنيعها بالهندسة الوراثية، فتتطابق في التركيب الكيماوي مع الأنسولين البشري لهذا يطلق عليها مجازاً انسيولينات بشرية. أما الأنسولين الحيواني فيتم استخلاصه من بنكرياس الخنازير أو البقر وهي في طريقها إلى الزوال في كل أنحاء العالم بعد تعميم الأنسولين البشري الذي يمتاز عن الأنسولين الحيواني بسهولة الحفظ وسهولة النقل وندرة حدوث الأثار الجانبية.

فاعلية الأنسولين

- مكان حقن الأنسولين: يتغير مفعول الأنسولين باختلاف مكان الحقن ويتذبذب مستوى سكر الدم مع تكرار تغيير مكان الحقن على فترات قصيرة.

 

- المجهود العضلي: إحدى الحقائق الثابتة أن المجهود العضلي يؤدي إلى انخفاض في سكر الدم. وحركة الجزء الذي تم حقن الأنسولين فيه تنتج منها تغيرات كبيرة، فمثلا إذا حُقن الأنسولين في منطقة الفخذ فإن المشي أو الجري أو لعب الطفل يزيد من سرعة امتصاص الأنسولين المحقون، ويؤدي بالتالي إلى زيادة مفعول الأنسولين وقصر مدة مفعوله.

- التوتر العصبي: يفرز الجسم هرمونات تقلل من مفعول الأنسولين، بالإضافة إلى أن هذه الهرمونات قد تؤثر على دورة الجلد الدموية فتنتج منها اضطراب في امتصاص الأنسولين من تحت الجلد ووصوله إلى الدم.

ملاحظة: الأنسولينات الحديثة تم تصنيعها بالهندسة الوراثية بطرق لا تتأثر بشدة بهذه العوامل.

مشاكل حقن الأنسولين

- انخفاض شديد في سكر الدم: يكون إما لعدم تناول الوجبة الكافية أو القيام بمجهود عضلي زائد. ولتلافي حدوث هذا الانخفاض يجب تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسة أو أثناء القيام بمجهود عضلي.

- ظهور نقطة دم: مكان الوخز بالإبرة أو حدوث زرقان في الجلد مكان الحقن، لا يشكل أي خطورة ولا يدعو إلى القلق.

- ألم شديد مع الوخز: أو ورم خفيف في الجلد مكان الوخز يدل على أن طريقة حقن الأنسولين خاطئة.

- ضمور في طبقة الدهن تحت الجلد: إحدى المشاكل النادرة الحدوث، وتظهر بصورة انخفاظ ملحوظ في سطح الجلد في أماكن الحقن ويكون الشكل غير مقبول. وعلاج هذه الحالة يحتاج إلى طبيب متخصص.

- تضخم في طبقة الدهن مكان الحقن.

- حساسية من مادة الأنسولين: إحدى المشاكل النادرة الحدوث مع استخدام الأنسولين البشري. وتظهر الحساسية بصور متعددة فقد تكون على هيئة احمرار وحكة مكان الحقن أو ورم.

ثالثاً

المتابعة المستمرة لسكر الدم

من المهم جداً متابعة مستوى سكر الدم وتعديل جرعة الأنسولين بحسب العوامل المختلفة التي تؤثر على مستوى السكر.

رابعاً

المتابعة الدورية

يحتاج المريض إلى المتابعة الدورية بالفحص الطبي وإجراء تحليلات معملية دورية لعلاج أي خلل في بدايته قبل استفحالة ويفضل أن يكون ذلك كل ثلاثة أشهر. ومتابعة تثقيف المريض وتعديل طرق العلاج إذا لزم الأمر.

خامساً

تثقيف المريض بنواحي العلاج والمتابعة كافة.

[email protected]

Twitter: @PROF_RN

Facebook: Rabah AL-najadah

back to top